تعيش كرة اليد الجزائرية قبيل شهر عن انطلاق النسخة 26 من بطولة إفريقيا المؤهلة للألعاب الأولمبية وبطولة العالم المقبلة، على وقع صراعات خفية ومعلنة، من شأنها أن تُربك استعدادات رفقاء القائد مسعود بركوس للمحفل القاري الذي يتطلع خلاله السباعي الجزائري للتواجد مع الخماسي الأول على أقل تقدير، ولئن كانت حرب التصريحات الحالية بين الناخب الوطني المقال صالح بوشكريو والرئيسة كريمة طالب قد تعكر صفو التحضيرات، لا سيما بعد التعاطف الذي أبدته بعض العناصر الوطنية مع مدربها السابق، على غرار عبد القادر رحيم وزنادي اللذين لم يتقبلا قرار تنحية بوشكريو قبيل أسابيع قليلة من دورة مهمة، بحجم بطولة إفريقيا للأمم التي أوقعت خلالها القرعة منتخبنا في مجموعة تضم الغابون وليبيا والمغرب.
ووجه الناخب الوطني المقال صبيحة أمس، خلال الندوة الصحفية التي نشطها اتهامات خطيرة للرئيسة كريمة طالب والمناجير العام رابح غربي، ومن جهتها المسؤولة الأولى عن الكرة الصغيرة الجزائرية ردت على هذه التصريحات، واصفة كلام بوشكريو بالباطل، بعد أن روت للنصر تفاصيل أخرى عن إقالته.
سمير. ك
المدرب السابق صالح بوشكريو يصرح
طـالب تدخلـت في عمـلي وخططـت مع غـربي لتنحـيتي !
شن صالح بوشكريو هجوما على رئيسة اتحادية كرة اليد كريمة طالب، مُتهما إياها رفقة المناجير العام رابح غربي، بالتخطيط لتنحيته من منصبه على رأس طاقم تدريب المنتخب الوطني، كاشفا الأسباب الحقيقية وراء نشوب هذا الخلاف، الذي أُعقب بسحب الثقة منه قبل شهر من بطولة إفريقيا، المؤهلة لبطولة العالم المقبلة.
بوشكريو الذي نشط ندوة صحفية صبيحة أمس، تحدث عن عديد النقاط المتعلقة بعمله على رأس المنتخب الوطني، منذ عودته لتدريبه شهر جوان الماضي، مؤكدا أن تربص السعودية كان القطرة التي أفاضت الكأس، باعتبار أن الأمور قد تأزمت بينه وبين الرئيسة كريمة طالب، الذي قال إنها خططت في الخفاء لرحيله، رفقة المناجير العام رابح غربي الذي اتهمه بوشكريو علنا ب"التجسس" عليه وعلى لاعبي الخضر.
واستهل بوشكريو تصريحاته النارية في منتدى جريدة "الفجر"، باتهام طالب بالتدخل في صلاحياته، وقال:" عندما طلبت رئيسة الاتحادية خدماتي، اشترطت عليها عدم التدخل في عملي، ولكن ذلك لم يتحقق، حيث أصبحت تحشر نفسها في كل شيء، وعندما استفسرتها قالت لي: "كنت مدربة وأعرف كل شيء في التدريب"، وتابع:" هناك أسباب أخرى وراء تنحيتي، فقد رفضت تنقل المنتخب إلى السعودية، بسبب تكلفة التذاكر المقدرة ب300 مليون سنتيم، وفضلت اللعب أمام قطر، منتخب عالمي الذي تكفل بكل شيء، وهذا أحد أهم أسباب خلافي مع رئيسة الاتحادية، كما أنه في تربص السعودية الذي فرضته علينا، قامت الأخيرة بقرار غريب بنزع الألبسة الرياضية من اللاعبين، وقالت لي لماذا تركت اللاعبين يؤدون العمرة".
وعن حيثيات سحب الثقة منه، عرج بوشكريو إلى المحادثة التي جمعته بالمناجير العام للمنتخب، قبيل نشر بيان إقالته عبر الصفحة الرسمية للاتحادية، وفي هذا الصدد قال:" اتصل بي غربي، وقال لي "أنصحك بالاستقالة، وهدفهم كان توريطي بالقول إنني تركت المنتخب قبل شهر من بطولة إفريقيا، لم أقل لأحد بأنني لم أتقاض أجرتي منذ 7 أشهر، لأنني أعلم وضعية الاتحادية، ولحد الآن لم أتلق أي وثيقة من الاتحادية بخصوص إقالتي".
وأضاف:" ما حز في نفسي أنهم لم يستمعوا إلي واتخذوا قرار إقالتي دون استشارتي، أنا لم أكن أنوي تولي زمام تدريب المنتخب الوطني، ولكن بعد إلحاح من المناجير قبلت التحدي، لقد كنت أتقاضى أجرة ب 80 مليون سنتيم في المنتخب سابقا، ووافقت على تخفيض راتبي إلى النصف، في حين أن المناجير العام يتقاضى ضعف أجرتي".
وواصل بوشكريو اتهاماته لغربي:" المناجير العام لم يقم بعمله، وكان يعمل " جاسوسا" لإبلاغ ما نقوم به لرئيسة الاتحادية، وكان يأخذ صورا للاعبين خلسة، ويكتب تقارير عنهم وعن الطاقم الفني يوجه للرئيسة، لقد قال للاتحادية إن اللاعبين يدخنون السجائر، وهو أمر غير مقبول، وأنا قلت له اللاعبون مسؤولون عن تصرفاتهم في الميدان، ولهم الحرية في الخارج، هذا المناجير العام أنا من جلبته للمنتخب، وفي الأخير عمل المستحيل لرحيلي، وهنا لدي استفسار وحيد من يسير اتحادية كرة اليد كريمة طالب أم رابح غربي؟".
وفي الختام، تمنى المدرب السابق بوشكريو حظا موفقا للمنتخب الوطني، خلال بطولة إفريقيا للأمم، المقرر انطلاقتها بتاريخ 17 جانفي المقبل، وقال:" لن أعود إلى تدريب المنتخب الوطني، وحظ موفق لمن سيخلفني، وأتمنى كل التوفيق للمنتخب الوطني في بطولة إفريقيا، والقرعة كانت في صالح الخضر للذهاب بعيدا في المنافسة، أحيي اللاعبين على شجاعتهم وتعاطفهم معي، وهنا أعود بكم إلى تضحياتهم، فقد كانوا يأتون للمنتخب بالحافلة، ومسؤولو الاتحادية قالوا لي " لا تعودهم على القدوم بالطائرة"، وفي المقابل هم يسافرون في الدرجة الأولى". سمير. ك
رئيسة الاتحادية كريمة طالب للنصر
سعينا لحل ودي واتهامات بوشكريو باطلة
ردت رئيسة الاتحادية الجزائرية لكرة اليد كريمة طالب، على اتهامات الناخب الوطني صالح بوشكريو في تصريحات للنصر، أكدت خلالها بأن ما جاء على لسان الناخب الوطني غير صحيح، بدليل أنها سعت للحل الودي معه، قبل اتخاذ قرار إقالته في اجتماع المكتب الفدرالي، وقالت:" اتهامات بوشكريو غير صحيحة، لقد قال إنني لم استشره قبل اتخاذ قرار إقالته، في وقت أنني أرسلت له مناجير المنتخب غربي، من أجل البحث عن حل ودي، خاصة وأن الظرف حساس، لكنه رفض ولم يحضر، قبل أن يتم المصادقة على القرار من طرف أعضاء المكتب الفدرالي".
واستهلت طالب تصريحاتها، بالتفصيل في جميع تصريحات بوشكريو التي تحدث فيها عن شخصها، بداية من موعد استلامه زمام العارضة الفنية، وتقاضيه راتبا مضاعفا في الكويت عما يتلقاه من الخضر، وقالت:" عندما يتحدث عن تردده في الإشراف على العارضة الفنية للمنتخب الوطني، وأنه كان مترددا في القدوم لولا توسط أحد الأطراف، فأقول له إنه عندما اتصلنا به كان من دون فريق، فكيف يتحدث عن الراتب الذي يتقاضاه في الكويت، إضافة إلى أننا تفاوضنا معه، وهو من وافق على هذا الراتب".
وأضافت كريمة طالب بخصوص اتهامات الناخب الوطني الأسبق بتدخلها في صلاحياته، وهو ما وصفته بالكلام غير المنطقي، وقالت:"استغربت من كلامه عن تدخلي في صلاحياته، وما عليه سوى تقديم الدليل، وهنا أفتح قوسا لأؤكد لكم بأنني تحدثت معه منذ إشرافه على العارضة الفنية في مناسبتين فقط، الأولى، عندما عين بصفة رسمية وأكدته له منحه كامل الصلاحيات في الجانب الفني، والمرة الثانية عندما قمنا بضبط برنامج تربص السعودية، وبعد ذلك لم يجمعنا أي حديث، فكيف لي أن أتدخل في صلاحياته".
ولم تتوقف رئيسة الاتحادية عند هذا الحد، بل قالت أيضا:" عندما يقول إنه هو من كان وراء توفير تربص بقطر مجانا، فهذا خطأ، فنحن من اتفقنا مع اتحادية ذات البلد، وحتى تربص السعودية كان على عاتق الاتحاد السعودي، ولم نقم سوى بدفع تكاليف تذاكر السفر، وعليه لا يجب تغليط الرأي العام بالحديث عن أمور غير صحيحة، ولو رفض فعلا تربص السعودية لماذا تنقل مع المجموعة ؟".
وأما بخصوص تصريحات الناخب الوطني، وانتقاده من طرف طالب، بسبب سماحه للاعبين بتأدية مناسك العمرة، فقالت:" لم أجد العبارات التي أتحدث بها عن هذا الاتهام غير المقبول، أولا لكوني مسلمة ولا يمكنني أبدا الاعتراض عن تأدية اللاعبين لمناسك العمرة، بل كل ما في الأمر، هو أنني قلت كيف لماذا غادر وترك اللاعبين في السعودية، ومن المفترض أن يكون هناك تنسيق لضبط الأمور، لا أكثر لا أقل، ويجب العمل بطريقة منظمة، وكان بالإمكان تأخير موعد رحلة العودة، من أجل السماح للاعبين بتأدية مناسك العمرة، وليس ترك الوفد والعودة".
وختمت طالب تصريحاتها، بالإشارة إلى أن الإعلان عن الناخب الوطني الجديد، سيكون في غضون الساعات القليلة المقبلة، ولو أن مصادر النصر، أكدت الاتفاق مع المدرب فاروق دهيلي الذي يشرف حاليا على نادي الشمال القطري.
حمزة.س