الجمعيـــــة العامـــــة للاتحاديـــــة تزكــــي حصيلـــــة زفيـــــــــزف
صادق صبيحة أمس، أعضاء الجمعية العامة للاتحاد الجزائري لكرة القدم بالإجماع على الحصيلتين الأدبية والمالية لنشاطات المكتب الفيدرالي خلال سنة 2022، الأمر الذي يمنح الرئيس الحالي للفاف جهيد زفيزف، بطاقة بيضاء لمواصلة مهامه على رأس أعلى هيئة في المنظومة الكروية الوطنية إلى غاية نهاية العهدة الأولمبية الجارية، مع تأكيد المعني على سعيه لتجسيد نسبة كبيرة من برنامج العمل الذي كان قد سطره عند توليه رئاسة الفاف، وهو ما أبطل مفعول الإشاعات التي راجت مؤخرا، والتي تحدثت عن إمكانية حدوث تغييرات على مستوى اتحادية كرة القدم، تزامنا مع موعد انعقاد الجمعية العامة.
الدورة العادية، والتي انعقدت بقاعة المؤتمرات التابعة لنادي الجيش ببني مسوس، عرفت حضور 80 عضوا من أصل 109 مسجل، وكان من بين الحضور 72 عضوا يحوزون على حق التصويت، مقابل تواجد 8 أعضاء بصفة ملاحظ فقط، وهو ما يعني توفر النصاب القانوني، طبقا لما هو منصوص عليه في المادة 24 من القانون الأساسي، ولو أن الملفت للانتباه في هذا الجانب حضور شرف الدين عمارة باعتباره من كتلة الرؤساء السابقين للفاف، والاستقالة من منصبه في جويلية 2022 لم تجرده من صفة العضوية في الجمعية العامة، وإنما تقطع أمامه طريق الترشح مرة أخرى، في الوقت الذي تلقى فيه رئيس شبيبة الساورة محمد زرواطي الضوء الأخضر للمشاركة في الأشغال، وذلك بعد إلغاء العقوبة التي كانت قد سلطتها عليه لجنة الانضباط للرابطة المحترفة، إثر الطعن الذي كان قد تقدم به، ليعود زرواطي إلى الجمعية العامة للفاف بعد حرمانه من المشاركة في 3 دورات سابقة.
وبعد التأكد من توفر النصاب القانوني، بحضور أزيد من ثلثي التركيبة الإجمالية تم تشكيل مكتب الدورة، وقد اقترح رئيس الفاف جهيد زفيزف في هذا الشأن 3 أسماء للتكفل بمهمة متابعة مدى تطابق الأشغال مع المحضر الرسمي، وقد كان المكتب يتشكل من رئيس رابطة المسيلة العمري بن حميدوش، ونظيره لرابطة بشار الولائية رشيد جيتاني، إضافة إلى رئيس رابطة معسكر علي بوكتاب، ليتم بعد ذلك عرض مشروع جدول أعمال الدورة، والذي تضمن 13 نقطة، تمحورت بالأساس حول محضر دورة جوان 2022، وكذا الحصيلتين المالية والأدبية للسنة الماضية، بملاحقها المقترنة بتقرير محافظ الحسابات، تجديد عهدة مراقب الحسابات، مشروع ميزانية تسيير الفاف لسنة 2023، دون تسجيل أي نقطة تخص نمط المنافسة أو مقترح لتوقيف بطولة الرابطة المحترفة للموسم الجاري، وعليه فقد تمت المصادقة بالإجماع على جدول الأعمال المضبوط من طرف المكتب الفيدرالي، من دون أن يتقدم أي عضو بطلب لاقتراح إضافة نقطة أخرى للمناقشة.
إلى ذلك، فقد ظلت الفاف وفية لتقاليدها، وذلك باستغلال الدورات العادية للجمعية العامة لتكريم بعض الوجوه الرياضية، عرفانا بالخدمات الجليلة التي قدمتها للكرة الجزائرية، وقد كان الناخب الوطني الأسبق رابح سعدان أول المكرمين في دورة الأمس، حيث صنع بتواجده في القاعة الحدث، إذ كان مرفقا بزهير جلول، الذي كان مساعدا له خلال الفترة التي تولى فيها سعدان قيادة «الخضر» وتحقيق التأهل إلى مونديال 2010، كما تم تكريم محي الدين خالف، الذي تعذر عليه الحضور لأسباب صحية، وناب عنه عضو المكتب الفيدرالي حكيم مدان، والأمر ذاته ينطبق على الحكم الدولي السابق بلعيد لكارن، الذي عوضه جمال حيمودي في استلام الوسام، بينما لم تفوت الاتحادية الفرصة لنفض الغبار عن إنجازات بعض الرجال الذين رحلوا عنا، بعدما تركوا بصماتهم بصورة جلية في المنظومة الكروية الوطنية، وقد كرمت عائلاتهم، في صورة الرئيس السابق للرابطة المحترفة محفوظ قرباج، الناخب الوطني السابق عبد الرحمان مهداوي، وكذا رئيس رابطة عنابة الجهوية، المرحوم أحمد ميبراك، الذي سبق له التواجد في الهيئة التنفيذية للفاف.
أما بخصوص الأشغال، فقد كانت الجلسة مغلقة، بعد منع رجال الإعلام من التواجد في القاعة، وقد أكد الأمين العام للاتحادية منير دبيشي بأنه لا يحق لأي عضو التدخل لمناقشة مضمون التقرير الأدبي، طبقا لما هو منصوص عليه في الفقرة 2 من المادة 28 من القانون الأساسي، بحجة أن الأمانة العامة للفاف لم تتلق أي مقترح أو طلب للتدخل بخصوص الحصيلتين المالية والأدبية، وعليه فقد تم الإلقاء بالكرة مباشرة في مرمى أعضاء الجمعية العامة، حيث كانت التزكية بالإجماع على الحصيلة الأدبية، والأمر ذاته ينطبق على الحصيلة المالية، لاسيما وأنه لغة الأرقام أبانت عن التباين الصارخ في الوضعية المالية للفاف بين سنتي 2021 و 2022، لأن العجز الذي كان مسجلا بقيمة 130 مليار سنتيم تحوّل إلى فائض بنحو 84 مليار سنتيم، وهذا بعد تحصيل شطر من عائدات حقوق البث التلفزيوني لتصفيات مونديال قطر 2022، وكذا نهائيات «كان» الكاميرون، مما ساهم بشكل مباشر في تحسن الوضعية المالية للاتحادية، لتكون المصادقة بالإجماع ودون أي اعتراض أو تحفظ على الحصيلتين المالية والأدبية، وكذا مشروع الميزانية المقترح لسنة 2023، والمبني بالأساس على انتهاج استراتيجية عمل تعتمد على ترشيد النفقات، وتقليص حجم المصاريف، مع البحث عن مصادر تمويل أخرى لتدعيم خزينة الفاف.
ص/ فرطــاس
