أحكمت الجزائر سيطرتها المطلقة على الصدارة في 13 اختصاصا في 19 منافسة رياضية، تم اعتمادها رسميا من طرف لجنة تنظيم النسخة 15 لدورة الألعاب العربية، مما مكنها من التتويج بلقب هذه الطبعة عن جدارة واستحقاق وبتقدير ممتاز، برصيد 105 ميداليات ذهبية، وبفارق لا يقل عن 4 أضعاف حصاد صاحب المركز الثاني في سبورة الترتيب النهائي، منتخب تونس، ليكون المنتخب الجزائري الوحيد الذي تخطى عتبة 100 ذهبية في هذه الدورة، وهذه الحصيلة ليست ببعيدة عن إجمالي ما تحصل عليه المنتخب التونسي من ميداليات، على اختلاف معدنها، بينما فشلت باقي المنتخبات، في بلوغ حدود 100 ميدالية بين المعادن الثلاثة.
تتويج الجزائر باللقب العربي لهذه النسخة، كان ثمرة النتائج المسجلة في 13 نوعا من الرياضة، ولو أن الملفت للانتباه أن المنتخبات الوطنية نجحت في بعض الاختصاصات في ترصيع سجلها بالذهب، إلا أنها لم تتمكن من اعتلاء المنصة، كما هو الحال بالنسبة لمنتخب رفع الأثقال، الذي حل ثانيا في اللائحة، بعد حصول الرباعين على 3 ذهبيات، واللقب كان من نصيب المنتخب المصري، في حين خسر منتخب تنس الطاولة الصدارة لصالح تونس، بحسابات عدد الفضيات، بعد تساوي المنتخبين في حصاد الذهب، والوضع لم يختلف كثيرا في منافسات الملاحة الشراعية، لأن «الشراع» الجزائري تحصل على ميداليتين من المعدن النفيس، إلا أنه احتل الوصافة في الترتيب العام.
وانطلاقا من هذه المعطيات، فإن الجزائر تحصلت على الذهب في 16 اختصاصا، 13 منها كانت نتيجتها التربع على العرش العربي، في حين كان الحصاد دون المعدن النفيس في اختصاصين فقط، وذلك بعد اكتفاء منتخب كرة اليد بالميدالية البرونزية، وحصد منتخب الشطرنج 3 فضيات ونفس العدد من الميداليات البرونزية، لتحتل الصف الثالث في الترتيب الخاص بهذا النوع من الرياضة، وهو ما يعني بأن المنتخبات الوطنية تمكنت من ضمان التواجد فوق «البوديوم» في 18 اختصاصا، وكانت الريادة في 13، الوصافة في 3 رياضات أخرى، مقابل احتلال المركز الثالث في تخصصين فقط، مع بقاء منتخب كرة القدم خارج التصنيف يصنع الاستثناء.
هذه النتائج سمحت للجزائر بانتزاع اللقب العربي، لثاني مرة في تاريخ هذه المنافسة، بعد الانجاز المحقق في دورة 2004، وبقاسم مشترك بين التتويجين، يتمثل في الاستفادة من ورقة «البلد المنظم»، لكن بفارق في الحصيلة المسجلة، لأن نسخة 2023 شهدت تحطيم الرقم القياسي للمشاركة الجزائرية من حيث الحصاد الذهبي، وهذا بتخطي حدود 100 ميدالية ذهبية، بعدما كانت أعلى حصيلة تلك التي سجلت قبل 19 سنة، بمجموع 91 ذهبية، وفارق 14 ميدالية من المعدن النفيس بين الطبعتين مكن الرياضة الجزائرية من البصم على انجاز تاريخي.
من جهة أخرى، فإن استعادة الجزائر للتاج العربي، جاء ليكسر «الهيمنة» التي فرضها «الفراعنة» على هذه المنافسة، على اعتبار أن مصر لم تتنازل عن اللقب سوى في دورة 2004، ثم في طبعة 2023، واللقب كان من نصيبها منذ نسخة 1997 ببيروت، كما أن حصد 105 ذهبية سمح للجزائر بالإرتقاء إلى الوصافة في سبورة الترتيب العام لتاريخ الألعاب على مدار 15 طبعة، وهذا بعد التقدم على كل من تونس، سوريا والمغرب، وبلوغ مجموع 376 ميدالية ذهبية، خلف المنتخب المصري، كما أن المنتخب الوطني، بجميع تخصصاته أصبح ثاني من ينجح في تجاوز حد 300 ميدالية من المعدن النفيس، بعد مصر، الأمر الذي مكن من رفع الحصيلة الإجمالية لسجل المشاركة الجزائرية في الألعاب العربية إلى 1118 ميدالية، وهو حصاد كان وزنه الوصافة على جميع الأصعدة، لأن الصدارة «العربية» تبقى لمصر، في الوقت الذي شهدت فيه دورة الجزائر 2023 انجازا تاريخيا لموريتانيا، تمثل في النجاح في إحراز أول ميدالية في تاريخ مشاركاتها في هذه التظاهرة، وكانت من الفضة، لأن «المرابطون» خرجوا من مشاركاتهم الثمانية السابقة دون أي ميدالية، وانتظروا إلى غاية طبعة الجزائر 2023 لتسجيل حضورهم الأول فوق المنصة، بينما فشلت 3 منتخبات فقط في التواجد ضمن المتوجين بالميداليات في هذه النسخة، ويتعلق الأمر بكل من لبنان، جزر القمر والصومال، مما أبقى جزر القمر وحيدا دون أي ميدالية في الرصيد الإجمالي لتاريخ الألعاب.
ص / ف
