أولمبيك عنابة ـ نادي الأبيار (اليوم بوهران 15 سا)
تتجه أنظار متتبعي كرة اليد الجزائرية مساء اليوم، صوب القاعة المتعددة الرياضات التابعة لمركب ميلود هدفي بوهران، أين سيجرى نهائي منافسة كأس الجزائر رجال بين أولمبيك عنابة ونادي الأبيار، في مباراة ستكشف نتيجتها عن هوية فريق جديد يدخل قائمة «الأبطال» لأول مرة، لأن فريق الأبيار كان قد خسر هذا اللقب مرتين، بينما تبحث تشكيلة الأولمبي عن تاج تنفض به الغبار عن أمجاد «الكرة الصغيرة» العنابية، التي سبق لها التتويج بالكأس سنة 1968 بفضل اتحاد عنابة، مع خسارة 4 نهائيات أخرى لفرق حملت تسميات مختلفة، آخرها «الصلب» قبل نحو 3 عقود من الزمن .
هذا النهائي، والذي سيكون تخليدا لروح فقيد كرة اليد الجزائرية، المرحوم رحموني مامول دحمان، الذي سبق له وأن شغل منصب رئيس الاتحادية، يضع التاج في المزاد، لأن خبرة لاعبي نادي الأبيار ستقابلها الإرادة الفولاذية التي تتسلح بها عناصر أولمبيك عنابة، ولو أن طريق كل فريق إلى هذه المحطة الختامية لم يكن مفروشا بالورود، بدليل الصعوبة الكبيرة التي اعترضتهما في نصف النهائي، أمام كل من أمل سكيكدة واتحاد وادي تليلات.
ويبقى القاسم المشترك بين منشطي نهائي النسخة 54، هو أن كل فريق لم يسبق له وأن رصّع سجله بلقب وطني، سواء في مشوار البطولة الوطنية أو كأس الجزائر.
والملفت للانتباه أن الفريق العنابي ورغم أنه بصدد تحقيق إنجاز تاريخي إلا أن ذلك لم يشفع له بتجاوز عقبة الظروف العسيرة التي يتواجد فيها، بدليل أن التحضيرات لهذا الموعد شهدت نوعا من التذبذب، خاصة وأن التنقل إلى وهران أول أمس الخميس كان برا، على متن الحافلة، في رحلة دامت 14 ساعة من الزمن، ومع ذلك فإن تشكيلة المدرب هشام بودرالي مصرة على رفع التحدي، بحثا عن لقب تاريخي.
وانطلاقا من هذه المعطيات، فإن الصراع التكتيكي من المرتقب أن يبلغ الذروة بين هشام بودرالي ولمين ساحلي، خاصة وأن أولمبيك عنابة كان قد وجه إنذارا شديد اللهجة في نصف النهائي، عندما تأهل على حساب حامل اللقب أمل سكيكدة، لأن ذلك يدل على الإصرار الكبير لأبناء «بونة» على تجاوز كل العقبات لمواصلة رحلتهم نحو منصة التتويج، وبالتالي تكرار الإنجاز الذي كانت «اليد» العنابية قد حققته ذات 31 مارس 1968 بقاعة واقنوني بالجزائر العاصمة، عندما توج اتحاد عنابة بكأس الجمهورية، إثر فوزه في النهائي على شباب وهران بنتيجة 17 / 9، وقد كانت تلك الفترة «الأزهى» في تاريخ «الكرة الصغيرة» لولاية عنابة، على اعتبار أن الاتحاد أحرز في ذلك الموسم لقبي البطولة الوطنية وكأس الجمهورية، وخسر بعد ذلك بسنة نهائي الكأس، بجيل وضع بصمته بصورة جلية، قاده المدرب زردازي، وتشكيلة ضمت كل من نقلي، بلحواس، سقني، شبيرة، العرباوي، بن بلقاسم وغيرهم، ولو أن ولاية عنابة سجلت بعد ذلك حضورها في نهائيات كاس الجمهورية للأكابر في 3 مناسبات أخرى، بفضل شباب عنابة الذي خسر نهائي 1971 أمام شباب القبة، ثم بعد ذلك بثلاث سنوات انهزم نادي عنابة أمام ديناميكية الجزائر، ليكون آخر ظهور في النهائيات لكرة اليد العنابية سنة 1994، حيث لم يتمكن «الصلب» من الصمود أمام مولودية الجزائر.
ص / فرطاس