احتفظت بطولة الرابطة الثانية للموسم الجاري في فوج الشرق، بسر وحيد مازالت لم تبح به إلى غاية آخر جولتين من المشوار، ويتعلق الأمر بهوية ثالث زبون على متن قطار السقوط إلى قسم ما بين الجهات، ولو أن الحسابات تبقي على حظوظ وفاق سور الغزلان في المحافظة على مكانته في الوطني الثاني لموسم آخر، لكنها تمر عبر "معجزة"، تستوجب دفعة من الشروط شبه "المستحيلة"، في حين أن عتبة النجاة تبقى في حدود 38 نقطة بالنسبة لأغلب الفرق الأكثر تهديدا بشبح السقوط، إلا أن جمعية الخروب خرجت رسميا من دائرة الحسابات، رغم أن رصيدها يقل عن هذه العتبة بنقطة، والمؤشرات الأولية توحي بنجاح كل من اتحاد عنابة، اتحاد الحراش وأولمبي المقرن في تحقيق المبتغى وبلوغ بر الأمان، بتحصيل نقاط المباراة المتبقية داخل الديار، على أن يكون الصراع ثنائيا في الجولة الختامية بين الجارين هلال شلغوم العيد وجمعية عين مليلة، بمعطيات أولية قد تنصب شباب باتنة ومولودية قسنطينة في خانة "الحكام"، النهاية مرشحة لأن تكون على وقع "سوسبانس" كبير.
ولعل ما يرهن نسبة كبيرة جدا من حظوظ وفاق سور الغزلان في البقاء، الفارق الذي يفصله عن أول الناجين، لأن التأخر بخمس خطوات عن هلال شلغوم العيد يكفي لحرق أوراق "المخطارية" في النجاة، ومع ذلك فإن احتمال مواصلة المغامرة لثالث موسم في الرابطة الثانية يمر عبر "معجزة" كروية، تمثل في تجاوز فريقين على الأقل أو حتى التساوي معهما، من بين الكوكبة المتشكلة من الثلاثي جمعية عين مليلة، هلال شلغوم العيد واتحاد عنابة، وهذا الشرط يستوجب نجاح الوفاق في انهاء الموسم بحصد الزاد كاملا، وإحراز فوز في "بونة"، مع فشل "لاصام" وأبناء "الشاطو" في تذوق طعم الانتصار في الجولتين المتبقيتين، وهي شروط من المستبعد جدا تجسيدها ميدانيا في نفس الوقت، وما دونها فإن "السور" سينهار آليا، ويكون أول مرافق لمولودية العلمة إلى قسم ما بين الجهات، وحسابات نجاته تتطلب تنشيط نهائي في عنابة، شريطة تعثر طرف آخر على الأقل في آخر جولتين من الموسم، مادامت حالات نجاح "الغزلان" في تفادي شبح السقوط، تقترن بصورة أوتوماتيكية بحسابات التساوي مع أطراف أخرى في الرصيد الإجمالي بمجموع 34 نقطة، مهما كانت وضعية اتحاد عنابة في هذه المعادلة، لأن إحراز الوفاق 4 نقاط أمام "لاصام" و3 نقاط أمام الهلال، يكفي لمنحه الأفضلية في حالة التساوي، لكن بلوغ هذه المرحلة من الحسابات، يبقى غير بعيد عن درجة المستحيل.
"لايسكا" خارج
دائرة الخطر في كل الحالات
بالموازاة مع ذلك، فإن جمعية الخروب تبقى من بين الفرق التي ضمنت البقاء رسميا برصيد 37 نقطة، وحتى في حالت تجمد الرصيد عند هذه العتبة فإن "لايسكا" ستلعب الموسم القادم في الرابطة الثانية، لأن دخولها حسابات التساوي يضعها بمنأى عن شبح السقوط في جميع الحالات، سواء كان الأمر مع جمعية عين مليلة فقط، أو عند دخول هلال شلغوم العيد كطرف، وحتى في حال التساوي مع اتحاد عنابة أيضا، لأن تحصيل "الخروبية" 4 نقاط من المواجهتين المباشرتين مع عين مليلة، وكذا الفوز على الهلال في عابد حمداني يكفي لترجيح كفتهم في جميع الحالات، مهما كانت تركيبة المعادلة، إما بطرفين، أو 3 وحتى 4 و5 أطراف، لو اقتضى الأمر إدخال هلال شلغوم العيد، اتحاد الحراش واتحاد عنابة دائرة الحسابات دفعة واحدة، كون المنطلق في هذه الوضعية يكون باتخاذ جمعية عين مليلة كطرف مباشر، بحكم أن "لاصام" تتأخر حاليا عن الخروب بما يعادل الرصيد النقطي لمقابلتين، وهذا قبل جولتين من نهاية المشوار، وتساوي الفريقين في الرصيد النهائي يخرج "لايسكا" سالمة من كل الوضعيات، على اختلاف الأطراف التي ستكون في هذه الحلقة المعقدة.
ثلاثي على بعد فوز و"الطلبة" أمام "سيناريو" مزدوج
إلى ذلك، فإن اتحاد عنابة، اتحاد الحراش وأولمبي المقرن مرشحة للمحافظة على مقاعدها في الرابطة الثانية لموسم آخر، مادام أن الفوز داخل الديار يكفيها لضمان البقاء بصفة رسمية، دون انتظار باقي النتائج، ولو أن فريق المقرن بحاجة إلى تعادل فقط للخروج نهائيا من منطقة الخطر، واستقبال جمعية الخروب في آخر جولة يمنحه فرصة تحقيق الشرط المطلوب، وكذلك الحال بالنسبة لاتحاد الحراش، الذي يحوز على فرصتين لترسيم النجاة، وهذا عن استضافة مولودية قسنطينة، وإذا اقتضى الأمر الاستثمار في معاناة مولودية العلمة في آخر جولة، لإحراز نتيجة إيجابية تكون كافية لضمان البقاء.
ويبقى اتحاد عنابة مجبرا على استغلال ورقتي الأرض والجمهور في آخر جولة للرسو في بر الأمان، لكن حسابات نجاة "الطلبة" تنطلق برحلة البحث عن نقطة بالخروب، تكون كافية لقبر آمال وفاق سور الغزلان في البقاء، في حال انتصاره في الجولة القادمة داخل الديار على شباب باتنة، لأن تفادي العنابيين الهزيمة في ملعب عابد حمداني، سيكون كافيا لترسيم سقوط "السور"، وبالتالي إسقاط كل الحسابات التي تصنف مباراة الجولة الختامية في خانة "النهائي"، وهي الحالة التي سيضطر فيها الوفاق إلى لعب لقاء العمر في عنابة، بنية تحقيق انتصار، مع ترقب "هدية" من قسنطينة، لا تخرج عن هزيمة جمعية عين مليلة أمام الموك، وعليه فإن أشبال المدرب لكناوي، سيعملون على العودة بتعادل على الأقل من الخروب، لتعبيد طريقهم نحو البقاء.
ملعبا قسنطينة وباتنة يفصلان في معركة النجاة
ومن خلال القراءة الأولية في رزنامة الجولتين المتبقيتين، فإن كل المعطيات توحي بأن التنافس من أجل تفادي السقوط سيتواصل إلى غاية آخر لحظة من عمر البطولة، بين الثنائي جمعية عين مليلة وهلال شلغوم العيد، مع تنصيب فريقي مولودية قسنطينة وشباب باتنة في خانة "الحكام" للفصل في "معركة النجاة". وما يرجح هذا الطرح أن جمعية عين مليلة، مرشحة لكسب الرهان داخل القواعد في الجولة القادمة، عند استقبال شباب برج منايل، وكذلك الحال بالنسبة لهلال شلغوم العيد، الذي سيلعب للمرة الثانية تواليا في عقر الديار، باستضافة البطل أولمبي أقبو، بينما قد يدخل اتحاد عنابة دائرة الحسابات، بالنظر إلى السفرية التي ستقوده إلى الخروب، لكن وضعية أبناء "بونة" في المواجهات المباشرة مع "لاصام" تبقيهم بحاجة إلى انتصار بملعب شابو على وفاق سور الغزلان للخروج رسميا من دائرة الحسابات، وعليه فإن ورقة العوامل الكلاسيكية تمنح "الطلبة" أفضلية كبيرة لتحقيق المبتغى، حتى لو اقتضى الأمر انتظار الجولة الختامية.
على هذا الأساس، فإن "معركة النجاة" قد تكون خاتمتها بمشهد "دراماتيكي"، تطبعه إثارة كبيرة بين هلال شلغوم العيد وجمعية عين مليلة، والتنافس بين الفريقين قد يكون بملعب بن عبد المالك بقسنطينة، أين ستنزل "لاصام" في ضيافة "الموك"، وأمامها شرط وحيد في هذه المواجهة، لن يخرج عن نطاق الفوز، وإلا فإن مصير أبناء "قريون" سيكون السقوط آليا إلى قسم ما بين الجهات، في حين أن تجسيد هذا المطلب يبقي على أمل النجاة قائما، لكنه مرهون بتلقي "هدية العمر" من شباب باتنة، لأن "الكاب" سيستقبل في الجولة الأخيرة هلال شلغوم العيد، في مقابلة يبقى فيها أبناء "الشاطو" ملزمون بتفادي الهزيمة للاطمئنان على مكانتهم في الرابطة الثانية الموسم القادم، لأن رصيد 37 نقطة يكفي "الهلال" لضمان البقاء، مادامت حسابات التساوي مع جمعية عين مليلة تخدم مصلحته، بمراعاة نص المادة 69 من القوانين العامة للفاف، والتي قد تمتد إلى أفضلية فارق الأهداف المسجلة في مرحلة الذهاب، في حال التساوي بين الفريقين فقط، لأن هلال شلغوم العيد حاز على معدل (+ 01)، بينما كانت حصيلة "لاصام" في النصف الأول من البطولة (- 07)، وبالتالي فإن حسابات نجاة الجمعية مبنية على إحراز فوزين، مع شرط اكتفاء الهلال بإحراز 3 نقاط على أقصى تقدير في آخر جولتين، لأن تحقيقه فوزا وتعادلا سيكون بوزن البقاء الرسمي، وهي حسابات قد تبقي الأنظار مشدودة إلى موقعتي قسنطينة وباتنة في جولة إسدال الستار.
قراءة: صالح فرطاس