قالت السباحة المتألقة رانيا نفسي، إن فرحتها بالأرقام التي سجلتها في الألعاب الرياضية العربية الأخيرة كانت أكبر من الميداليات المحققة، وهي الحائزة على أربع ذهبيات كاملة، مشيرة في حوارها مع النصر أنها تتمنى اقتطاع بطاقة التأهل للألعاب الأولمبية المقبلة، وإن كانت لا ترى الفشل في ذلك إخفاقا.
rr كيف تقيمين مشاركتك في الألعاب الرياضية العربية التي احتضنتها الجزائر في الفترة ما بين 5 و15 جويلية ؟
حصيلتي في الألعاب العربية الأخيرة كانت جد ايجابية، بعد أن نجحت في حصد أربع ميداليات ذهبية كاملة ( 200 متر متنوع و100 م على الصدر و200 م على الصدر و400 م متنوع) ، غير أن فرحتي بالأرقام التي سجلتها خلال هذه التظاهرة الرياضية أكبر من الميداليات، على اعتبار أن أرقامي خلال السباقات التي تألقت فيها أعادتني إلى مستواي المعهود، كما جعلتني أتفوق على نفسي.
rr أنت راضية بالتتويج بأربع ذهبيات في هذه الدورة أم أنك استهدفت ميداليات أكثّـر؟
كما قلت لكم سعيدة بنتائجي في بطولة الألعاب العربية، كونها كانت محطة مهمة لاستعادة الثقة في النفس، ويكفي أن ما حققته كانت يفوق ما كنت أصبو إليه، خاصة بالنسبة للأرقام المسجلة والتي سمحت لي باستعادة مستواي المطلوب.
rr حطمت رقما وطنيا صامدا منذ 2016، حدثينا عن ذلك ؟
أجل، كنت محظوظة للغاية بحصد أربع ميداليات كاملة مع تحطيم الرقم القياسي الوطني لسباق 200 متر سباحة على الصدر، والذي كان بحوزة سباحة متخصصة في هذا النوع من المنافسات، على عكسي أنا التي أنافس في العديد من الأنواع، على العموم رقمي الأخير في الألعاب العربية جد مميز (2 د و33 ثا و33 ج)، كيف لا وهو بفارق ثانيتين كاملتين عن الرقم الصامد منذ 2016، وهي النتيجة الإيجابية التي كانت بمثابة الحافز بالنسبة لي فيما بعد، بدليل أنني حققت بعدها المكسب تلو الآخر، لأنهي الدورة ضمن السباحات الأوائل.
rr هل كنت قادرة على تحقيق أرقام أفضل لو كانت التحضيرات أحسن وأكبر؟
أكيد لو كانت تحضيراتي لهذه المنافسة أفضل، لحققت عددا أكبر من الميداليات، ولسجلت أرقاما أحسن بكثير من تلك التي سجلتها، كوني لست مركزة على الرياضة فقط، بل أنا أدرس أيضا، كما أعمل في ذات الوقت، وكلها أمور تحول دون تطوير مؤهلاتي أكثر، فكما تعلمون الرياضي ذو المستوى العالي مطالب بالتركيز على مجاله فقط، إذا ما أراد بلوغ أعلى المراتب، وصدقوني لو منحنا المنتخب الوطني إمكانيات في المستوى، خاصة بالنسبة للسباحين القاطنين بالمهجر، لكنا الآن ضمن الرياضيين الأفضل على المستوى القاري والعالمي.
rr حزنت للفشل في التأهل للبطولة العالمية باليابان أم لا موازاة مع تواجدك في فورمة عالية؟
لا أدري إن كنت حزينة أم لا، ولو أن أرقامي بعيدة بعض الشيء عن الحد الأدنى المطلوب للتأهل للبطولة العالمية، صدقوني لقد حاولت وضع ذلك كهدف، ولكن دون إعطاء المسألة أكثر من حجمها، كون الإخفاق بعدها سيعود عليّ بالسلب، لقد حاولت التأهل، ولكنني لم أنجح، وهذا ليس نهاية العالم، بل مجرد كبوة، وسأسعى جاهدة في قادم المناسبات لمعانقة كل الأهداف التي أصبو إليها.
rr كيف ترين حصيلة السباحة الجزائرية في الألعاب العربية ؟
النتائج كانت ممتازة للغاية، والتوفيق كان حليف الكثير من الأبطال، وحتى سباقات التتابع كانت في صالحنا، سواء بالنسبة للذكور الحائزين على ثلاث ميداليات ذهبية، أو فئة الإناث اللائي ظفرن بميداليتين في سباق التتابع مختلط.
rr تألقت أيضا في البطولات الإفريقية، حدثينا عن أفضل إنجازاتك؟
حققت نتائج رائعة في البطولة الإفريقية، وسجلت أرقاما لأول مرة، بداية بالسباحة على الصدر الاختصاص الجديد بالنسبة لي، فكما تعلمون أنا مركزة أكثر على السباحة المتنوعة، ولم أكن أتصور للحظة واحدة التألق في نوع جديد، ولكن في البطولة الإفريقية كان لي رأي آخر، حيث اقتربت من تحطيم الأرقام الوطنية في سباقي 100 م و50 م سباحة على الصدر، وهي نتيجة ممتازة، وأنا المتعودة أكثر على سباقات 200 متر، كوني لا أحبذ سباقات السرعة كثيرا. وصدقوني نتائجي في البطولة الإفريقية الأخيرة إيجابية، ويكفي أن الدورة أتت بعد توقف الكوفيد، وهناك فكرت في وضع حد لمشواري في السباحة، على اعتبار أننا همشنا بطريقة محيرة، فلا أحد سأل عنا، ولا أحد كلف نفسه عناء الاستفسار عن تحضيراتنا، لتأتي البطولتين الإفريقية والعربية لتعيدا لنا الاعتبار، كيف لا وسباحونا كانوا في الموعد ونصبوا أنفسهم أبطالا رغم كل شيء.
rr ماهي طموحاتك وهل سنراك في الألعاب الأولمبية المقبلة بباريس ؟
هدفي الأول هو الألعاب الإفريقية المقبلة، وأما عن الأولمبياد فهي حلم صعب المنال، كون أرقامي بعيدة كل البعد عن الحد الأدنى المطلوب، ولو أن هذا لن يحول دون بذلي قصارى المجهودات في سبيل التواجد بمحفل باريس الذي سيعرف مشاركة أفضل السباحين في العالم، ومن لا يريد أن يكون إلى جانبهم، أنا إن أردت أن أكون متأهلة للألعاب الأولمبية، علي أن أركز على السباحة فقط، وأنا المنشغلة كذلك بالدراسة والعمل، كما أن الحصص التي أقوم بها رفقة النادي غير كافية للوصول إلى الأرقام المرجوة، والتي إن حققتها، سأنجح فيما بعد في الوصول إلى نصف نهائي الأولمبياد، الذي كان ولا يزال حلما بالنسبة لي.
صدقوني سأعمل كل ما في وسعي للوصول إلى كل ما أطمح له، ولكن إن فشلت في ذلك لن أحزن، لأنني لا أود أن أعيش نفس التجربة السيئة التي كانت لي سنة 2016، عندما حققت الأرقام المطلوبة، غير أنهم لم يدرجوا اسمي ضمن السباحين المشاركين في أولمبياد ريو دي جانيرو، وهناك تعرضت لصدمة نفسية كبيرة أثرت على نتائجي، وجعلتني أبتعد عن أرقامي السابقة لفترة.
كيف استطعت التوفيق بين الدراسة والرياضة ؟
لم يكن ذلك سهلا على الإطلاق، ولكنني حاولت أن أوفق بينهما قدر المستطاع، لكي أظل في ميدان السباحة الذي أعشقه كثيرا، وأرى نفسي فيه. حاورها: سمير. ك