رفض انتظار رونار إلى ما بعد الأولمبياد

رئيس الفاف يفاوض حاليلوزيتش وبيتكوفيتش مقترح

يواصل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وليد صادي رحلة البحث عن مدرب جديد لخلافة جمال بلماضي الذي انتهت قصته مع الخضر منذ أيام، بعد انتكاسة «كان» كوت ديفوار، حيث أعد الرجل الأول في مبنى دالي إبراهيم قائمة مختصرة بعدة أسماء مرشحة لتدريب الخضر في المرحلة المقبلة، منهم التقني الفرنسي هيرفي رونار الذي شكل الخيار الأبرز لصادي لعديد الاعتبارات، أبرزها إلمامه بالكرة الإفريقية، غير أن ارتباطه بعقد مع سيدات منتخب فرنسا قد تسبب في تعطل المفاوضات، لا سيما وأن «الثعلب» قد طلب من صادي عبر وكيل أعماله الجزائري انتظاره إلى غاية شهر أوت، أي بعد خوض أولمبياد باريس، وهو المقترح الذي يرفضه رئيس الفاف رفقة أعضاء مكتبه، في ظل ارتباط المنتخب الوطني باستحقاقات مهمة خلال شهر جوان، كون رفقاء عمورة على موعد لخوض لقاءين حاسمين، في سباق التصفيات المونديالية أمام غينيا وأوغندا.

وأمام صعوبة التعاقد الفوري مع هيرفي رونار، مر صادي إلى الخطة (ب)، كما أشارت إليه النصر في آخر أعدادها، وهذا من خلال الاتصال بالناخب الوطني السابق وحيد حاليلوزيتش، الحر من أي التزام في آخر سنتين، حيث عرض عليه فكرة العودة لتدريب الخضر، في ظل حاجة رفقاء ماندريا لمدرب ملم بالكرة الإفريقية، إلى جانب معرفته بالتعداد الحالي لتفادي الوقوع في أي إشكال، لا سيما وأن الرهان الكبير للتأهل لكأس العالم 2026، والمنافسة بقوة على لقب «كان 2025»، ولو أن هناك بعض الأطراف غير متحمسة كثيرا لخيار التقني البوسني، متحججة بعامل السن، وابتعاده عن عالم التدريب منذ فترة، ولئن كانت معرفة صادي بحاليلوزيتش، قد ترجح كفة هذا المدرب الذي يمتلك إنجازا تاريخيا مع الخضر، بعد قيادتهم للتأهل لأول مرة إلى الدور الثاني من المونديال (البرازيل 2014).
ورغم أن ورقة حاليلوزيتش تبدو الأقرب لعدة معطيات، إلا أن رئيس الفاف لم يفصل في هذه المسألة نهائيا، في ظل تلقيه العديد من المقترحات، على غرار المدرب «الكرواتي – بوسني» فلاديمير بيتكوفيتش الذي يمتلك سيرة ذاتية ثرية، غير أنه لا يمتلك تجربة العمل في إفريقيا، وهي الجزئية التي يصر صادي على وجودها في المدرب الجديد، خاصة وأن الوقت لن يكون في صالحه، في ظل الاستحقاقات المهمة المنتظرة، والتي تتطلب مدربا عارفا بخبايا الكرة الإفريقية.
وسبق لهذا المدرب العمل مع نوادي أوروبية كبيرة، على غرار نادي لازيو الإيطالي، إلى جانب إشرافه على العارضة الفنية لنادي بوردو الفرنسي، دون نسيان تجربته كناخب وطني، وهو الذي قاد المنتخب السويسري لعدة نتائج مبهرة، إلى درجة جعلت أهل الاختصاص يختارونه أفضل مدرب في تاريخ هذا المنتخب.
ويبلغ بيتكوفيتش من العمر 60 سنة، ويمتاز بقوة شخصيته، غير أنه لا يتقن اللغة الفرنسية جيدا، وهي جزئية أخرى قد تدفع وليد صادي، لصرف النظر عنه.
إلى ذلك، كلف وليد صادي أحد المقربين منه بالتواصل مع بعض المدربين المستهدفين في أوروبا، وهذا من خلال ملاقاتهم، وعرض المشروع الرياضي عليهم، ومن بين الأسماء التي قد يتم برمجة جلسة معهم، نجد التقني وحيد حاليلوزيتش الذي قد يلتقي في اليومين القادمين على أقصى تقدير الدولي السابق كريم زياني في العاصمة باريس للفصل في مسألة عودته لتدريب الخضر.
أطراف تنصح صادي بخيار بن شيخة
يركز صادي في الوقت الحالي على فسخ عقد بلماضي، على أن يعمل على حسم قضية المدرب الجديد في الأيام القليلة المقبلة، خاصة وأنه يمتلك العديد من الخيارات التي تلقى الإجماع، ولئن كان البعض من مقربي رئيس الفاف يحاولون إقناعه بتعيين مدرب محلي، كون هذا الخيار قد سبق له النجاح في قيادة المنتخب الوطني للنتائج المرجوة، على غرار ما حصل مع كرمالي وبلماضي وبوقرة، ومن بين الأسماء التي نصحوا رئيس الفاف بالتعاقد معها في الفترة المقبلة المدرب السابق لاتحاد الجزائر عبد الحق بن شيخة، الذي كانت له تجربة سابقة مع الخضر، غير أنها لم تكلل بالنجاح، ما دفعه للرحيل بعد فترة قصيرة.
ونجح بن شيخة في اكتساب خبرة كبيرة منذ تجربته مع المنتخب الوطني الأول، حيث قاد سوسطارة للقبين قاريين (كأس الكونفدرالية وكأس السوبر الإفريقي)، إلى جانب عمله في أدغال القارة، وهذا من خلال الإشراف على نادي سيمبا التنزاني الذي يعد من خيرة الفرق في إفريقيا، بدليل أن الأخير قد تخطى بالأداء والنتيجة نادي الوداد البيضاوي مؤخرا، كما ينافس بقوة في منافستي دوري الأبطال وكأس الكاف، علما وأن صادي لا يبدو مرحبا لفكرة الخيار المحلي، في ظل الضغوطات الكبيرة المفروضة عليه، حيث يرى أن خليفة جمال بلماضي، يجب أن يكون في شاكلة «وحيد»، المتعود على العمل مع المنتخبات الوطنية الكبيرة.
سمير . ك