صادق أعضاء الجمعية العامة لاتحاد عين البيضاء بالإجماع على التقريرين المالي والأدبي لنشاطات النادي خلال سنة 2023، مع التأكيد على ضرورة إيجاد مخرج «عملي» لإشكالية الديون العالقة منذ عدة سنوات، بالمرور إلى مخطط تنفيذ «بروتوكول» التسوية الذي أبرمه رئيس النادي الدكتور رابح قادري مع كل الدائنين، لأن بحث «الحراكتة» عن تأشيرة العودة إلى الجهوي الأول في نهاية الموسم الجاري يتطلب توفير إمكانيات مادية، والاتحاد لم يتلق منذ بداية الموسم سوى 14 مليون سنتيم، تمثل حصة الفريق من عائدات بيع تذاكر الدخول إلى الملعب.
أشغال الجمعية العامة والتي احتضنتها القاعة المتعددة الرياضات عبد العزيز عبد اللاوي عرفت حضور 42 عضوا من أصل 54 مسجلا، وقد استعرض خلالها الدكتور قادري الظروف العسيرة التي واجهها الاتحاد، خاصة وأنه كان على عتبة الشطب النهائي، مما استوجب تدخل بعض الغيورين في الثلث الأخير من بطولة الموسم الفارط، لتجنيب الفريق الغياب الثالث عن بطولة الجهوي الأول لرابطة قسنطينة، وبالتالي اعتماد سقوطه إلى الجهوي الثاني، بدلا من الانسحاب النهائي، وهي مرحلة أخرى كانت انتقالية أشرفت عليها لجنة مؤقتة، قبل أن يتم تنظيم البيت بعقد دورة انتخابية، أسفرت عن انتخاب مكتب مسير تولى ترتيب البيت، مع تسطير أهداف على المديين القصير والمتوسط، تصب كلها في خانة العمل على استعادة «الحراكتة» تدريجيا مكانتهم في الخارطة الكروية الوطنية، وذلك بوقف فصول السقوط الحر، لأن الاتحاد تدحرج في ظرف 4 سنوات من وطني الهواة إلى الجهوي الثاني، وتجرع مرارة السقوط في 3 مناسبات خلال هذه الفترة القصيرة.
من هذا المنطلق أكد الدكتور قادري في مداخلته أمام الحضور على أن مخطط التطهير المالي الذي تم الاحتكام إليه كان خطوة ضرورية تحديد القيمة الفعلية للديون المقيّدة على النادي، في ظل تراكم الأحكام القضائية لفائدة الكثير من الدائنين في السنوات الأخيرة، وبقاء الحساب البنكي تحت رحمة التجميد، مع حرمان الفريق من كل الإعانات المالية التي كانت ترصدها السلطات المحلية، الأمر الذي زاد في تعقيد الأوضاع، لكن التوجه نحو إبرام «بروتوكول التسوية» مع كل الدائنين كان كافيا ـ حسبه ـ لتوضيح الرؤية بشأن الوضعية المالية العالقة للنادي، لأن الديون السابقة كانت في حدود 10 ملايير سنتيم، والاتفاقيات التي وقعناها تسمح بتطهير هذه الوضعية على دفعات، والشطر الأول سيمر إلى مرحلة التجسيد الميداني في غضون الأيام القليلة القادمة، بتخليص الفريق من ثلث الديون السابقة، وذلك بتسديد نحو 3,5 مليار سنتيم.
إلى ذلك أوضح رئيس اتحاد عين البيضاء بأن المكتب المسير الحالي اضطر إلى الاقتراض لوضع القطار على السكة، ومصاريف النادي في مرحلة الذهاب من الموسم الجاري قاربت 850 مليون سنتيم، في حين لم يتلق الفريق سوى 14 مليون سنتيم كدعم، من عائدات تذاكر الدخول إلى الملعب لمتابعة المباريات الرسمية، لتكون المصادقة بالإجماع على الحصيلتين المالية الأدبية من طرف أعضاء الجمعية العامة، دون أي تسجيل أي رفض أو تحفظ أو امتناع، مع تأكيد الأنصار على ضرورة وقوف الجميع إلى جانب الفريق في هذه الفترة الحساسة، لأن «الحراكتة» يتربعون على صدارة ترتيب المجموعة الثانية لبطولة الجهوي الثاني لرابطة قسنطينة، برصيد 45 نقطة، وبفارق نقطتين عن الجار شباب سوق نعمان، وهم مقبلون على منعرج هام خلال هذا الأسبوع، بالتنقل في مناسبتين متتاليتين إلى حامة بوزيان لملاقاة «المشعل» هذا الإثنين، ثم إلى سكيكدة لمواجهة «الممرات» يوم الجمعة، وهذا المنعرج كفيل بتوضيح وضعية اتحاد عين البيضاء في رحلة البحث عن تأشيرة العودة إلى الجهوي الأول لرابطة قسنطينة، كأول خطوة متن المساعي الرامية إلى استعادة الأمجاد الضائعة للفريق، لأن الاتحاد كان ينشط في الوطني الأول، وسبق له المشاركة في المنافسة القارية، وبلوغ ربع النهائي، لكن منذ سقوطه من حضيرة «الكبار» في جوان 1997 أخذ المنحنى في التنازل، بالتأرجح بين أقسام الهواة، لتصل إلى درجة اللعب في الجهوي الثاني.
ص / فرطاس