كشف بطل المصارعة "الإغريقو – رومانية" عبد الكريم فرقات أن ميداليته البرونزية في الألعاب الرياضية العربية الأخيرة تعد بطعم الذهبية، بسبب الإشادة التي تلقاها عقب لقطته الفنية والتاريخية التي جابت مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا في حواره مع النصر أنه واثق من مقدرته على استعادة إمكانياته الحقيقية التي مكنته من دخول تاريخ المصارعة الجزائرية من أوسع الأبواب، كما تحدث فرقات عن البطولة العالمية المقبلة بصربيا وحظوظه في بلوغ أولمبياد باريس.
*بداية، هل توقعت التواجد في "البوديوم"، وأنت العائد للتو فقط لأجواء المنافسات بعد غياب لفترة، بسبب معاناتك من الإصابة ؟
كما تعلمون، كنت مصابا على مستوى مرفق اليد، وبقيت بعيدا عن أجواء المنافسات والدورات لأزيد من ثلاثة أشهر كاملة، ولم يكن من السهل دخول بطولة من هذا النوع، ولكن بفضل إصراري وعزيمتي شاركت في الألعاب العربية، ونجحت في وضع نفسي فوق "البوديوم"، لقد غبت عن البطولة الإفريقية الأخيرة، كما لم يكن بمقدوري أيضا المشاركة في الألعاب المتوسطية، وكنت مهددا أيضا بتضييع المنافسة العربية، حيث نصحني الطاقم الفني بعدم المجازفة، ولكن رغبتي في اللعب ببلدي وتحت أنظار جماهيرنا جعلتني أجازف، والحمد لله الأمور سارت معي كما أريد، ونجحت في الظفر بميدالية، رغم اكتفائي بتربصين فقط، أنا سعيد وأهدي ميداليتي لكل من ساندني ووقف إلى جانبي في فترتي الصعبة، وأنا الذي كنت متأثرا للغاية لتضييع العديد من البطولات المهمة.
*رغم فوزك بالميدالية البرونزية فقط، إلا أنك صنعت الحدث، وكنت من العناصر التي لاقت تجاوبا كبيرا من الجماهير، حدثنا عن مشوارك في البطولة ؟
مشواري لم يكن صعبا، كل ما في الأمر أنني خضت الدورة مصابا، وغيابي لفترة أثر على مستواي، ورغم ذلك كنت في الموعد، ونجحت في خطف الأنظار بشهادة الجميع، وعن منازلاتي في الألعاب العربية، فقد كنت فائزا أمام المصارع التونسي في خرجتي الثانية بنتيجة 3/1، وفي آخر دقيقة منحه الطاقم التحكيمي نقطتين مشكوك في أمرهما، لنصبح متعادلين، وفي رياضة المصارعة من يتحصل على آخر نقطة هو من يحسم النزال لصالحه، لقد كان التحيّز واضحا، وهو ما حرمني من النزال على الميدالية الذهبية، وعن لقطتي أمام المصارع السوري، فأنا لم أتوقعها، ولم أنتظر أن تصنع كل هذا التفاعل، فأنا خضت تلك المنازلة الترتيبية بمعنويات منحطة، وكان المدرب يأمل في خروجي بالبرونزية على الأقل، خاصة بعد تأخري في النتيجة ب7/0، وفي الجولة الثانية قلصت النتيجة إلى 9/5، ومع بقاء 7 ثواني فقط، جربت حظي بتلك اللقطة الفنية والتاريخية التي كنت قد قمت بها في التدريبات مع أحد زملائي، ولكنها لم تكن بنفس الجمالية التي حدثت معي خلال منازلتي أمام البطل السوري، حيث أكسبتني أربع نقاط، لنتعادل، وهي النتيجة التي صبت في صالحي في آخر المطاف، حسب قوانين هذه اللعبة.
*هناك من تحدث عن خطر تعرضك أو تعرض منافسك لإصابة خطيرة جراء تلك اللقطة، ما قولك ؟
لا، لم تُشكل تلك اللقطة أي مخاوف علي أو على منافسي، فهي لقطة نادرة، ولكن هناك من يقوم بها من المصارعين العالميين، وفي وجود بساط وفق المعايير لا يمكن التعرض لأي مكروه، أنا لم أفكر في هذه الجزئية على الإطلاق، بقدر ما ركزت على الضجة التي صنعتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تم تداولها بقوة، وتمت الإشادة بي بشكل رائع، في خرجة رفعت من معنوياتي كثيرا، وجعلتني أشعر أن برونزيتي بطعم الذهبية، كما أن مثل هكذا أمور جعلتني أثق في إمكانية عودتي لمستواي الحقيقي، وأنا الذي دخلت تاريخ المصارعة الجزائرية من أوسع الأبواب، كأول مصارع يمنح ميدالية للجزائر في بطولة عالمية (دورة بلغراد)، ما جعل وزارة الشبيبة والرياضية تخصني بالتكريم.
*ماذا عن حصاد المصارعة الجزائرية التي كانت في الموعد خلال الألعاب العربية، وأهدت الجزائر 9 ذهبيات، في حصيلة ممتازة في هذا الاختصاص ؟
أجل الحصيلة كانت رائعة، وأبطالنا لم يخيبوا رغم أن المنافسة كانت متوسطة للغاية، في غياب أبطال أقوياء من مصر وبعض بلدان شمال إفريقيا، ولكن هذا لا ينقص من قيمة هذه النتيجة التي ستكون دافعا لنا لمواصلة المشوار، ولما لا وضع المصارعة الجزائرية في مكانة تليق بها، نحن في تطور مستمر، والنتائج تتحسن من سنة لأخرى، على أمل أن نكون حاضرين بقوة في أكبر التظاهرات الدولية.
*هل ستكون حاضرا في بطولة العالم المقبلة بدولة صربيا ؟
مشاركتي في هذه الدورة العالمية تبدو مستحيلة ومستبعدة، كوني لم أتماثل للشفاء بالشكل المطلوب، كما أن خوضي للبطولة العربية جدد آلامي على مستوى المرفق، أنا أفضل الركون للراحة لاسترجاع كامل إمكانياتي، استعدادا للمواعيد المقبلة التي أراهن عليها لاقتطاع بطاقة التأهل للألعاب الأولمبية المقبلة.
*كيف ترى حظوظك في التأهل لأولمبياد باريس المقبلة ؟
مررت بسنة صعبة للغاية، أجبرتني على تضييع العديد من الدورات المهمة، لعل أبرزها الألعاب المتوسطية والبطولة الإفريقية، ولا أود أن أغيب عن مواعيد أخرى مهمة، ولهذا سأسعى لمعالجة إصابتي بشكل جيد حتى أجهز للملتقيات القادمة التي ستكون مؤهلة للألعاب الأولمبية التي لن أغيب عنها بأي شكل من الأشكال، أنا واثق من استعادة مكانتي كأحسن المصارعين الجزائريين، وأتمنى أن يحالفني الحظ لأعتلي منصات التتويج وأرفع راية بلدي الجزائر.
*بماذا تريد ختم هذا الحوار ؟
شكرا لكم على هذا الاهتمام وأنا سعيد لعودتي لأجواء المنافسة حتى وإن لم أنجح في حصد الذهب، ولكن تركت بصمتي في الألعاب العربية بتلك اللقطة الفنية، التي صالت وجالت عبر مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات، على أن أكون أكثر استعدادا للمنافسات المقبلة التي لن أرضى خلالها سوى باعتلاء منصات التتويج.
حاوره: سمير. ك