العداء الفلسطيني محمد دويدار للنصر: نتدرب في أحسن الظروف في الجزائر والاتحادية لم تبخل بشيء

وصف العداء الفلسطيني محمد دويدار المتواجد بالجزائر في إطار تربص تحضيري لبطولات دولية وإقليمية مستقبلية، «الفيتو» الأمريكي الذي عطل التصويت على قرار في مجلس الأمن، يتيح لدولة فلسطين الحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة بالمخزي والعار، مثمنا موقف الجزائر والدبلوماسية الجزائرية في دعمها لكفاح الشعب الفلسطيني، كما عاد دويدار في حوار مع النصر إلى محطات تخص مواقف الجزائر التي وصفها بالدولة الشقيقة، وأيضا يومياته وبقية أعضاء الفوج المقيم بزرالدة، كما تطرق في حديثه إلى علاقته بسجاتي ومولى وأيضا صديقه الحميم غواند.

حاوره : كريم كريد
uتتواجد في الجزائر منذ قرابة 3 أسابيع، في إطار تربص إعدادي رفقة مجموعة من الرياضيين الفلسطينيين، كيف تجري تحضيراتكم؟
نعم، قدمنا إلى الجزائر مطلع الشهر الجاري، من أجل إجراء معسكر تحضيري طويل، وهذا بعد الاتفاق الذي جرى بين الاتحادية الفلسطينية لألعاب القوى ونظيرتها الجزائرية، لقد تنقلنا في فوج مكون من 4 رياضيين، ننشط تقريبا في نفس الاختصاص، وهي السباقات نصف الطويلة، وإلى جانبي تحضر العداءة حنين ريماوي (800 متر)، وعبد الرحيم عبيات (5000 متر)، وعز الدين جعافرة (1500 و5000 متر)، والاتحادية الجزائرية ومن ورائها كل السلطات مشكورون على الدعم والمرافقة وتوفير كل وسائل العمل في سبيل إنجاح تربصنا هذا، والمغادرة لمختلف الاستحقاقات التي تنتظرنا، ونحن في أفضل جاهزية لتمثيل بلدنا فلسطين أحسن تمثيل، ومواصلة النضال الرياضي بغية إيصال صوت قضيتنا وشعبنا المظلوم إلى كل ربوع العالم.
uكان من المفروض أن يكون العدد في هذا المعسكر 6 رياضيين، هل طرأت تغييرات على البرنامج أم ماذا؟
بعد بداية العدوان الصهيوني والحرب على غزة، زاد التضييق على كل أطياف الشعب الفلسطيني، بسبب تعسف سلطات المحتل، حيث بات من الصعب التنقل والتدرب بحرية، وهو ما دفع الاتحاد الفلسطيني إلى البحث عن حلول، لتكون الوجهة إلى الجزائر بعد الرد الايجابي والسريع للاتحادية الجزائرية على طلب نظيرتها الفلسطينية، وهنا أفتح قوسا لتقديم شكري للجزائر حكومة وشعبا على المساعدة، كما أنتهز الفرصة لتثمين عمل الاتحادية بقيادة الأخ ياسين لوعيل الذي عمل على مرافقتنا ودعمنا وتوفير كل ما نحتاجه، أما بخصوص عدد أفراد البعثة وتخلف زميلين لنا، فهذا يرجع إلى الحصار المطبق على قطاع غزة، حيث تعذر على ثامر قاعود وعلام العمور مغارة القطاع، في حين كان وضعنا أفضل نوعا ما، بما أننا ننحدر من الضفة الغربية، فأنا من مدينة القدس، في حين تقطن حنين ريماوي بمدينة رام الله، أمام جعافرة فهو من الخليل وعبد الرحيم عبيات من بيت لحم، ما يسر لنا سبل السفر.
uكيف تسير تدريباتكم ويومياتكم خلال المدة التي قضيتموها في الجزائر لحد الآن؟
يومياتنا موزعة بين التدريبات وحصص الاسترجاع، المجموعة تقيم في فندق سيدي إبراهيم بمدينة زرالدة والتدريبات في ملعب 5 جويلية، وهما المكانان اللذان نقضي بهما أغلب أوقاتنا، حيث نتدرب رفقة مدرب جزائري سخرته لنا الاتحادية وهو «الكوتش دراجي حاراك»، وأستغل الفرصة لتحيته وأيضا باقي المرافقين من الطاقم الطبي الذي يسهر على راحتنا ويزورنا يوميا من أجل معاينة وضعنا والاطمئنان علينا، نحن نتمرن وفق برنامج مدروس، وفي ظروف رائعة ونأمل استعادة الجاهزية والفورمة قبل مغادرة الجزائر شهر جويلية، للمشاركة في بطولة غرب آسيا المقررة إن شاء الله بالعراق.
uتختص في سباق 800 متر، وهو اختصاص يتألق فيه عديد الرياضيين الجزائريين، هل تملك صداقات مع بعضهم؟
جمال سجاتي نائب بطل العالم وأحد الأسماء المعروفة على مستوى العالم في هذا التخصص، كما هو الشأن بالنسبة لسليمان مولى، وهما رياضيان قدوة بالنسبة لي، فكل رياضي يحلم بما وصل إليه سجاتي، وبالنسبة لمولى فهو عداء يمتاز بتكتيك جد رائع يبهرني، وبعيدا عنهما تجمعني علاقة صداقة قوية بغواند تعود إلى عام 2019، وأنا في تواصل دائم معه، ولن أنسى ما قام به معي العام الماضي في مدينة وهران، على هامش دورة الألعاب العربية، لما زارني مرحبا بي، حيث دعاني لجلسة بعيدا عن الملعب والمضمار، وأتمنى له النجاح في بلوغ دورة الأولمبياد.
uما هي مشاريعك الرياضية المستقبلية؟
أعمل جاهدا لتحسين أرقامي وأزمنتي رغم صعوبة المهمة، كوننا في فلسطين لا نملك حتى مضمارا للتدرب، لقد كانت لي الفرصة وأن شاركت في بطولة العالم الأخيرة التي جرت بمدينة بودابيست في المجر، وحققت رقما قدره دقيقة و55 ثانية و45 جزءا من المئة، وعلاوة على ذلك، فقد كانت فرصة جيدة لتمثيل بلدي، وإيصال صوت قضيتنا العادلة التي تبقى أهم نقطة في برنامجي، بالنظر للوضع السياسي والأمني الحرج في فلسطين.
uتواجدك بعيدا عن فلسطين، أكيد أنه أمر مؤلم لك خاصة في هذا الظرف؟
قبل الإجابة عن سؤالك، وجب شكر الجزائر والشعب الجزائري مرة ومرات، على الدعم منقطع النظير سواء ماديا أو معنويا، لقد زرت الجزائر أول مرة العام الماضي بمناسبة دورة الألعاب العربية، حيث أقمت بمدينة وهران واكتشفت حب الجزائريين لنا ودعمهم للقضية، وهم مشكورون ونحن ممتنون، أما عن وضعنا الحالي، فأكيد نحن نتألم كثيرا ومشاهدة التلفزيون أو تصفح مواقع التفاعل الاجتماعي لبرهة من الزمن، يكفي للإحساس بالألم وتساقط الدموع، خاصة وأن أعداد قوافل الشهداء في ارتفاع مضطرد.
uالآلاف من الفلسطينيين ارتقوا منذ بداية العدوان والحرب على غزة، كما وصل رقم الرياضيين إلى 186 شهيدا، أكيد أنك فقدت أصدقاء وزملاء من مختلف التخصصات؟
نعم، ومن بينهم من كانوا معنا العام الماضي في وهران بمناسبة دورة الألعاب العربية، من عدائين وأيضا من منتخب الكرة الشاطئية، نحتسبهم عند الله شهداء ونعدهم بالبقاء على عهدهم وأن نواصل الكفاح إلى غاية تحقيق النصر.
uبالحديث عن دور الجزائر في دعم القضية الأم، أكيد أنك متابع للوضع الراهن ودعم الجزائر في الأمم المتحدة لما تبنت قرارا في مجلس الأمن يتيح لفلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة؟
قبل الحديث عن نتائج جلسة سهرة الخميس، علينا تثمين والإشادة بموقف الجزائر الثابت والداعم التاريخي، لقد اجتهدت الدبلوماسية الجزائرية من أجل نيل دولتنا عضوية الأمم المتحدة، وقدمت مشروع قرار نال تصويت 12 عضوا من مجمل ال15 المشكلين لتركيبة مجلس الأمن، لكن موقف الولايات المتحدة الأمريكية يبقى مخزيا وعارا على الإنسانية، بعد أن فعّلت «فيتو» حرم دولة وشعبا مكافحا بطريقة ظالمة من حقوقهم، وصدقني في خضم ما نعيشه، أقولها وبكل صراحة وعن قناعة، لو كنا بجوار الجزائر والجزائريين، لما عانينا  بهذا الشكل وما كان حالنا بهذا السوء. ك. ك