توحي القراءة الأولية في معطيات الجولة 19 لبطولة الرابطة الثانية، بإمكانية بعث سباق الصعود مجددا، بمعطيات تعيد الأمل إلى مولودية باتنة، في القدرة على مواصلة مطاردة أولمبي أقبو، وذلك بالنظر إلى مهمة المتصدر أقبو في بومرداس لما يلاقي شباب برج منايل، بينما تتواجد "البوبية" في طريق مفتوح لتدعيم الرصيد، عند استضافة اتحاد خميس الخشنة، في الوقت الذي ستكون فيه القاعدة الخلفية على صفيح ساخن، خاصة أطراف مثلث السقوط، لأن اتحاد عنابة ووفاق سور الغزلان، سيجبران على الدفاع عن حظوظهما خارج الديار، والأمر ذاته ينطبق على جمعية عين مليلة، التي ستنشط قمة حاسمة بالحراش، بينما تراهن مولودية العلمة على ورقة الأرض، بحثا عن فوز بعد 10 جولات عجاف.
قمة الجولة، سيحتضن أطوارها ملعب الجيلالي بونعامة ببومرداس، أين سينزل الرائد أولمبي أقبو في ضيافة شباب برج منايل، في مباراة نقاطها مهمة للزوار أكثر من أهل الدار، على اعتبار أن "الكوكليكو" أحرق آخر أوراقه في الصعود، لكن نتائجه تنصبه في خانة أحد أقوى الفرق، خاصة وأنه لم ينهزم سوى في مناسبتين إلى حد الآن، ويمتلك ثاني أقوى دفاع في المجموعة بعد شباب باتنة، كما أن الشباب كان أول من أجبر الأولمبي على التعادل في ملعبه في موقعة الذهاب، وهي معطيات يزيدها الطابع "الثأري" نكهة، لأن هذه المواجهة ستكون الثالثة بين الفريقين هذا الموسم، لأن أقبو كان قد تأهل في منافسة الكأس على حساب برج منايل في الأدوار التمهيدية.
إلى ذلك، فإن مولودية باتنة تتواجد في وضعية مواتية لتدعيم الرصيد، عند استقبال اتحاد خميس الخشنة بملعب حملة، ولو أن "البوبية" ستكون محرومة من دعم أنصارها بسبب العقوبة، لكن تراجع الزوار بشكل لافت للانتباه يضع المولودية في طريق مفتوح لحصد الزاد كاملا، وبالتالي أخذ بالثأر من هزيمة الذهاب، التي كانت في ظروف استثنائية، مع ترقب هدية من برج منايل تسمح لها بتقليص الفارق عن الرائد.
على صعيد آخر، فإن باقي اللقاءات ستلقي بظلالها على حسابات السقوط، ولو بدرجات متفاوتة، لأن وضعية ثلاثي المؤخرة كفيلة بتوضيح الرؤية أكثر، لكن السعي للابتعاد أكثر عن منطقة الخطر يبقى كافيا للرفع من "بورصة" النقاط، وهي معطيات تخص "الديربي" الذي سيجمع نادي التلاغمة بالجار جمعية الخروب، والذي يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات، مادام الفريقان يتقاسمان نفس المركز، ومد خطوة إضافية نحو بر الأمان يبقى الرهان، بينما ستكون الإثارة حاضرة في القمة التقليدية التي ستستضيف من خلالها مولودية قسنطينة الجار اتحاد عنابة، مادامت النقاط هامة ومصيرية للاتحاد، لأنه يعتبر أحد أضلاع مثلث السقوط، والخروج من المراكز الثلاثة الأخيرة يستوجب الانتفاضة، إلا أن المأمورية ليست سهلة، جراء بحث "الموك" عن نتيجة تضعها بمنأى عن حسابات نهاية الموسم.
وفي نفس السياق، فإن أوضاع وفاق سور الغزلان مرشحة للتأزم أكثر، بالنظر إلى المشاكل الداخلية التي طفت على السطح، والتي دفعت باللاعبين إلى المقاطعة، والرحلة إلى ورقلة لن تكون سوى لتخفيف الأضرار، الأمر الذي يمنح الفرصة للمحليين للحصول على جرعة أوكسجين، في حين ستلعب مولودية العلمة ورقة الحظ الأخير، في "الديربي" الذي سيجمعها بهلال شلغوم العيد، كما ستكون جمعية عين مليلة على موعد مع قمة مصيرية بالحراش.
ص / فرطــاس