تدخل ظهيرة اليوم، 3 فرق من الرابطة المحترفة غمار منافسة كأس الجزائر، مع حتمية خروج فريق على الأقل من السباق نحو معانقة "السيدة المدللة"، مادامت عملية القرعة كانت قد وضعت نجم مقرة وشباب قسنطينة وجها لوجه، في قمة ستجبر أحد الطرفين على توديع المنافسة من أول محطة تصفوية "وطنية"، بينما سيدشن صاحب الرقم القياسي في تنشيط النهائيات، اتحاد الجزائر، رحلة البحث عن اللقب التاسع من عنابة، بالنزول في الضيافة "الصغير" اتحاد بوخضرة.
قمة ملعب بوشليق بمقرة، ستجرى بمعطيات مكشوفة، لأن البحث عن مكانة في الدور 16، يبقى القاسم المشترك بين فريقين سبق لهما بلوغ المربع الذهبي كأعلى عتبة، ولو أن المعطيات الأولية كفيلة بإسقاط ورقتي الأرض والجمهور من حسابات الأفضلية، على اعتبار أن مثل هذه المواعيد تبقي المستطيل الأخضر "الفيصل" في مصير تأشيرة التأهل، خاصة وأن النجم عرف تسريح بعض لاعبيه في "الميركاتو" الشتوي، بينما يتواجد "السنافر" في "فورمة" عالية، بعد شحن البطاريات بانتصار ثمين عادوا به من الجزائر العاصمة، إثر تخطيهم عقبة "سوسطارة"، وهو عامل كفيل بصنع الفارق من الناحية المعنوية، لأن شباب قسنطينة وموازاة مع رهان مكانة فوق "البوديوم"، فإن منافسة الكأس قد تصبح الخيار الحتمي لإنقاذ الموسم، في رحلة البحث عن لقب، وبالتالي فإن الخروج من منعرجات مقرة بسلام يبقى المسعى الوحيد من هذه القمة، مادام "الخضورة" سبق لهم بلوغ المربع الذهبي لهذه المنافسة في 4 مناسبات، آخرها في نسخة 2019.
إلى ذلك، فإن نجم مقرة يمر بفترة فراغ نتجت بالأساس عن الوضعية المالية الصعبة، والتي كانت عواقبها تسريح بعض الركائز، ومع ذلك فإن مشوار الكأس يبقى من بين الأهداف المسطرة، بعد الاطمئنان "نسبيا" على تفادي شبح السقوط من الرابطة المحترفة، و"سيناريو" 2004 يبقى الأبرز في مغامرة "المقراوية" مع "السيدة المدللة"، لأنهم نشطوا نصف النهائي لما كانوا يلعبون في الجهوي الأول، ومنذ ذلك الحين غابوا عن هذه المحطات المتقدمة.
مباراة اليوم، ستكون رقم 12 التي تجمع نجم مقرة وشباب قسنطينة في مختلف المنافسات، لكن بأفضلية ترجح كفة "السنافر"، الذين فازوا في 5 مقابلات، واحدة منها كانت في إطار كأس الجزائر، لما أزاحوا النجم من المنافسة برباعية في قسنطينة، وكان ذلك في ديسمبر 2019، بينما كان فوز مقرة في 4 لقاءات، واحد منها في كأس الرابطة، بثلاثية نظيفة، في أفريل 2021، وآخر مقابلة جمعت الفريقين كانت في نوفمبر 2023، وفاز النجم بقسنطينة بهدف وحيد، مما يعني بأن موقعة اليوم ستكتسي الطابع "الثأري" للجانبين، لكن ومهما كانت النتيجة، فإن فريقا من الرابطة المحترفة سيودع المنافسة مبكرا.
على صعيد آخر، فإن اتحاد الجزائر سيدشن مشاركته في النسخة 59 من ملعب العقيد شابو بعنابة، أين سيلاقي اتحاد بوخضرة، في لقاء غير متكافئ على الورق، إلا أن طابع المنافسة يبقي عنصر المفاجأة واردا، رغم أن كل المعطيات تضع أبناء "سوسطارة" في طريق مفتوح للتأهل إلى الدور القادم، لأن أهل الدار يراهنون على سلاح الإرادة، على أمل النجاح في تفجير مفاجأة مدوية، غير أن أوضاع الفريق تقلص من حظوظ تحقيق هذا الانجاز، لأن اتحاد الجزائر صوب اهتمامه أكثر نحو منافسة الكأس سعيا لإنقاذ موسمه، والهزيمة الأخيرة داخل القواعد على يد شباب قسنطينة زادت من درجة الضغط المفروض على بلعيد ورفاقه، بصرف النظر عن التباين الصارخ في إمكانيات الفريقين من جميع الجوانب، لأن اتحاد بوخضرة يخوض أول تجربة له في قسم ما بين الرابطات، وسبق له التأهل إلى الدور 16 مرة واحدة في تاريخه، بينما يبقى الاتحاد العاصمي صاحب الرقم القياسي في تنشيط النهائي وكذا التتويج، لأنه خاض 17 مباراة نهائية لهذه المنافسة، عانق "السيدة المدللة" في 8 نسخ، والغياب عن المنصة تجاوز عشرية من الزمن.
ص / فرطـاس