توقفت أمس، رحلة المنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم في البحث عن الذهب في دورة الألعاب العربية، بالانهزام أمام المنتخب السعودي في نصف النهائي، الذي احتضنه ملعب عنابة، ولو أن شبان «الخضر» تعرضوا لظلم تحكيمي كبير، خاصة و أن الهدف الأول للسعوديين كان من وضعية تسلل، ليكتفي المنتخب الجزائري بالتنافس على البرونز عشية الجمعة القادم، بعدما كان قد أحرز الصف الثالث في مشاركته الأولى في هذه التظاهرة، والتي كانت في طبعة الرباط 1985.
المباراة سارت في بدايتها على وقع ريتم بطيء، مع تجمع النخبة الوطنية في منطقة وسط الميدان، الأمر الذي أبقى ثنائي الهجوم آيت الحاج وطمين معزولا، في الوقت الذي اعتمد فيه المنتخب السعودي على تكتل دفاعي مع التمريرات في العمق، بحثا عن ثغرة على مستوى محور الدفاع الجزائري.
هذه الخيارات أجبرت الحارس الجزائري معاشو إلى ارتكاب المحظور داخل منطقة العمليات في الدقيقة 17، لما اضطر إلى عرقلة المهاجم السعودي عباس صادق الحسن، الذي تخلص من المراقبة، فلم يتردد الحكم الموريتاني عبد العزيز بوه في الإعلان عن ركلة جزاء، تولى تنفيذها مشعل العلائلي، إلا أن الحارس معاشو تصدى لها على مرتين، لتعود الكرة المرتدة إلى اللاعب عبد الله بن زايد، الذي كان بمفرده في القائم الثاني فأسكنها الشباك، مما أحدث ارتباكا كبيرا وسط طاقم التحكيم، لأن المساعد الأول، الليبي باسم سيف النصر لم يكن متموقعا على خط التماس، لكن الحكم الرئيسي تحمل المسؤولية، وأعلن عن شرعية الهدف، وسط احتجاجات النخبة الوطنية، بحجة إن مسجل الهدف كان متسللا.
هذا الهدف زاد من درجة الضغط المفروض على العناصر الوطنية، التي تاهت فوق المستطيل الأخضر، وأخلطت بين السرعة والتسرع في رحلة البحث عن هدف التعادل، ولو أن الحكم الموريتاني عبد العزيز بوه تغاضى عن ركلة جزاء شرعية للنخبة الوطنية بعد عرقلة بن زيد داخل منطقة العمليات، في الوقت الذي اكتفى فيه المنتخب السعودي بالدفاع، دون تهديد مرمى معاشو.
معطيات المقابلة تغيرت مع بداية الشوط الثاني، لأن آيت الحاج عزز منطقة الوسط، وتحول إلى صانع ألعاب في الرواق الأيمن، وهو ما كان مفتاحا لفك شفرة الدفاع السعودي، لأن آيت الحاج قدم تمريرة إلى زميله طمين، الذي أسكن الكرة برأسية محكمة في شباك الحارس حامد يوسف، معدلا النتيجة في الدقيقة 49.
عودة الخضر في النتيجة، أعطى شكال ورفاقه المزيد من الثقة في النفس، مع الإيمان بالحظوظ في التأهل إلى النهائي، وقد تم فرض مكثف على المنتخب السعودي، وكان الثنائي آيت الحاج وطمين مصدر الخطر، لكن دون النجاح في الوصول إلى المبتغى، خاصة في الدقيقة 68 لما فوت طمين على نفسه فرصة مضاعفة النتيجة، بسبب قلة التركيز.
مع حلول الدقيقة 74 حدث «سيناريو» معاكس لمجريات اللعب، لأن صانع ألعاب المنتخب السعودي صهيب أيمن الزيد وظف مهاراته الفردية، وخادع الحارس معاشو بتسديدة من خارج منطقة العمليات سكنت في الزاوية البعيدة للمرمى، مرجحا كفة «الأخضر» السعودي لثاني مرة في هذا اللقاء.
وفي ظل هذه الوضعية، فقد رمت العناصر الوطنية بكامل ثقلها في الهجوم، خاصة بعد تدعيم القاطرة الأمامية بنايت سالم، ولو أن التسديد من على مشارف منطقة الجزاء لم يجد طريقه إلى التجسيد أمام براعة الحارس حامد يوسف، ليتواصل السجال بين الهجوم الجزائري والدفاع السعودي بكثير من الفرص، دون تسجيل هدف التعادل، ليطلق الحكم الموريتاني صافرة النهاية بفوز منتخب السعودية.
ص/ فرطاس