توفي أمس، شاب بمصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، متأثرا بتسمم غذائي حاد تعرض له إثر استهلاكه لتونة معلبة، كانت مديرية التجارة قد سحبت عددا كبيرا منها في عملية ما تزال مستمرة، وحذرت وزارة التجارة من استهلاك تونة الطماطم ذات العلامة التجارية «آتون ماراتون»، لأنها غير مطابقة من الناحية الميكروبيولوجية.
وأفاد المكلف بالإعلام بالمستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس، بقسنطينة، عزيز كعبوش، أن الشاب المسمى «ب.أ» القاطن ببلدية الخروب، والذي يبلغ من العمر 22 عاما قد توفي بمصلحة الإنعاش متأثرا بتسمم غذائي حاد، أخضع بعده لعلاج مكثف على مستوى العناية المركزة لمدة تزيد عن 15 يوما، لكن رغم محاولات الطاقم الطبي إلا أن الموت كان أسرع، كما لفت المتحدث، إلى أن والدة الشاب المسماة «ب.م» وعمرها 65 عاما، ما تزال على مستوى قسم الإنعاش، علما أن مختلف أعضاء جسميهما قد تأثرت بالتسمم.
وأكد رئيس مكتب مراقبة المنتجات الغذائية، بمديرية التجارة، جغيم فيصل، في تصريح للنصر، أن عملية سحب المنتوج ما تزال مستمرة عبر مختلف المحلات والفضاءات التجارية، مشيرا إلى أن وزارة الوصية راسلت مختلف الولايات من أجل السحب التحفظي للمنتوج.
وورد في مراسلة وزارة التجارة، إلى مديريات القطاع عبر 58 ولاية، أنه وبناء على تعليمات المصالح المركزية للوزارة والمتعلقة بتسويق منتوج غذائي غير مطابق من الناحية الميكروبيولوجية متمثل في تونة بالطماطم، يحمل العلامة التجارية ATUN MARATUN، فإن المستهلكين مطالبون بتجنب وعدم استهلاك تونة الطماطم للفئة الخاصة بعلبة 160 غراما ورقم حصتها هو 23 005235، وتاريخ الإنتاج2023/05/30 بينما تاريخ انتهاء الصلاحية هو2027/05/30، وذلك إلى غاية إجراء تحاليل ميكروبيولوجية أخرى معمقة.
وقد حذرت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، من استهلاك مثل هذا المنتوج، كما طالبت في بيان لها بإجراء التحاليل قبل بيع وتحرير المخزون والحصص، كما أكدت أنها تحوز على جميع التحاليل والوثائق ولن تتهاون، مثل ما ورد في المصدر، عن الدفاع عن حقوق الضحايا وستعمل على تحويل القضية أمام الجهات القضائية.
وقد سُجلت قبل عشرين يوما، إصابة امرأة تبلغ من العمر 65 عاما وابنها ذو 22 سنة بتسمم غذائي ونقلا على إثره إلى المستشفى الجامعي بقسنطينة، حيث تم بعد ذلك، مثلما أكدت مديرية التجارة، الشروع في التحقيقات من خلال اقتطاع عينات من التونة التي تم استهلاكها فضلا عن إجراء اقتطاعات من علامات أخرى، حيث تم إرسال العينات إلى كل من مخبر مراقبة وقمع الغش التابع لمصالح التجارة، فضلا عن ملحقة معهد باستور على مستوى الولاية.
ولم تظهر تحاليل المخبر أي نتائج، لكن نتائج معهد باستور كانت إيجابية، حيث ثبت وجود سميات بكتيريا البوتوليزم والتي يطلق عليها اسم كلوسترديوم بوتيلتوم، إذ أوضح رئيس مكتب مراقبة المنتجات الغذائية، أن هذه البكتيريا تعيش في الفضاءات اللاهوائية، أي ضمن المعلبات، والخطر يكمن في السميات التي تفرزها.
وأكد المصدر، أن مديرية التجارة سارعت إلى سحب المنتجات كإجراء تحفظي، ويتعلق الأمر بعلامتي تونة، كما تم توجيه مذكرة بذلك إلى الوحدات الإنتاجية من أجل توقيف الإنتاج، وتم سحب أزيد من 2470 وحدة من مختلف المحلات على مستوى ولاية قسنطينة من خلال تكثيف الحملات التحسيسية والخرجات الميدانية، في حين تم إعلام الوزارة والمديرية الجهوية للتجارة، في حين أن التحقيقات الوبائية ما تزال مستمرة.
وقد أكدت مديرية التجارة، أن هذه السميات من البكتيريا خطيرة جدا فهي سموم عصبية، وتؤدي إلى شلل في العين، وقد تمس أيضا الجهاز التنفسي كما تتسبب حتى في وفاة الإنسان، محذرة من أخطار تناول الأغذية المعلبة لاسيما التونة والسردين في فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعا في درجة الحرارة، كما أشارت إلى أن أفراد عائلة الابن المتوفى والأم لم يتعرضا إلى التسمم. لقمان/ق