خص الحارس الدولي السابق مهدي جيانين، جريدة النصر بحوار حصري، أعرب خلاله عن ثقته في عودة المنتخب الوطني إلى القمة من جديد، مؤكدا أن لاعبين من نوعية عوار وغويري وشرقي، سيرتقون بالمنتخب الوطني إلى مستوى أكبر وأفضل، كما أثنى جيانين على زميله السابق رايس وهاب مبولحي، واصفا إياه بالأسطورة الحقيقية التي تستحق كل الاحترام والتقدير، قياسا بكل ما قدمه للخضر.
جيانين عرج أيضا إلى قضية اهتمام النادي الرياضي القسنطيني بخدماته، مبديا رغبته في خوض تجربة بالبطولة الجزائرية، التي يود اكتشافها بعد مسيرة ناجحة في فرنسا التي ارتدى فيها ألوان فرق محترمة مثل كليرمون فوت وسوشو.
*مرحبا مهدي، معك صحفي من الجزائر، هل بالإمكان أن تمنحنا البعض من وقتك..
مرحبا بكم وبكل الجزائريين، وأنا تحت تصرفكم للإجابة على كل الاستفسارات.
*هل صحيح أنك في مفاوضات مع النادي الرياضي القسنطيني لتكون جديد حراسة المرمى ؟
لا علم لي بهذا، وإن كانت قد وصلتني بعض الأخبار من هنا وهناك عن اهتمام مسيري النادي الرياضي القسنطيني بخدماتي، ولكن لا يوجد أي اتصال رسمي بيننا لحد الآن.
*يقال إن لديك رغبة كبيرة في خوض تجربة بالبطولة الجزائرية..
أنا حر من أي التزام، بعد نهاية عقدي مع نادي سوشو الفرنسي، وبإمكاني الآن التفاوض مع أي فريق يريد خدماتي، سواء في أوروبا أو من البطولة الجزائرية التي آمل أن تتاح لي فرصة اكتشافها، وهي التي كانت ملاذا لعديد المغتربين، أنا متحمس للغاية للعب في بلدي، والأبواب مفتوحة أمام أي فريق يريد انتدابي.
*هل لديك معلومات حول النادي الرياضي القسنطيني، بالموازاة مع الأخبار المتداولة حول اهتمام المدير العام محمد بوالحبيب بخدماتك ؟
صدقوني ليس لدي معلومات كثيرة حول البطولة الجزائرية وأنديتها، وبخصوص ما أعرفه عن النادي الرياضي القسنطيني، فهو فريق كبير، ويمتلك ملعبا رائعا (الشهيد حملاوي)، وجمهورا مذهلا، ولكن الحديث عن حمل ألوان هذا الفريق سابق لأوانه، في ظل عدم امتلاكي أي اتصالات رسمية مع مسؤولي هذا الفريق.
*لنتحدث الآن عن المنتخب الوطني الذي كانت لك فرصة الدفاع عن ألوانه في وقت من الأوقات( في عهد المدرب كريستيان غوركوف)، كيف تراه حاليا، وهل بالإمكان استعادة البريق المفقود ؟
علينا الاعتراف أن المنتخب الوطني يتواجد الآن في مرحلة انتقالية، بعد نكستي كأس أمم إفريقيا الأخيرة الكاميرون، والفشل في التأهل لمونديال قطر 2022، وما خلفاه من حسرة كبيرة، وصدقوني ليس من السهل استعادة الثقة في النفس، بعد صدمتين بتلك الحدة، ولكن الناخب الوطني جمال بلماضي يتجه للخروج بالمنتخب الوطني من أزمته، بدليل أنه قد وضعنا على السكة الصحيحة من جديد، في انتظار مواصلة التأكيد في قادم الاستحقاقات والمواعيد، أنا واثق من عودتنا إلى القمة من جديد، لا سيما بعد النجاح في ضخ دماء جديدة، في صورة حسام عوار وفارس شايبي وجوان حجام وريان آيت نوري.
*هل تابعت آخر مباراة للخضر أمام المنتخب التونسي، وكيف وجدت المجموعة؟
أجل كانت لي فرصة مشاهدة تلك المواجهة الودية، وانبهرت قبل كل شيء بتلك الجماهير التي توافدت على مدرجات ملعب 19 ماي بعنابة، وإن كنت لم أتفاجأ بذلك، كوني أعرف مدى تعلق أنصارنا بالمنتخب، لقد كانت المقابلة الأخيرة اختبارا حقيقيا بالنسبة لنا، في ظل نوعية المنافس، وأعتقد أن بلماضي خرج بعديد المكاسب، لعل أبرزها منح الفرصة للعناصر الجديدة، من أجل التأقلم واكتشاف ضغط المنتخب الوطني، وهنا أتوجه بنصيحة إلى الجماهير بعدم الضغط على لاعبي المنتخب، خاصة الشباب منهم، كونهم غير متعودين على مثل هكذا أمور، ولو أن ثقتي كبيرة في الطاقم الفني، الذي سيتعامل مع هذه الجزئية بكل ذكاء.
*أسماء أخرى مرشحة للالتحاق بصفوف الخضر في قادم المناسبات، على غرار أمين غويري وريان شرقي، ما رأيك ؟
لا يختلف اثنان حول القيمة الفنية الكبيرة للثنائي أمين غويري وريان شرقي، فالأول من أبرز مهاجمي "الليغ 1"، ويكفي العودة إلى حصيلته الممتازة الموسم الفارط مع نادي رين، حيث سجل عدة أهداف وقدم الكثير من التمريرات الحاسمة، فيما يعتبر شرقي من خيرة المواهب الصاعدة في الدوري الفرنسي، وأنا آمل من أعماق قلبي أن يدعم صفوف المنتخب الوطني في قادم المناسبات، كونه قادر على أن يرتقي بالمنتخب إلى مستوى أكبر رفقة كل من غويري وعوار وبقية الأسماء التي لا يجب أن نبخسها حقا، لا سيما الركائز التي كانت ولا تزال مصدر قوة كبيرة للخضر، وأعني بالذكر كلا من رياض محرز وإسلام سليماني وعيسى ماندي وغيرهم من الأسماء، التي أسهمت في قيادتنا للتتويج بكأس أمم إفريقيا 2019 بمصر.
*تبدو متفائلا بخصوص مستقبل المنتخب الوطني ؟
بطبيعة الحال، أنا جد متفائل، في ظل امتلاكنا لجيل موهوب قادر على كتابة تاريخ جديد، ما علينا سوى الصبر على هذه المجموعة، ودعمها بالشكل المطلوب، وبحول الله سنعتلي منصات التتويج في قادم الاستحقاقات، والبداية بنهائيات "كان" كوت ديفوار التي نأمل أن تكون فرصة لتعويض خيبة الإخفاق الكبير في الكاميرون، كلنا خلف بلماضي ولاعبيه، ولا أعتقد بأن هذه المجموعة ستخيبنا، فكل شيء متوفر لديها وما عليها سوى الإيمان بمؤهلاتها وإمكانياتها.
*حظيت بفرصة مزاملة الحارس رايس وهاب مبولحي، ماذا يمكن أن تقول لنا عن هذا الشخص الذي كتب التاريخ مع المنتخب بإحصائياته وأرقامه المميزة؟
أجل، كنت محظوظا في وقت من الأوقات بمزاملة رايس وهاب مبولحي، وليس لدي ما أقوله عنه سوى أنه أسطورة حقيقية، فما قدمه مع المنتخب يستحق التقدير والاحترام، ولا أعتقد بأن هناك من بإمكانه أن يصل إلى أرقامه وإحصائياته، أنا أتمنى له كل التوفيق فهو إنسان رائع فوق الميدان وحتى خارجه، وأنصح الحراس الشباب الذين يعملون بجانبه بالتعلم منه قدر المستطاع، إذا ما أردوا السير على خطاه، فمبولحي كتب التاريخ مع المنتخب بشهادة أهل الاختصاص.
*بماذا تريد ختم هذا الحوار ؟
قبل الختام، أتمنى كل التوفيق للمنتخب الوطني في قادم المناسبات، خصوصا وأنه تنتظرنا عديد التحديات المهمة، على غرار "كان" كوت ديفوار والتصفيات المونديالية التي لا يجب أن نستصغر خلالها أي منافس، إذا ما أردنا اقتطاع بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم، كما استغل الفرصة أيضا للتوجه إليكم بالشكر الجزيل على هذا الحوار، الذي تحدثت فيه عن مستقبلي ونظرتي للمنتخب الوطني.
حاوره: سمير. ك