ودّع منتخب غانا، النسخة 34 من نهائيات كأس أمم إفريقيا من الدور الأول، بعد "سيناريو" مثير، على اعتبار أن فصوله تأرجحت بين مقابلتي ختام المنافسة في الفوج الثاني، لكن مفعوله امتد إلى حسابات التأهل في باقي الأفواج، فكانت النتيجة ضمان 6 منتخبات التواجد في ثمن النهائي، انطلاقا من منتخب مصر، كثاني هذه المجموعة، مرورا بالمنتخبات التي كانت قد حصدت 4 نقاط، حتى قبل إجراء الجولة الثالثة، وصولا إلى بعث بصيص من الأمل في قلوب "الإيفواريين" بقدرة "الفيلة" على التأهل، بحدوث "معجزة" كروية، والحسابات تبقى معلقة على نتائج الفوج السادس.
هذه الحسابات صنعها منتخب غانا على طريقته "الخاصة"، لأنه كان قد أخذ الأسبقية على منتخب الموزمبيق، بثنائية نظيفة، سجلها جوردن أيو من ضربتي جزاء، لكن الموازين انقلبت رأسا على عقب في الوقت بدل الضائع من المباراة، لأن منتخب الموزمبيق، تحصل على ضربة جزاء، هي الثالثة في اللقاء، قلص بها الفارق، قبل أن ينجح في تعديل النتيجة.
هذا "السيناريو" الدراماتيكي، أجبر منتخبي غانا والموزمبيق على حزم الحقائب وتوديع المنافسة مبكرا، خاصة وأن المنتخب المصري عاش بدوره على وقع "مشهد" تلاعب بمشاعر الملايين من أنصاره، لأن "الفراعنة" كانوا بحاجة إلى الفوز لضمان التأهل، إلا أنهم عانوا الأمرين أمام منتخب جزر الرأس الأخضر، والتفوق الذي أحرزوه في الدقيقة 90 لم يكن كافيا لجعلهم يعيشون فرحة التأهل، على اعتبار أن رد فعل المنافس كان قويا، فعدل النتيجة في آخر أنفاس المباراة.
وضعية المجموعة الثانية، نتجت بالأساس عن فوز منتخب جزر الرأس الأخضر بلقاءين، مقابل انتهاء 4 مقابلات أخرى بالتعادل، منها المواجهات المباشرة بين منتخبات مصر، غانا والموزمبيق، فكانت العواقب انهاء "الفراعنة" الدور الأول في المركز الثاني برصيد 3 نقاط، مع حصد غانا والموزمبيق نقطتين فقط، وهو ما ألقى بظلاله بشكل مباشر على وضعية باقي المجموعات، لأن الأمر يخص أصحاب المراكز الثالثة في كل مجموعة، واكتفاء غانا بنقطتين، تزامن مع انهيار منتخب كوت ديفوار أمام غينيا الإستوائية، وبفارق (- 3) في حصيلة الأهداف، لتكون هذه الإفرازات كافية لرسم طريق التأهل، بخفض العارضة بالنسبة لحسابات أصحاب الصف الثالث إلى النقطة 3، مع مراعاة أفضلية فارق الأهداف، وعليه فإن المنتخبات التي كانت قد جمعت 4 نقاط في لقاءين تأهلت بصورة آلية إلى ثمن النهائي، في صورة أنغولا وبوركينافاسو عن الفوج الرابع، غينيا عن المجموعة الثالثة، إضافة إلى مالي والمغرب.
إلى ذلك، فإن منتخب كوت ديفوار استعاد بصيصا من الأمل في القدرة على حجز مقعد في ثمن النهائي، والعودة إلى المنافسة عبر "أضيق" الأبواب، بالاستثمار في هدية "فوج التعادلات"، لأن مواصلة "الفيلة" المشوار في هذه الطبعة وارد، ويمر عبر حدوث أحد الاحتمالين، على مستوى الفوجين الخامس والسادس، وذلك بعدم انتهاء أي مقابلة بالتعادل في ختام المنافسة بالنسبة للمجموعة السادسة، ليكون مرافق واحد للمنتخب المغربي إلى الدور الثاني عن هذا الفوج، أو انهزام ناميبيا وعدم فوز تونس في المجموعة الخامسة، وما دون ذلك فإن الإيفواريين سيجدون منتخبهم خارج الرواق المؤدي إلى منصة التتويج، بتجرع مرارة الإقصاء من الدور الأول.
ص / فرطاس