الجزائر ـ غينيا
يجري المنتخب الوطني مساء غد الجمعة مباراة ودية تجمعه بنظيره الغيني، في واحدة من المحطات الإعدادية لكلا المنتخبين تحسبا للإستحقاقات القادمة، وعلى رأسها الدور الثاني لتصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا، المقرر شهر نوفمبر المقبل، وعليه يراهن مدرب الخضر على وديتي هذا الشهر، للتحضير بجدية لأولى محطات هذا المشوار الطويل والشاق نحو روسيا، وذلك بالعمل على وضع روتوشات على طريقة اللعب وآداء المجموعة، قبل دخول مرحلة الحسم، مادام أن عقده مع الفاف يتضمن شرط ضمان التأهل إلى المونديال للمرة الثالثة على التوالي.
مباراة غينيا تحمل في طياتها حدثا مميزا، لأن التشكيلة الوطنية ستسجل عودتها إلى ملعب 5 جويلية الأولمبي بعدما غابت عنه لمدة 1060 يوما، و ذلك منذ ودية البوسنة أواخر 2012، و بالتالي فإن هذا الموعد سيكون أول ظهور للمنتخب تحت قيادة غوركوف بهذا الملعب، لأن «الخضر» في عهد المدرب السابق لنادي لوريون الفرنسي أجروا جميع لقاءاتهم داخل الديار، و البالغ عددها 9 على إختلاف طابعها، بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، الأمر الذي سيمكن هذا المدرب من إكتشاف أجواء ملعب كان بالنسبة له بمثابة هاجس، بسبب تخوف اللاعبين من التعثر فيه، و ما ينجر عن ذلك من غضب جماهيري، لأن العديد من «السيناريوهات» مازالت راسخة في الأذهان، و رؤوس بعض المدربين سقطت في المركب الأولمبي، كما كان عليه الحال مع ميشال كفالي في جوان 2007، على يد منافس الغد المنتخب الغيني، بعد الإخفاق في التأهل إلى «الكان»، رغم أن غوركوف سارع إلى التخفيف من الضغط النفسي الناتج عن برمجة أول مقابلة لكتيبته في ملعب 5 جويلية، من خلال التأكيد على أن إختيار الملعب يتم بمراعاة وضعية أرضية الميدان، و ليس التخوف من ضغط الجماهير.
و في سياق متصل فإن بعض العناصر الوطنية التي ستنشط مباراة الغد ستكتشف أجواء هذا الملعب لأول مرة، في صورة محرز، عبيد و بلفوضيل، فضلا عن الثلاثي المحترف الذي يسجل مشاركته الأولى في تربصات المنتخب، و يتعلق الأمر بكل من تاهارت، بن رحمة و الحارس جيانين، و لو أن حظوظ العناصر الجديدة في التواجد فوق أرضية الميدان و نيل فرصة المشاركة لبضعة دقائق تبقى ضئيلة جدا، لأن المدرب غوركوف أكد على أنه يسعى لإستغلال اللقائين الوديين ضد غينيا و السنغال من أجل تصحيح الأخطاء التي وقف عليها في المقابلتين الفارطين من تصفيات «كان 2017» أمام السيشل و اللوزوطو، و ضبط الأمور تحسبا لموعد نوفمبر القادم، بمواجهة إما مالاوي أو تانزانيا في إطار الدور الأول من تصفيات مونديال روسيا، الأمر الذي جعله يعطي أهمية كبيرة لموعد الغد، في ظل عدم توفر تواريخ الفيفا التي تسمح ببرمجة وديات أخرى، و بالتالي فإن التحضير لمونديال روسيا ينطلق بصفة رسمية من ودية غينيا، على أن يبدأ السباق بعد أقل من شهر، في مشوار طويل و شاق يمتد على مدار سنتين، و هي فترة يكون خلالها غوركوف أمام الكثير من التحديات، لأن المراحل ستكون أصعب في دور المجموعات، و الجزائر تعمل على الدفاع عن مكانتها ضمن «كبار» العالم، و ذلك بضمان التأهل لثالث مرة على التوالي في العشرية الجارية بفضل جيل ذهبي.
من جهة أخرى فإن أهمية لقاء الغد تكمن في بحث الناخب الوطني عن فرصة يكسب بها ثقة الأنصار، سيما بعد الإنتقادات التي طالته على خلفية المردود المتواضع الذي أصبحت تقدمه التشكيلة الوطنية، و تراجع الآداء الجماعي مقارنة بما كان عليه في عهد سابقة حليلوزيتش، لأن غوركوف ورث منتخبا «موندياليا»، و حمل المشعل بعد شهر من إنتهاء الملحمة التاريخية للكرة الجزائرية في «بلاد السامبا»، لكن الفوز غير المقنع في آخر ظهور أمام منتخب مغمور بحجم اللوزوطو جعل المدرب الوطني عرضة لجملة من الإنتقادات، مست بالأساس طريقة اللعب و الخيارات التكتيكية، رغم أنه برر ذلك بالظروف المناخية الصعبة، فضلا عن الإكتفاء بالأهم و هو الظفر بالنقاط الثلاث، من دون البحث عن المردود الجماعي، و لو أن غوركوف لم يحظ بالإجماع بعد في الوسط الكروي الجزائري، لأن مطلب الجماهير إمتد إلى حد المزاوجة بين الآداء و النتيجة، مما أبقاه عرضة للنقد، حتى في المباراة الودية ضد قطر، في مارس الماضي، و التي كادت أن تعصف به، لولا تدارك الوضع في ظرف وجيز بفوز عريض على عمان.
من هذا المنطلق فإن غوركوف من المرتقب أن يراهن في ودية غينيا على عناصر ظلت تشكل الركائز الأساسية للمنتخب في الآونة الأخيرة، أمثال فغولي، براهيمي، محرز، غولام، سليماني و سوداني، في غياب بن طالب و ماندي بداعي الإصابة، في حين ستكون الفرصة مواتية للوافدين الجدد من أجل الإحتكاك أكثر بالمنتخب، و إكتشاف الأجواء داخل المجموعة، و لو أن الطاقم الفني الوطني يعمد إلى تقييم كل عنصر جديد، بناء على مردوده الشخصي طيلة التربص، من دون حتى إعطائه فرصة لعب بضعة دقائق في المباريات الودية.
من الجهة المقابلة فإن منتخب غينيا سيخوض هذه المواجهة في ظروف إستثنائية، لأن دخوله غمار تصفيات «الكان» لم يكن موفقا، بعدما إكتفى بالحصول على نقطة واحدة، مع تلقيه هزيمة أمام سوازيلندا بالمغرب، أين يضطر لإستقبال ضيوفه للسنة الثانية تواليا، بسبب إنتشار فيروس إيبولا، و عليه فإن هذا المنتخب الذي سبق له الفوز على «الخضر» بالجزائر في 16 جوان 2007 فقد الكثير من هيبته على الصعيد القاري، و حظوظه في التأهل إلى نهائيات «كان 2017» ضئيلة جدا، بعدما كان قد نشط العرس القاري في 11 نسخة، آخرها في غينيا الإستوائية، و بلغ ربع النهائي بفضل عملية سحب القرعة.
هذا و قد حط المنتخب الغيني بأرض الوطن بوفد يضم 20 لاعبا، فضل التقني الفرنسي لويس فيرنانديز المراهنة عليه في هذه المقابلة، غالبيتهم من المحترفين في أوروبا، على غرار النجم الحسن بانغورا المحترف في رايو فاليكانو الإسباني، و المهاجم إبراهيما كونتي الذي يلعب لنادي أندرلخت البلجيكي إضافة إلى سايدوبا سوماح الذي ينشط في القادسية الكويتي.
صالح فرطــاس
سعيد بن رحمة: فخور جدا للعب مع الخضر ولا أفكر حاليا في المنافسة فيه
كشف الوافد الجديد للمنتخب الوطني سعيد بن رحمة عن سعادته باللعب مع الخضر، حيث قال:”الحمد لله، كل شيء يسير بطريقة جيدة، حيث أن كل اللاعبين سهلوا من عملية اندماجي في المنتخب. أنا سعيد بحمل قميص المنتخب الأخضر والأبيض” . وأضاف بن رحمة: “بصراحة أنا لا أفكر في المنافسة الموجودة فيه، أعرف أنه يوجد لاعبين بمستوى عالمي في المنتخب. بالنسبة لي حاليا أنا هنا لأتعلم».
مهدي عبيد: مسرور بالتواجد في المنتخب واللعب في 5 جويلية متعة
أوضح وسط ميدان المنتخب الوطني ونادي باناتينايكوس اليوناني مهدي عبيد عن سعادته بالتواجد في تربص المنتخب الوطني من جديد، حيث قال :”أنا مسرور بالتواجد كالعادة في المنتخب الوطني، مباراتا غينيا والسنغال ستكونان اختبار حقيقي لنا استعدادا للمواعيد الرسمية التي تنتظرنا، بالنسبة لي أنا سعيد باللعب في ملعب 5 جويلية لأن اللعب في هذا الملعب هي متعة حقيقية، كما انه يساعد أي لاعب يطبق كرة جميلة، أنتظر فرصة المشاركة مع الخضر بفارغ الصبر، و أتمنى أن أكون في مستوى ثقة الناخب الوطني و كل الشعب الجزائري”.
مهدي تاهارت: حققت حلما وسأحتك الآن بلاعبين من المستوى العالي
أكد الوافد الجديد على بيت المنتخب الوطني المدافع مهدي تاهرت، مدافع باريس أف.سي عن سعادته بالتواجد مع المنتخب الوطني بمناسبة هذا التربص، حيث قال: «سعيد بالتواجد هنا في سيدي موسى وتشريف أول استدعاء لي مع المنتخب الوطني. هذا حلم طفولتي الذي حققته لأني منذ أن كنت صغيرا وولجت عالم الكرة المستديرة كانت أمنيتي الأكبر هي اللعب في يوم من الأيام مع منتخب بلدي» وفي سياق كلامه أضاف تاهرت: «لم أكن أنتظر استدعائي في هذا التربص، لكن أنا سعيد لأن مجهوداتي مع النادي كللت بالنجاح وبنيل ثقة غوركوف. الآن هذه فرصت للاحتكاك بلاعبين من المستوى العالي وسأحاول استغلالها جيد. بصراحة شيء جيدا للاعب مثلي أن ألعب بجانب لاعبين من الذين يشكلون المنتخب حاليا والذين غالبيتهم متألقين في نواديهم الأوروبية، سأحاول أن أتعلم كثيرا إلى جانبهم».