صنعت بعض الأندية الحدث، خلال فترة الميركاتو الحالي، بعد تعاقدها مع نجوم من الصف الأول، في صورة مولودية الجزائر التي نجحت في إقناع بطلين إفريقيين بارتداء زيها، ويتعلق الأمر بيوسف بلايلي وجمال بلعمري المتوّجين بكان 2019 بمصر مع بلماضي، إضافة إلى شباب بلوزداد المتعاقد مع بطلين لكأس العرب الأخيرة، ونعني بالذكر حسين بن عيادة وزين الدين بوتمان، المجتمعين في فريق واحد مجددا، بعد تجربتهما مع النجم الساحلي التونسي.
ولم يتوقع أحد أن يرى لاعبين من المنتخب الوطني الأول في البطولة المحلية، غير أن رئيس مجلس إدارة مولودية الجزائر الحاج رجم كان له رأي آخر، بعد أن تمكن من إقناع «المايسترو» يوسف بلايلي بارتداء زي «الشناوة»، في صفقة قيل عنها الكثير، لا سيما من جانب الراتب الشهري الذي سيتلقاه ابن الباهية وهران الذي سيتقاضى حسب مصادر النصر الموثوقة ما يقارب 1 مليار و250 مليون باحتساب الامتيازات الممنوحة له من طرف عقود «السبونسور»، دون نسيان صخرة الدفاع جمال بلعمري القادم إلى ذات الفريق، بعد عديد التجارب في الخليج وأوروبا ( لعب لنادي ليون الفرنسي)، حيث أمضى هو الآخر مع الفريق العاصمي، في انتقال أسال الكثير من الحبر، كيف لا والأمر يتعلق بأحد أفضل المدافعين في صفوف الخضر، خلال آخر خمس سنوات، ضف إلى ذلك اللاعب السابق للخضر مهدي زرقان الذي سيكون على موعد مع خوض أول مواسمه في الدوري الجزائري، بعدما فشل في فرض نفسه مع فريقه الأصلي بوردو الفرنسي، ما دفعه لتجريب حظه في فرق أخرى خارج فرنسا، غير أن تلك المحطات لم يكتب لها النجاح، على أمل أن تكون المولودية العاصمية بوابته للتألق من جديد، وهو الذي كان يعلق عليه بلماضي الآمال ليكون خليفة رياض محرز في الجهة اليمنى من هجوم المنتخب الوطني، لما يتمتع به من إمكانيات.
وفضل بلايلي خيار مولودية الجزائر، رغم امتلاكه لعروض بالجملة من أندية خليجية وأخرى أوروبية، وهو ما يفتح باب التساؤلات حول الأسباب الحقيقية والخفية وراء هذا الاختيار الذي أرجعه والده ووكيل أعماله إلى رغبته الشديدة في العودة إلى المنتخب الأول، وهو الساعي للمشاركة في كان كوت ديفوار.
وخاض بلايلي في آخر موسمين تجارب في «الليغ 1» مع ناديي بريست وأجاكسيو، غير أنها لم تدم كثيرا، في ظل المشاكل التي حصلت للاعب، بينما قرر بلعمري وضع حد لمشواره خارج الجزائر، بالموازاة مع تقدمه في السن، ولئن كان الأخير يرى نفسه قادرا على دخول حسابات جمال بلماضي من جديد، وهو ما دفعه للانضمام إلى المولودية التي يراها بوابته لاستعادة مستواه السابق.
علما أن الحاج رجم استهدف الحارس الأسطوري للخضر رايس وهاب مبولحي، وكان قريبا من إقناعه بارتداء زي المولودية، قبل أن تتعطل الصفقة في آخر المطاف لأسباب ربطها البعض باستحالة الاستجابة للمطالب المالية لمبولحي.
وفضلا عن المولودية، هناك فريق آخر ضم عدة أسماء لامعة، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، ونعني بالذكر بطل المواسم الأربعة الأخيرة شباب بلوزداد، المتمكن بفضل حنكة رئيسه مهدي رابحي، وأموال شركة «مادار»، من إقناع لاعبين ارتدوا زي المنتخب الأول في الفترة الأخيرة بالانضمام إلى «أبناء العقيبة»، ويتعلق الأمر بالظهير الأيمن حسين بن عيادة، العائد للدوري المحلي من جديد، بعد تجارب في تونس والمغرب ( النادي الإفريقي والنجم الساحلي والوداد البيضاوي)، إذ أمضى على عقد بموسمين سيتقاضى بموجبه ثاني أعلى راتب، بعد زميله يوسف بلايلي، إضافة إلى الجناح الأيمن زين الدين بوتمان المتواجد ضمن كتيبة مجيد بوقرة المتوجة ببطولة كأس العرب فيفا قطر 2021، وإن كان النجم السابق للنجم الرياضي الساحلي قد اكتفى بدقائق معدودات خلال تلك الدورة المميزة، ناهيك عن المهاجم أسامة درفلو الذي قرر هو الآخر العودة للجزائر، بعد تجارب في هولندا، في انتظار انضمام زميله السابق في المنتخب الأول زين الدين فرحات القريب هو الآخر من التوقيع للسياربي، في ظل الاتفاق الحاصل بينه وبين المسؤولين الذين أبدوا استعدادهم لتقديم كل شيء في سبيل خطفه من المولودية واتحاد العاصمة، وسبق لفرحات أن لعب في فرنسا لنادي لوهافر، قبل أن يتوجه إلى نيم ومن ثم انتقل إلى تركيا من بوابة ألانيا سبور.
ومما لا شك فيه ، فإن عودة مثل هكذا أسماء متألقة إلى البطولة المحلية سيرفع من المستوى العام، كما أنه سيشعل المنافسة بين الفرق، ويعزز من فرص نواد في شاكلة شباب بلوزداد في المنافسة على لقب دوري أبطال إفريقيا المستعصي على الأندية الجزائرية المكتفية بحصده في مناسبة وحيدة في نسخته الحديثة، عندما أحرزه نادي وفاق سطيف عام 2014. سمير. ك
