يقود منتخبا غينيا الاستوائية وجزر الرأس الأخضر "ثورة كروية" على مستوى القارة الإفريقية، بعدما أجبرا المشاركين في دورة كوت ديفوار على احترامهما، ليس لكونهما ضمنا التأهل إلى الدور القادم من الطبعة 34، بل لأنهما يؤكدان تغير خريطة الكرة الإفريقية، حيث لم يعد هناك منتخب كبير وآخر صغير، بل فقط حقيقة الميدان هي الفاصل، وإلا كيف نفسر معاناة المنتخبات التي تحظى بوصف "الكبيرة" على الورق، غير أن النتائج في المحفل القاري، لم تكن عند مستوى طموحات أو ترشيحات أهل الاختصاص، مثلما حدث مع البلد المستضيف وغانا وحتى المنتخب المصري، الذي ضمن ترشحه للدور القادم، بعد اكتفائه بجمع 3 نقاط فقط، ودون تحقيق الانتصار.
وما يؤكد العمل الموجود والتطور الملحوظ على منتخبات المستوى الثاني والثالث، في صورة جزر الرأس الأخضر وغينيا الاستوائية، النتائج المحققة في "الكان" الماضية، والتي عرفت مغادرة المنتخبين سالفي الذكر، على يد بطل الدورة منتخب السنغال، فالأول ودع المحفل القاري من الدور ثمن نهائي، بعدما كسب تأشيرة التأهل من المجموعة التي ضمت كلا من الكاميرون وبوركينافاسو وإثيوبيا، بعد جمع 4 نقاط من فوز(إثيوبيا) وتعادل (الكاميرون) وهزيمة أمام "الخيول" بهدف دون رد، قبل السقوط أمام "أسود التيرانغا" بهدفين دون رد، وأما منتخب غينيا الاستوائية فقد غادر "كان الكاميرون" من الدور ربع النهائي بعد الهزيمة أمام السنغال بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف، بعدما تأهل من المجموعة التي عرفت تواجد المنتخب الوطني، الذي تجاوزه بهدف دون رد، وانتصر أيضا بنفس النتيجة أمام سيراليون، قبل أن يسقط أمام المنتخب الإيفواري بهدف دون رد، ليصطدم بالمنتخب المالي في الدور ثمن النهائي، أين ابتسمت له ضربات الترجيح، بعد نهاية اللقاء بنتيجة التعادل السلبي، غير أن قوة السنغال صنعت الفارق في الدور ربع النهائي.
وكان خبير كرة القدم الإفريقية "كلود لوروا"، قد أدلى بتصريح قبل انطلاق دورة كوت ديفوار، قال فيه إن الكرة الإفريقية تطورت كثيرا، ولا يحبذ استعمال مصطلح صغير وكبير، بل أكثر من ذلك يتوقع حدوث مفاجآت في المحفل القاري، وهو ما حدث بالضبط، وإلا كيف نفسر معاناة المنتخب المصري صاحب سبعة كؤوس قارية، ومنشط نهائي الدورة الماضية أمام منتخب الرأس الأخضر، الذي شارك بالتشكيلة الثانية (دون 7 أساسيين)، وأجبره على الخروج بنتيجة التعادل، وحتى منتخب غانا عانى الأمرين مع صاحب المرتبة 111 عالميا منتخب الموزمبيق، الذي فرض عليه نتيجة التعادل بهدفين مقابل هدفين، دون أن ننسى مفاجأة الجولتين الأولى والثانية، عندما انهزم منتخب تونس أمام منتخب ناميبيا صاحب المرتبة 115 عالميا، إضافة إلى تعثر المنتخب الوطني أمام منتخب أنغولا بهدف لمثله.
وأجمع أهل الاختصاص، بأن دورة كوت ديفوار، أكدت سقوط نظرية الترشيحات على حسب الألقاب والتاريخ والأرقام، وأن كرة القدم تبتسم لكل مجتهد، وحتى نوعية اللاعبين والقيمة السوقية للمنتخبات لم تعد تصنع الفارق، بدليل تألق عدة أسماء لم تكن معروفة، في صورة مهاجم منتخب الرأس الأخضر جيلسون الذي ينشط في رديف بنفيكا ، ومتوسط ميدان غينيا الاستوائية فيديريكو بيكورو الذي لا يشارك كأساسي مع فريقه الإفريقي التونسي، دون أن ننسى المفاجأة السارة لمنتخب مصر إمام عاشور، الذي قدم أوراق اعتماده بقوة في لقاء الرأس الأخضر.
حمزة.س
