انتهى أمس، أول تربص للمنتخب الوطني في عهد الناخب الوطني الجديد فلاديمير بيتكوفيتش، وغادر اللاعبون كل باتجاه مدينة ناديه، فيما دخل الطاقم الفني في مرحلة تقييم عمل ونتائج هذه المحطة التحضيرية، التي حملت الكثير من الأشياء الايجابية المصنفة في خانة المكاسب، غير أنها لم تخلو بالمقابل من بعض السلبيات، المتعلقة بنقائص لازمت التشكيلة الوطنية في الفترة الماضية، وربما كانت سببا في مغادرة دورة «الكان» من الدور الأول، ومنها ضعف خط الدفاع وهشاشته.
وسمح خيار الناخب الوطني بيتكوفيتش بتوسيع القائمة إلى 32 لاعبا، ببروز عدة أسماء، بعضها كانت مستبعدة أو مغيبة خلال الفترة الماضية، وأخرى ولجت بيت الخضر لأول مرة، منها النجم الأول لهذا المعسكر ياسين بن زية، المساهم في أربعة أهداف من جملة الستة التي سجلها خط الهجوم، حيث وقع ثلاثة واحد منهم كان بمثابة لوحة فنية، ومنح تمريرة حاسمة لزميله براهيمي، الذي بصم على عودة قوية بفضل الأداء الكبير المقدم خلال المباراتين، مثبتا شأنه شأن «الياسين» الآخر، أن استبعادهما من قائمة «الكان» الأخير، لم يكن قرارا منطقيا بل حرم المنتخب من ورقتين، تملكان من الإمكانيات ما يمكنها من انتشال المجموعة ككل، حين تقع في وضعيات حرجة ووضعيات صعبة، مثلما كان الشأن في مواجهة موريتانيا التي غابت فيها الحلول، لغياب لاعبين من نوعية العنصرين المذكورين.
كما شكلت مواجهتا منتخب بوليفيا وجنوب إفريقيا، فرصة لعناصر أخرى من أجل تقديم أوراق اعتمادها بقوة، وأبرزهما ثنائي وفاق سطيف الأسبق منصف بقرار وأحمد قندوسي، اللذان استغلا جيدا أول دعوة، وأظهرا أحقيتهما بالمواصلة، فالمحترف في الدوري الأمريكي صاحب التمريرتين، أثار الانتباه بقوته البدنية، ونجاحه دوما في كسب الالتحامات والصراعات، فيما تجلى هدوء ورزانة قندوسي في أداء وسط الميدان في فترات مشاركته، حيث استنجد به بيتكوفيتش مرتين لأجل إصلاحات نجح فيها وبامتياز ابن مدينة سعيدة.
بالمقابل، فقد كشفت دورة الجزائر الودية عن بعض السلبيات، كانت واضحة للعيان، وأولها أداء خط الدفاع الذي كان هشا في المباراتين، حيث تأثر محور الدفاع بغياب بن سبعيني الذي تزامن مع تراجع رهيب في مستوى ماندي، لتكون المحصلة أخطاء بالجملة في التموقع والرقابة والتغطية مع تلقي 5 أهداف في مباراتين، وهو رقم كبير يستدعي الوقوف عنده، أملا في إيجاد حلول دفاعية والتي قد تمتد حتى إلى البحث عن حارس جديد مثلما اعترف المدرب في الندوة الصحفية، لأن الثنائي ماندريا وزغبة، يتضح من موعد لآخر عدم امتلاكهما إمكانيات وأسلحة خلافة «الرايس» مبولحي.
كلام بيتكوفيش تجسّد ميدانيا
أكد الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش في الندوة الصحية التي سبقت التربص، أنه يملك فلسفة خاصة في التدريب عمادها الأول هو تفضيله الضغط على المنافسين، وكسب معركة الاستحواذ واللعب الهجومي، مع سعيه في كل تجاربه إلى بناء منظومة دفاعية قوية، تكون خير قاعدة لضمان توازن التشكيلة، وهو ما تجلى في المواجهتين أمام منتخب بوليفيا وجنوب إفريقيا، ولو بشكل غير متناظر، على اعتبار أن الخضر سجلوا في الوديتين 6 أهداف كاملة، جاءت نتاج عمل هجومي كبير للخط الأمامي، وبعضها من أخطاء وقع فيها المنافس، نتيجة الضغط المرتفع وهي كلها وضعيات تحدث عنها المدرب البوسني، مثل ما اعترف بضعف المنظومة الدفاعية التي ستكون دون شك أول ورشة يفتحها خليفة بلماضي أملا في تجاوز موعدي شهر جوان بنجاح وبما يضمن تقريب تأشيرة العودة إلى المونديال. كريم - ك