عاد الجمهور الوهراني بقوة لمدرجات المرافق الرياضية التي تحتضن منافسات الألعاب العربية في جزءها المنظم بعاصمة الغرب الجزائر، حيث شهد اليوم الثالث من التظاهرة، توافدا كبيرا للعائلات على مختلف الرياضات.
ورغم أن اليوم الأول من انطلاق المنافسات يوم 4 جويلية جرت منافساته في ألعاب القوى بمدرجات شبه فارغة، إلا أن بداية من اليوم الثاني، بدأ الجمهور يتوافد على مدرجات الملعب الأولمبي ميلود هدفي تدريجيا خاصة في الفترة المسائية، بالنظر للارتفاع الكبير لدرجة الحرارة صباحا، وفي اليوم الرابع والأخير من ألعاب القوى كان جزء كبير من مدرجات الملعب مكتظة بالعائلات، وذات الصورة كانت في منافسات السباحة التي جلبت الجمهور منذ أول يوم لتغص المدرجات في ثالث يوم بالوافدين للمسبح الأولمبي، وأغلبهم عائلات اصطحبت أبناءها وحتى كبار السن، بالنظر لما يوفره هذا الفضاء من أريحية في الولوج إليه والاستمتاع بالسباقات، ولم يختلف الوضع في منافسات كرة اليد بقر الرياضات حمو بوتليليس بالمدينة الجديدة، لما لهذه الرياضة من مكانة في قلوب الوهرانيين، وحتى منافسات الجمباز نالت نصيبها من دخول بعض العائلات.
هي مشاهد جميلة، أبهرت الضيوف العرب ليس فقط في التوافد الكبير للجمهور ولكن لانضباطه واحترامه للنشيد الوطني لكل الدول دون استثناء، والأهم تشجيعه للمتفوقين من كل الدول رغم مضاعفة التشجيع للرياضيين الفلسطنيين والحماس القوي والكبير لأبطال الجزائر، والملاحظ سواء في ألعاب القوى أو السباحة، أن الجمهور أصبح يعرف أسماء الرياضيين، ويهتف بها في كل منافسة ليرفع شحنة الرياضي من أجل الفوز.
وحسب قراءة أولية لهذه السلوكات التي ظهر بها جمهور وهران، فإنها تعود بنا للأثر الإيجابي الذي تركته الألعاب المتوسطية صيف 2022 في نفوس الجماهير وسلوكاتهم، حيث خلال تلك التظاهرة تجند الجميع للتحسيس وتوعية الجمهور بضرورة إعطاء صورة جميلة وراقية عن الجزائريين، من خلال احترام كل الوفود ورياضييهم واحترام النشيد الوطني أيضا لكل الدول المشاركة دون استثناء، وهذا ما بدأ في الألعاب المتوسطية، وتجسد أكثر خلال الألعاب العربية.
بن ودان خيرة