كبدت المقاومة الفلسطينية جيش الاحتلال الصهيوني خسائر فادحة في الأرواح والمعدات خلال الأيام الأخيرة بعد توغل قواته في رفح جنوب غزة وجباليا وحي الزيتون شمال القطاع، واعترف جيش الاحتلال الصهيوني بإصابة أكثر من 80 جنديا وضابطا خلال الثلاثة أيام الأخيرة، ليرتفع بذلك عدد جنوده المصابين منذ السابع أكتوبر إلى 1689 جنديا من بينهم 270 لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفيات، وعدد منهم حالاتهم خطيرة
كما اعترف جيش الاحتلال لأول مرة بإصابة جنرال في المعارك الجارية بحي الزيتون، وفي نفس الوقت تبنت فصائل المقاومة الفلسطينية المختلفة التي تقود معارك ضارية في المناطق التي توغلت فيها قوات جيش الاحتلال عدة عمليات نوعية، تتمثل في تفجير عدد من دبابات جيش الاحتلال وقنص جنود وتفجير منازل مفخخة وفتحات أنفاق، ونشرت فصائل المقاومة عدد من الفيديوهات خلال الأيام الأخيرة توثق هذه العلميات لاستهداف قوات جيش الاحتلال الصهيوني.
وأجمع محللون عسكريون أن العلميات البطولية التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية في مناطق التوغل عامة وجباليا خاصة لا تختلف عن العمليات النوعية التي نفذتها في الأيام الأولى لتوغل قوات جيش الاحتلال في غزة ديسمبر الماضي، ما يؤكد صمود المقاومة و عدم تأثرها بضربات جيش الاحتلال، كما تنفي هذه العمليات البطولية للمقاومة ما يردده باستمرار رئيس حكومة الكيان الصهيوني وقادة جيشه حول القضاء على فصائل المقاومة في شمال غزة، وتقديم ذلك مبررا لنقل العدوان إلى رفح للقضاء على الكتائب المتبقية في الجنوب.
لكن العمليات الأخيرة والمعارك التي تنفذها المقاومة وتبنيها عدد من العمليات في يوم واحد أعادت المعركة إلى المربع الأول، وأثبتت أن مزاعم الكيان الصهيوني وقادته السياسيين بتحقيق انتصار في غزة وتفكيك كتائب المقاومة ما هو إلى مجرد وهم، والمقاومة لا تزال على جاهزيتها، وحتى الرشقات الصاروخية اتجاه المستوطنات وأراضي فلسطين المحتلة لم تتوقف، وأطلقت المقاومة أمس رشقات صاروخية تجاه إحدى المستوطنات لحظة تنظيم مسيرة تطالب بإعادة بناء المستوطنات الصهيونية في غزة.
وأظهرت مقاطع فيديو نقلتها وسائل الإعلام لحظة وصول الصورايخ وحالة الرعب التي كان عليها المستوطنون، وفي نفس الوقت يواجه قادة الكيان الصهيوني السياسيين والعسكريين ضغطا داخليا بعد أن تكشفت الصورة الحقيقية من جبهة غزة، والتي أثبتت أن تلك الانتصارات الوهمية التي كان يتغنى بها جيشهم بعيدة عن الواقع، ونظمت أول أمس عائلات جنود صهاينة قتلوا في غزة احتجاجات لإعلان معارضتهم اقتحام رفح وعودة القتال إلى جباليا، وانتقدوا بشدة سير العمليات العسكرية التي لم تحقق شيئا خلال 7 أشهر، ولم يتمكن قادتهم من تحرير الأسرى أو القضاء على المقاومة التي بقيت تدير المعارك بنفس الوتيرة التي كانت عليها في بداية العدوان على قطاع غزة.
من جانب آخر يقوم جيش الاحتلال الصهيوني بحملة انتقام واسعة ضد المدنيين في رفح جنوبا وجباليا وحي الزيتون والنصيرات شمالا، وارتكب عدد من المجازر خلال الساعات الأخيرة، مما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والمصابين بعد أن قصف مساكن فوق رؤوس ساكنيها، كما استهدف خيام النازحين ومراكز الإيواء، ويجبر السكان على النزوح من مساكنهم، وكشف أمس تقرير لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» عن ارتفاع عدد النازحين من رفح منذ السادس ماي الجاري إلى 450 ألف نازح الذين يفرون نحو المجهول في ظل عدم وجود مناطق آمنة، وأشار بيان للأونروا إلى أن النازحين يواجهون إرهاقا مستمرا وجوعا وخوفا، في ظل تفاقم المعاناة الإنسانية والإغاثية بعد أن أغلق جيش الاحتلال معبري رفح وكرم أبو سالم وتحولت غزة إلى سجن كبير لأزيد من مليوني شخص يواجهون القتل والجوع والتشريد، وأكدت الأونروا أن النازحين ينتقلون من منطقة لأخرى بحثا عن الأمن، ولم يعثروا في رحلات التنقل على مياه صالحة للشرب أو حتى أبسط الضروريات للبقاء على قيد الحياة.
نورالدين ع