تطغى حسابات السقوط على معطيات الجولة 24 ، لبطولة وطني الهواة في فوج الشرق، لأن القاعدة الخلفية ستكون في حالة استنفار قصوى، باحتدام الصراع من أجل الخروج من «مثلث النزول»، ولو أن مولودية العلمة ستلعب ورقة الحظ الأخير، رغم أن المهمة في غاية التعقيد بالوادي، الأمر الذي من شأنه أن ينصب «البابية» في خانة أول زبون على متن القطار المؤدي إلى القسم الأسفل، بينما تراهن أغلبية الفرق المهددة بمرافقة العلمة على ورقتي الأرض والجمهور بحثا عن انتصارات تمكنها من إثراء حظوظها في النجاة، في الوقت الذي يتواجد فيه الرائد أولمبي أقبو في طريق مفتوح لقطع خطوة إضافية نحو الرابطة المحترفة، مادامت كل المعطيات ترجح كفة تعميقه الفارق.
ولعل ما يرجح كفة أقبو لتوسيع الهوة في الصدارة، وبالتالي حسم أمر الصعود مبكرا الاستفادة من أفضلية العوامل الكلاسيكية، عند استقبال اتحاد الحراش، في مباراة “مفخخة”، لأن الأولمبي يسعى لمواصلة سلسلة نتائجه الإيجابية، والاستثمار في فارق 13 نقطة الذي يحوزه كهامش مناورة، لضمان اللقب مسبقا، رغم أن المهمة لن تكون سهلة، لأن الزوار يسعون من جهتهم لتفادي الهزيمة، بحكم أنهم يتواجدون على مشارف منطقة الجاذبية، ولو أن تشكيلة المدرب شارف هشة خارج الديار، بدليل أنها اكتفت بتسجيل تعادلين فقط في كل السفريات السابقة. بالموازاة مع ذلك، فإن الوصيف مولودية باتنة مقبل على مقابلة في غاية الصعوبة بشلغوم العيد، لأن وضعية “الهلال” تحتم عليه الانتفاضة، وعدم التفريط في أي نقطة، بينما تلعب “البوبية” دون ضغط، لأن أمل الصعود أصبح لا يختلف عن “المعجزة”.
من هذا المنطلق، فإن قاعدة الهرم مرشحة لأن تشهد بعض التغيرات في المراكز بين الفرق المهددة بالسقوط، لأن استفادة أبناء “الشاطو” من العوامل التقليدية أمام مولودية باتنة يقابله تنقل جمعية عين مليلة إلى باتنة لتنشيط “ديربي” تنزل من خلاله في ضيافة “الكاب”، و”لاصام” ملزمة بوضع حد لتواضع الحصاد خارج الديار، لأن أي تعثر كفيل بجعلها واحدا من أضلاع “مثلث السقوط، وهذا في ظل استفادة هلال شلغوم العيد واتحاد عنابة من ورقتي الأرض والجمهور، وعليه فإن أبناء “بونة” يتواجدون في طريق مفتوح لمواصلة الصحوة، ومد خطوة إضافية نحو بر الآمان، سيما وان الضيف نادي التلاغمة دخل في عطلة مبكرة، ونتائجه خارج القواعد منذ بداية النصف الثاني من الموسم تكفي لتجسيد هذا الطرح.
وفي نفس السياق، فإن مولودية العلمة ستخوض مباراة آخر حظ بالوادي، بالنزول في ضيافة أولمبي المقرن، الساعي بدوره للخروج من دائرة الخطر، وعليه فإن “البابية” قد تصبح أول النازلين بعد هذه المحطة، لأن التأخر حاليا ب 8 نقاط عن عتبة النجاة عقد المأمورية أكثر، كما أن وفاق سور الغزلان يسعى لتعزيز حظوظه في البقاء، من خلال القمة المحلية التي ستجمعه بالجار اتحاد خميس الخشنة.
من جهة أخرى، فإن جمعية الخروب تتواجد في طريق جيد للابتعاد أكثر عن ثلاثي القاعدة الخلفية، وهذا باستضافة اتحاد ورقلة، وتشكيلة “لايسكا” لا تملك أي خيار سوى الانتصار، بينما تبدو مهمة مولودية قسنطينة في العودة بنتيجة إيجابية صعبة، وهذا بمراعاة حاجة شباب برج منايل إلى نقاط تشفع له بالاقتراب أكثر من ترسيم النجاة
ص / فرطــاس