يخطف «الديربي»، الذي سيجمع زوال اليوم، أمل بئر بوحوش بالجار وفاق سوق أهراس، أنظار متتبعي بطولة الجهوي الأول لرابطة عنابة، لأن نتيجته تكتسي أهمية بالغة في حسابات الصعود، على اعتبار أن الوفاق يتمسك بحظوظه في العودة إلى قسم ما بين الجهات، والتشبث بالأمل يستوجب الخروج من منعرجات بئر بوحوش بالزاد كاملا، لمواصلة تشديد الخناق على الرائد اتحاد سدراتة، في حين يراهن أبناء «المايدة» على تلقي «هدية» من هذا «الديربي» تعبّد لهم الطريق أكثر نحو منصة التتويج، وبالتالي تقرّبهم أكثر من تجسيد حلم انتظروه على مدار 88 سنة.
وتضع الجولة 25 ، اتحاد سدراتة في رواق جيد لتعزيز الرصيد النقطي، كونه سيستفيد من ورقتي الأرض والجمهور، باستقبال سريع البوني، في مقابلة تصب كل حساباتها في مصلحة أهل الدار، سيما بعد خروج الزوار من دائرة التنافس على تأشيرة الصعود، كما أن الوضعية الحالية للاتحاد تجبره على قطع طريق التفاوض بخصوص نقاط ملعب أوفروخ أمام جميع الضيوف، ولو أنه لم يفرط سوى في 4 نقاط هذا الموسم، كانت بالتعادل في مناسبتين مع الجيران من نفس الولاية.
وغير بعيد عن سدراتة، فإن ملعب بركاني عمارة ببئر بوحوش، سيكون محطة «مفصلية» في سباق الصعود، لأن الوصيف وفاق سوق أهراس سينزل في ضيافة الأمل المحلي، وأمامه خيار وحيد يتمثل في ضرورة تحقيق الفوز، وبالتالي فك «شفرة» التعادلات التي انتهت عليها «ديربيات» الولاية، في 4 مواجهات سابقة هذا الموسم، بين الأقطاب الثلاثة للولاية رقم 41، ووضعية الوفاق في برج المراقبة على بعد 6 خطوات من الرائد تجبره على تفادي اتساع الهوة إلى ما يتجاوز الرصيد النقطي لمقابلتين، وهو الشرط الذي يبقي أمل الصعود قائما، بتمديد «السيسبانس» إلى جولات أخرى، وعليه فإن أبناء «طاغست» سيرمون بكامل ثقلهم لحصد الزاد كاملا، والحسابات وضعتهم أمام حتمية الانتصار في الجولات الست المتبقية، وترقب تعثر الرائد، بينما تبقى المعادلة العكسية لهذه الوضعية من جانب اتحاد سدراتة مبنية على حسابات ترتكز بالأساس على تعثر الوفاق، الأمر الذي يجعل موقعة بئر بوحوش تستقطب كل الأنظار زوال اليوم.
أما على مستوى القاعدة الخلفية، فإن مباراة شباب هواري بومدين وضيفه أولمبي الطارف كفيلة بتوضيح الرؤية أكثر بشأن هوية الزبون المجبر على المكوث في قاعة الانتظار، وربط مستقبله بإفرازات السقوط من قسم ما بين الرابطات، خاصة وضعية حمراء عنابة، لأن أبناء «الهواري» سيلعبون ورقة الحظ الأخير، رغم أن حظوظهم ضئيلة جدا في التخلص من الصف ما قبل الأخير، بينما يسعى الأولمبي لتفادي الهزيمة، لأن نقطة من هذه القمة ستضع نقطة النهاية لصراع «النجاة»، مادام نجم تاملوكة قد حسم أمر السقوط، وجاره شباب هواري بومدين يبقى أكبر مهدد بمرافقته.
ص / فرطاس