يتواجد المنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم في أفضل رواق لاقتطاع تأشيرة التأهل إلى المربع الذهبي من النسخة الحالية لدورة الألعاب العربية، على اعتبار أنه بحاجة إلى تعادل فقط سهرة اليوم، عندما يلاقي نظيره اللبناني بملعب 19 ماي 1956 بعنابة، وكل الحسابات ترجح كفة شبان «الخضر» لكسب الرهان، والمرور إلى نصف النهائي عن الفوج الأول، بينما يبقى الصراع على التذكرة الثانية على أشده بين عمان والسودان، في مواجهة مباشرة، بطابع «النهائي».
الأفضلية «الجزائرية» في حسابات المجموعة الأولى تنطلق بالأساس من الوضعية الراهنة لسلم الترتيب، لأن النخبة الوطنية كانت قد قلبت الموازين رأسا على عقب، بعد الانتفاضة التي سجلتها في موقعة الأربعاء الفارط أمام السودان، فكانت ثنائية «السنفور» طمين في الدقائق الخمس الأخيرة كافية لخلط الأوراق، ووضع الخضر على بعد خطوة فقط من المربع الذهبي، بعدما كانت معالم الإقصاء المبكر قد بدأت في الارتسام، ليعود المنتخب الوطني من بعيد جدا في المنافسة، ويصبح المرشح الأكبر لتصدر الفوج، وبالتالي معادلة الإنجاز المحقق في المشاركة الأولى والوحيدة، التي كانت في طبعة 1985.
موقعة سهرة اليوم، ستكون بمثابة اختبار التأكيد بالنسبة للعناصر الوطنية، في غياب الهداف طمين بداعي العقوبة، ولو أن المدرب رشيد آيت محمد، أوضح بأنه يراهن بالأساس على روح المجموعة، وصرح للنصر في هذا الشأن قائلا: « لقد انبهر الجميع للأداء المميز الذي قدمته تشكيلتنا، رغم أننا لم نقم بأي تحضير لهذه المنافسة، لكن ما يجب الوقوف عنده هو الإرادة الفولاذية التي تسلح بها اللاعبون، ليكون هذا العامل مفتاح النجاح، من خلال ظهور المجموعة كتلة منسجمة ومتناسقة، مع كسب المزيد من الثقة في النفس والإمكانيات، بفضل المؤازرة الجماهيرية، الأمر الذي يدفعنا إلى التفاؤل بمواصلة المشوار بنفس الريتم، بعد تحرر اللاعبين من كل المخاوف، ولو أننا سارعنا إلى التحذير من الوقوع في فخ السهولة، والغرور، لأننا لم نتأهل بعد، والالتزام بالحيطة أمر حتمي وضروري، تفاديا لأي سيناريو لا تحمد عواقبه».
إلى ذلك، فإن الإثارة ستكون كبيرة سهرة اليوم بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، لأن منتخب السودان سيلاقي نظيره العماني، في مقابلة ستجرى بحسابات واضحة، مادام أبناء «السلطنة» يسعون لإنهاء الدور الأول دون هزيمة، حتى يتسنى لهم تحقيق تأهل تاريخي إلى المربع الذهبي، بعد 4 مشاركات سابقة، كانت بتلقي 12 هزيمة، في حين لا يملك منتخب السودان أي خيار سوى الفوز لقطع الطريق أمام المنتخب العماني، وبالتالي تجريده من تذكرة المرور إلى نصف النهائي، ولو أن هزيمة السودان سهرة اليوم، ستضمن تأهل المنتخب الجزائري حتى في حال الخسارة أمام لبنان.
صالح / ف