ستكون الأنظار مصوبة سهرة اليوم، بداية من الساعة 21.00 إلى ملعب نيلسون مانديلا ببراقي، مسرح «النهائي المصغر» بين اتحاد الجزائر وشباب بلوزداد، في «ديربي» عاصمي مثير من الصعب التكهن فيه بهوية الفائز، لعديد الاعتبارات، أبرزها تقارب مستوى الفريقين المدججين بكوكبة من النجوم.
ويمتلك الفريقان المعتادان على لعب الأدوار الأولى، تقاليدا كبيرة في مسابقة السيدة الكأس، ويكفي أنهما تُوّجا بها في ثمان مناسبات كاملة ( الرقم القياسي الوطني )، وهو ما سيزيد من حلاوة موعد سهرة اليوم الذي سيسعى خلاله كل فريق لحجز بطاقة التأهل لنهائي النسخة 59 من كأس الجزائر.
ويدخل الناديان العاصميان اللقاء بحظوظ متساوية لعدة معطيات، بداية باكتمال تعداد الطرفين، وصولا إلى الحالة المعنوية الجيدة التي يتواجد عليها الاتحاد والسياربي مؤخرا، بعد عودتهما القوية في أجواء المنافسة المحلية، وإن كان «أبناء سوسطارة» لديهم دافع أكبر، بعد ما حدث في ذهاب الدور نصف النهائي لكأس الكونفدرالية، عندما حرمتهم «الكاف» من خوض هذا الموعد، بسبب حجج واهية لمنافسهم المغربي نهضة بركان الذي اختلق مسرحية الأقمصة المزعومة، في خرجة زادت أكثر من رغبة أشبال المدرب كارلوس غاريدو في الوصول إلى نهائي كأس الجمهورية الذي يستهدفه «أبناء العقيبة» أيضا لإنقاذ موسمهم الحالي.
جدير ذكره، أن السياربي قد استعادت خدمات الحارس الدولي وهاب مبولحي، ولو أنه لن يكون مدرجا ضمن القائمة النهائية، في ظل ابتعاده المطول عن أجواء المنافسة الرسمية، بينما سيستعيد الاتحاد لاعبه المتميز في وسط الميدان أسامة شيتة، المرشح للجلوس على دكة الاحتياط، لافتقاده اللياقة البدنية المطلوبة.
وإلى جانب الإثارة والمنافسة المتوقع أن تبلغ ذروتها فوق المستطيل الأخضر بين اللاعبين، سيكون هناك صراع آخر من أعلى مستوى بين المدربين كارلوس غارديو وماركوس باكيتا، الباحثين بكل الطرق للوصول إلى نهائي 4 ماي، الذي سيكون الثاني على التوالي لشباب بلوزداد الذي خسر الكأس في آخر نسخة لصالح جمعية الشلف، بينما يتطلع مدرب الاتحاد للمحطة الختامية التي ستكون أحلى هدية للجماهير، بعد ما جرى في منافسة كأس الكونفدرالية التي تحاول «لوبيات» في الكاف حرمان ممثل الكرة الجزائرية من الوصول من جديد لنهائي هذه المسابقة، وإن كانت الفاف والسلطات العمومية قد تعهدا بالوقوف إلى جانب سوسطارة لاسترجاع حقوقها من خلال طرق أبواب المحكمة الرياضية «التاس». في سياق آخر، تم الاتفاق خلال الاجتماع التقني المنعقد عشية الأربعاء الماضي بين مسؤولي الفريقين على العديد من النقاط التنظيمية المهمة للسير الحسن بالمقابلة الثانية من الدور نصف النهائي إلى بر الأمان، حيث قُسمت تذاكر اللقاء بالتساوي على جماهير الناديين، بعد منح أنصار اتحاد الجزائر 13 ألف تذكرة بلون معين، وهي نفس حصة جماهير بلوزداد التي قد تستغل هذا الموعد الكبير للتعبير مجددا عن تضامنها ومساندتها المطلقة لممثل الجزائر في منافسة الكاف.
علما، وأن التذاكر الخاصة بالقمة العاصمية لم تُبع عبر المنصة الرقمية، كما جرت عليه العادة هذا الموسم، بل منحت اللجنة المنظمة كل ناد حصته لبيعها في نقاط محددة، وهي العملية التي عرفت إقبالا كبيرا، في ظل رغبة الجميع في حضور هذا الموعد المثير الذي اعتبره أهل الاختصاص بمثابة نهائي قبل الأوان. وكانت اللجنة الفيدرالية للتحكيم، قد عيّنت الحكم بوكواسة لطفي ومساعديه زرهوني وعبان لإدارة هذه القمة العاصمية، بينما سيتواجد في غرفة «الفار» الحكم الدولي مصطفى غربال، والحكمة المساعدة وهاب أسماء فريال.
جدير ذكره، أن الفريقين سيتقابلان للمرة 12 في منافسة الكأس، حيث يمتلك الشباب الأسبقية بأربع انتصارات، مقابل فوزين للاتحاد، فيما انتهت خمس مباريات بنتيجة التعادل، وكان آخر لقاء جمع الناديين في نهائي السيدة الكأس عام 2003، وعادت فيه الغلبة لسوسطارة بالهدف القاتل من توقيع ويشاوي.
سمير. ك