الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

المدرب الفلسطيني منصور حاج سعيد للنصر: أرادوا اعتقالي في كندا بتهمة التحريض

أبدى التقني الفلسطيني منصور حاج سعيد، ارتياحه الكبير لموقف الجزائر حكومة وشعبا، إزاء الجرائم التي يقوم بها العدوان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، وأكد بأنه كان يمني النفس بالتواجد في هذه الفترة بمقر إقامته بمدينة سطيف لمعايشة مسيرات التضامن عن كثب، لكن بعض الظروف العائلية ـ كما قال ـ « أجبرتني على التنقل إلى كندا، أين تعرضت لتشديد الخناق، وكنت على وشك الاعتقال بسبب مشاركتي في مظاهرات تنديدا بالمجازر التي يقترفها الصهاينة في فلسطين».

حاج سعيد، وفي اتصال مع النصر سهرة أول أمس، تحدث بنبرة فيها الكثير من الحزن والأسى، ولم يتمالك نفسه فأجهش بالبكاء، من شدة التأثر، قال في مستهل حديثه: « تواصلكم معي تزامن مع انشغالي بمتابعة الوضع السائد في غزة وباقي مدن القطاع، وأنني أشاهد صورا تدل على وحشية الجرائم التي تستهدف الموطنين الأبرياء في فلسطين، لأن أشلاء الجثث مرمية في كل مكان، ودماء الشهداء أصبحت تلوّن جدران المباني والمستشفيات ومختلف المرافق، وهي مشاهد أصبحت منشغلا بمتابعة تطوراتها مساء كل يوم، لأنني فلسطيني، ولا يمكن أن أتجاهل العدوان الذي يتعرض له أبناء بلدي من طرف الصهاينة».
زيارة الجزائر حلم كل فلسطيني
وأشار محدثنا في سياق متصل، إلى أنه تابع عن كثب الوقفة التضامنية للشعب الجزائري مع القضية الفلسطينية، واستطرد بالقول: «العلاقة بين الجزائر وفلسطين ليست وليدة هذه المرحلة العصيبة، بل أنها ولدت وطيدة، ونحن الفسلطينيين نستمد روحنا في المقاومة ضد العدو الصهيوني من الثورة الجزائرية، التي نجحت في إخراج المستعمر الفرنسي من أراضيها بفضل سلاح الإرادة، والإصرار على التخلص من قيود الاستعمار بمختلف أنماطه، وهذا الأمر امتد مفعوله ليكون من العوامل البارزة التي ساهمت في تعزيز موقف الجزائر حكومة وشعبا في دعمها الدائم واللامشروط للقضية الفلسطينية، في كفاحها التحرري ضد الكيان الصهيوني، وشخصيا فإنني أصبحت جزائريا منذ أول تجربة رياضية لي في هذا البلد قبل 31 عاما، لما قدمت إلى الجزائر للإشراف على تدريب اتحاد الشاوية، لأن زيارة الجزائر يبقى الحلم الذي يراود كل الفلسطينيين، ولم أحس لحظة واحدة بأنني غريب في بلد فتحت كل أطياف شعبه الذراعين للترحيب بأي مواطن فلسطيني، وعليه فإن المسيرات الحاشدة التي شهدتها مختلف المدن الجزائرية تضامنا مع غزة وباقي أقاليم القطاع ضد العدوان الغاشم لم تكن سوى تجسيد للعلاقة الوطيدة التي تربط البلدين، مع تأكيد تمسك الدولة الجزائرية بموقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، وقد تواصلت مع الكثير من أصدقائي في الجزائر مباشرة بعد مشاركتهم في المسيرات، وشكرتهم باسمي الشخصي ونيابة عن كافة الشعب الفلسطيني على هذا الموقف، وعودتي إلى الجزائر مقررة بعد أسبوع، وحينها ستكون أمامي فرصة المشاركة في الوقفات التضامنية مع النضال الفلسطيني».
مجازر المحتل خطفت مني الكثير من الأحباب
وألح الحاج سعيد في حديثه، على ضرورة التعريج على الوحشية التي تقترف بها المجازر في حق الأبرياء، وأكد بأن جرائم المحتل الصهيوني، بلغت الذروة في الفترة الأخيرة، ولو أنني شخصيا ـ كما قال ـ « كنت من ضحايا هذا العدوان، وقد عادت بي الذاكرة إلى سنوات الجمر التي عاشتها أسرتي، لأن والدي استشهد سنة 1948 برصاص العدو الصهيوني، وميلادي كان بعد استشهاده بنحو شهرين، وفي ظروف استثنائية، على اعتبار أن والدتي كانت في سفرية على البر هروبا من المستعمر، في طريقها من صدف إلى دمشق، وجاءها المخاض في هذه الرحلة، فشاء القدر أن تلدني في الطريق، وكانت برفقة 3 إخوتي، فاضطرت إلى تركي مخفيا تحت شجرة في الغابة، وواصلت رحلتها، رغم أن شقيقي الأكبر ضاع منها بعد ذلك، الأمر الذي جعلها تقرر العودة إلى المكان الذي كانت قد تركتني فيه، فوجدتني حيا أرزق، وهي الرواية التي حرمتني من معايشة ولو يوم واحد في الأراضي الفلسطينية، لأن عائلة حاج سعيد عاشت في المنفى بسوريا، وشقيقي الأكبر واصل النضال بضواحي صدف، إلى غاية سقوطه شهيدا سنة 1968».
وبخصوص الوضعية الحالية وعلاقته بالعائلة، قال ذات المتحدث: « الجرائم التي يرتكبها العدوان كلفتنا الكثير من الشهداء من أفراد العائلة، كما أن الكثير من أصدقائي راحوا ضحايا هذه المجازر، لذا فإنني أصبحت أفضل عدم التواصل المباشر، لتفادي تلقي المزيد من الأخبار المفزعة، رغم أن الاستشهاد يبقى الحلم الذي يظل يراودنا، دفاعا عن الوطن الذي ولدت فيه، دون أن أعيش فيه ولو يوما واحدا، لكن القلب يتمزق لبشاعة الجرائم المقترفة في حق الأبرياء، والعيون لا تتوقف عن البكاء، لأن الضحايا أبرياء من أبناء بلدي، وشخصيا فقد طلبت عدة مرات الترخيص لدخول فلسطين، خاصة الضفة الغربية، إلا أن الرد كان دوما بالسلب، الأمر الذي أبقاني رفقة أفراد أسرتي في المنفى، طيلة حياتي، على مدار 75 سنة كاملة».
شاركت في مسيرتين بكندا وتابعت وقفة الجزائريين
وختم حاج سعيد منصور دردشته مع النصر، بالتأكيد على أن نصرة القضية الفلسطينية، تكون حتى بالسعي لإيصال صوتها إلى كل شبر من العالم، وصرح في هذا الإطار قائلا: « تواجدي في كندا في هذه الفترة كان بسبب ظروف عائلية مستعجلة وقاهرة، وقد استغليت الفرصة وشاركت في تظاهرتين للتنديد بالعدوان الإسرائيلي، إلا أن مصالح الأمن في أوتاوا هددتني بالاعتقال، وفرضت عليّ حصارا شديدا، بعدما صنفتني في خانة المحرض على التجمهر دون ترخيص، لكن ذلك لا يمكن أن يحد من نضالنا بعيدا عن الأراضي المحتلة، وقد اعتدت على مثل هذه الظروف، لأن كبرياء العصامية الفلسطينية تسري في دمي، والعمل على رفع راية الشعب المعذب في غزة والقطاع يبقى مسعانا الرئيسي، وشخصيا فإنني أبقى من بين سفراء النضال لنصرة القضية الفلسطينية في المجال الرياضي، سواء لما كنت أدرس في ألمانيا، حيث تركت تخصص الفيزياء وتوجهت إلى الرياضة، أو عندما باشرت عملي كمدرب، وتجربتي الأكثر نجاحا كانت في الجزائر، لأن ذلك جاء امتدادا للنضال الذي كنت قد بدأته في مشواري كلاعب، إذ لم أتردد لحظة واحدة في تلبية نداء الواجب الوطني، بالموافقة على الانضمام لمنتخب فلسطين، الذي حملت ألوانه خلال الفترة الممتدة ما بين 1968 و1978، وهي العشرية التي كنا نعمل فيها إلى إيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى كل دول العالم، انطلاقا من سوريا، ولم تكن تهمنا النتائج بقدر ما نعمل على رفع علم بلدنا، في وجود العديد من اللاعبين الذين سقطوا ضحايا العدوان، على غرار غازي منور، إسماعيل تميم وعادل عيسى» .
حاوره: ص / فرطاس

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com