يلتقي مساء اليوم، أعضاء الجمعية العامة لاتحاد عنابة في دورة استثنائية تخصص بالأساس لانتخاب رئيس جديد للنادي، ولو أن كل المؤشرات توحي بتزكية محمد ناصر بن علي لتولي رئاسة الاتحاد، باعتباره المترشح الوحيد، لأن الوضعية الحرجة التي عاش على وقعها الفريق منذ أزيد من شهر جعلت رحلة البحث عن رئيس جديد جد معقدة، مما استوجب الاستعانة بأحد أعضاء المكتب المسير السابق، وإقناعه بحمل مشعل التسيير، كمخرج حتمي من حالة «الانسداد» التي كانت قد وضعت مستقبل «الطلبة» على كف عفريت.
الدورة الانتخابية التي ستجرى بقاعدة الندوات التابعة لفندق صبري، من المرتقب أن تكون مجرد إجراء شكلي، يخصص لاستكمال الخطوات الإدارية المقترنة بانتخاب رئيس جديد للنادي، لأن بن علي وافق في نهاية المطاف على تولي رئاسة النادي، بعدما كان عشية أول أمس قد لوح بالعدول عن فكرة الترشح، كرد فعل منه على موقف مجموعة من الأنصار، لكن تدخل ممثلي السلطات المحلية كان كافيا لترتيب البيت من جديد، وتهيئة الأجواء الكفيلة بتجسيد مخطط العمل المسطر، والرامي إلى إخراج الاتحاد من الأزمة الإدارية التي تخبط فيها.
وأكد بن علي في اتصال مع النصر ظهيرة أمس، بأن موافقته على رئاسة النادي كانت حتمية، وأملتها ـ كما قال ـ « الوضعية العسيرة التي يتواجد فيها الفريق، لأن العزوف الجماعي عن الترشح نتج بالأساس عن فشل البرنامج الأول الذي كانت السلطات المحلية قد ضبطته مع بعض المستثمرين ورجال الأعمال، قبل أن تأخذ الأمور منعرجا آخرا إثر التراجع الكلي عن مخطط تشكيل طاقم مسير جديد للنادي، مما أبقى الفريق دون رئيس، وهذا بعد إرغام بومعزة على الاستقالة، خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظمها الأنصار في بداية شهر جويلية الجاري».
وأشار بن علي في معرض حديثه إلى أن العملية الانتخابية المقررة مساء اليوم، ستمس رئاسة النادي فقط، لأنني ـ حسب تصريحه ـ « زكيت مقترح التمسك بنفس المكتب المسير، مع انتخاب أمين عام جديد للنادي، لأنني كنت في سابق السنوات مكلفا بهذا المنصب، والتعديل الذي سيطرأ على التركيبة البشرية يستوجب انتخاب أمين عام، لأن القوانين المعمول بها تشترط إسناد الأمانة العامة لعضو منتخب من طرف الجمعية العامة، وشغور المنصب يستوجب تقديم مقترح في هذا الشأن».من جهة أخرى أوضح ذات المتحدث بأنه سينشط ندوة صحفية مباشرة بعد أشغال الجمعية العامة، سيكشف خلالها عن الخطوط العريضة لبرنامج عمله، ولو أنني ـ على حد قوله ـ « مجبر على تقديم صورة واضحة للأنصار بخصوص تواجدي على رأس النادي، لأنني جئت في ثوب رجل الإنقاذ، لإخراج الفريق من الفراغ الإداري الذي كاد أن يرهن مستقبله، مع ضمان انخراط الاتحاد في بطولة الرابطة الثانية للموسم القادم، والعمل على إيجاد منفذ قانوني كفيل بمساعدتنا على تلقي الضوء الأخضر من الغرفة الفيدرالية للمنازعات لتأهيل لاعبين جدد، لأن هذه القضية مرهونة بحجم الإعانات التي ستقدمها السلطات الولائية، وأنا لا أملك الأموال التي تدفعني إلى تقديم وعود للأنصار بخصوص هذا الملف الشائك، وإذا اقتضى الأمر فإنني على أهبة الاستعداد للانسحاب، وتسليم المشعل لمن هو قادر على تقديم الإضافة في هذا الجانب». وختم بن علي دردشته بالتأكيد على أنه اتفق رسميا مع المدرب كمال مواسة لمواصلة مهامه على رأس العارضة الفنية، وأن الفريق ـ كما استطرد ـ « سيباشر تحضيراته عشية غد الثلاثاء، بالدخول في تربص مغلق بمركز طونقة بولاية الطارف، بسبب تخصيص مركز سيرايدي لتربصات الحكام في هذه الفترة، والانطلاقة ستكون بتعداد غالبيته من شبان الموسم الفارط، لأننا سعينا لإقناع معظم اللاعبين بالتجديد لموسم آخر، بعد التفاوض بخصوص المستحقات المالية العالقة، في انتظار اتضاح الرؤية أكثر بشأن وضعية النادي تجاه غرفة المنازعات، مادامت القيمة الاجمالية للديون المقيّدة ضد اتحاد عنابة لدى هذه الهيئة تلامس 18 مليار سنتيم»
صالح / ف