كانت نهاية المغامرة الجزائرية في النسخة 43 لمونديال «العسكر» وردية، بعد النجاح في معانقة التاج العالمي للمرة الثانية في التاريخ، ليكرر بذلك «الجيش» الجزائري الملحمة التي صنعها سابقيهم قبل 4 سنوات بالبرازيل، في إنجاز يعد مستحقا بالنظر إلى مسيرة «الكومندوس» الذي راهن عليه قائد «الكتبية» يونس إفتيسان، لأن التشكيلة الوطنية كانت المنتخب الوحيد الذي فاز بـ 5 مباريات في هذه الدورة، ليعود بالذهب و يستعيد اللقب.
القراءة في تعداد المنتخب الوطني، تؤكد مراهنة يونس إفتيسان على 21 لاعبا، منهم 16 لاعبا من أندية الرابطة الأولى، شكلوا نواة التشكيلة الأساسية، في صورة القائد يوسف معمر (الموب)، الذي كان اللاعب الوحيد الذي شارك في جميع المباريات، وحارس جمعية الشلف صالحي الذي شارك في 480 دقيقة، بإحتساب توقيت الشوطين الإضافيين للنهائي.
ثراء التعداد سمح للمدرب إفتيسان بتجريب أكبر عدد ممكن من اللاعبين حسب أهمية المباريات، كما كان عليه الحال في لقاء الجولة الثانية أمام المنتخب الأمريكي، حيث فضل إراحة كل من حدوش، بن طيب و بن عيادة، لأن كل الحسابات كانت مبنية على مقابلتي فرنسا و كوريا الجنوبية للحسم في أمر التأهل عن المجموعة الأولى، و عليه فقد كان عبيد، يايا، داود، رحال و شرشار من الركائز التي بقي المدرب الوطني يراهن عليها، و عليه فقد نجح عبيد في تسجيل 3 أهداف، ليتقاسم صدارة لائحة هدافي «الخضر» في هذا المونديال مع معمر يوسف بنفس الرصيد.
بالموازاة مع ذلك فقد كان ثنائي الهجوم درفلو و حمزاوي بمثابة الأوراق الرابحة التي بقيت بحوزة إفتيسان في كل مقابلة، لأن درفلو سجل تواجده كأساسي في لقاء واحد ضد أمريكا، لكنه كان «الجوكير» الذي سجل ثنائية التتويج، و دون إسمه بأحرف من ذهب، على غرار ما فعله قبل 4 سنوات سيد أحمد عواج في البرازيل بتسجيله هدف كان وزنه تاج عالمي، في حين لم يقحم عكاشة في التشكيلة الأساسية طيلة هذه الدورة، و حضوره كان في 96 دقيقة فقط، إلا أن حسه التهديفي مكنه من توقيع هدفين، أحدهما كان حاسما، و عبد الطريق إلى النهائي، بعد الفوز على كوريا الجنوبية في الأنفاس الأخيرة من اللقاء.
على صعيد آخر فقد إكتفى ثنائي الحراسة بوزيدي و يونس بالجلوس على دكة البدلاء، في ظل المراهنة المستمرة على الحارس صالحي، بينما غاب نمديل زهير عن المنافسة منذ اللقاء الأول، حيث لعب شوطا واحدا، و تعرض لإصابة أبقته خارج التشكيلة الأساسية، في حين تعرض بلهادي لعقوبة قلصت من إجمالي توقيته الشخصي في هذه التظاهرة، بعد غيابه عن لقائي كوريا الجنوبية و عمان.
للإشارة فإن المنتخب الجزائري فاز في هذه الدورة ب 5 مباريات، و سجل خلالها 13 هدفا، و الملفت للإنتباه أن أغلب الأهداف تم توقيعها في الدقائق الأخيرة، مما يؤكد على جاهزية «الكومندوس» الأخضر من الناحية البدنية، لأن الفوز على قطر في اللقاء الإفتتاحي كان في الدقائق العشر الأخيرة، كما أن تلك الفترة عرفت هز «الخضر» شباك المنتخب الأمريكي 3 مرات، بينما كان التأهل على كوريا بهدف قاتل من حمزاوي في الدقيقة الأخيرة، ليكون التتويج باللقب بعد شوطين إضافيين.
من جهة أخرى فقد تلقى المنتخب الوطني في هذه الدورة بطاقة حمراء، أشهرت في وجه محمد بلهادي، و كان ذلك في مباراة فرنسا، مقابل 12 إنذارا، 4 منها كانت للاعب نمديل عبد الحكيم.
قراءة : صالح فرطــاس