مدّدت مخلفات الجولة 29 من بطولة الرابطة الثانية من «السوسبانس»، بخصوص صراع البقاء على مستوى المجموعة الشرقية، مع احتدام التنافس من أجل تفادي التذكرة الثالثة المؤدية إلى قسم ما بين الجهات بين الجارين هلال شلغوم العيد وجمعية عين مليلة، والفصل سيكون يوم السبت القادم بملعبي بن عبد المالك بقسنطينة وأول نوفمبر بباتنة، رغم أن الحسابات تبقي 4 فرق معنية، لكن المعطيات الأولية تحصر هوية ثالث النازلين بين «لاصام» و»الهلال».
الإثارة كانت كبيرة أمس، بملعب المظاهرات بشلغوم العيد، في مباراة «دراماتيكية» دامت 110 دقائق، وشهدت الكثير من الأحداث والتوقفات، لأن «البطل» أولمبي أقبو كان متفوقا بثنائية حامق وبورنان، قبل أن يهدر كامل يوسف ضربة جزاء للهلال، وفي نهاية الشوط الأول قلّص حميور الفارق، لتكون المرحلة الثانية على وقع احتجاجات كثيرة، منها تلك التي كانت بعد تراجع الحكم صخراوي عن قرار احتساب ركلة جزاء للمحليين، وكذا محاولة الزوار تغيير مكان دكة البدلاء، فضلا عن إشهار الحكم البطاقة الحمراء في وجه كل من واسع من الأولمبي ورملي من المحليين، ليكون هدف شعيبي في اللحظات الأخيرة، كافيا لبعث أمل النجاة في قلوب أبناء «الشاطو»، قبل أن يؤكد عمران على عودة الهلال من بعيد جدا، بتوقيعه هدف الانتصار في الوقت بدل الضائع، على اعتبار أن الحكم أضاف 19 دقيقة بسبب التوقفات الكثيرة.
خروج أبناء «شلغوم» من هذا المنعرج الحاسم بالزاد كاملا، وضعهم أمام حتمية البحث عن نقطة ترسيم النجاة في الجولة الختامية، عند النزول في ضيافة شباب باتنة، وهي الحسابات التي تبقى مقترنة بوضعية الطرف الأخر جمعية عين مليلة، لأن «لاصام» تمكنت بدورها من تحقيق الأهم، بتخطي عقبة الضيف شباب برج منايل، بهدفي بوذن، لأن هذا الانتصار وضع أبناء «قريون» في معادلة الخروج منها بمكانة في الرابطة الثانية الموسم المقبل يمر عبر اجتماع شرطين، وذلك انطلاقا من ضرورة العودة بالزاد كاملا من قسنطينة، لأن أي مكسب غير النقاط الثلاث سيضع الجمعية في قسم ما بين الجهات، بينما يبقى الفوز كفيلا بتعليق الآمال على «هدية» من عاصمة الأوراس، لا تخرج عن نطاق هزيمة هلال شلغوم العيد أمام «الكاب»، لأن التساوي في الرصيد النقطي الإجمالي يرجح كفة «الشاطو» على حساب عين مليلة.
هذه الجولة كشفت عن هوية ثاني النازلين، ويتعلق الأمر بوفاق سور الغزلان، الذي استكمل إجراءات حجز التذكرة الثانية على متن القطار المؤدي إلى قسم ما بين الرابطات عن فوج الشرق، إثر تعادله داخل الديار مع شباب باتنة، في مباراة خاضها الفريقان بعناصر شابة، ولو أن «الكاب» أخذ الأسبقية في بداية الشوط الثاني بفضل القائد كرميش، قبل أن يعدل الوفاق النتيجة في اللحظات الأخيرة بواسطة فرمنون من علامة الجزاء، إلا أنه لم يكن كافيا لإنقاذ الفريق من شبح السقوط، لتغادر «المخطارية» الرابطة الثانية بعد تجربة دامت موسمين فقط.
إلى ذلك فإن اتحاد عنابة حقق الأهم من تنقله إلى الخروب، أين أحرز نقطة ثمينة وضعته بنسبة كبيرة جدا خارج دائرة الحسابات، لأن معطيات معادلة السقوط كانت تضع «الطلبة» بحاجة إلى فوز داخل الديار أمام وفاق سور الغزلان في الجولة الختامية، وهو الشرط الذي مازال مطروحا بالنسبة لأبناء «بونة»، حتى بعد التعادل في الخروب، وعليه فإن العنابيين سيلعبون مصيرهم في آخر جولة، والوضعية الراهنة تبقيهم في طريق مفتوح لبلوغ بر الأمان. ما قيل عن اتحاد عنابة، ينطبق على أولمبي المقرن، الذي تنصبه الحسابات في خانة رابع طرف في معادلة السقوط، لأنه مازال على بعد نقطة من عتبة النجاة، ويحتاج إلى تعادل في عقر الديار في آخر جولة، عند استضافة جمعية الخروب، لأن الأولمبي فشل أمس، في سفريته إلى خميس الخشنة، حيث انهزم بهدف بن موسى في منتصف المرحلة الثانية، الأمر الذي أبقى تشكيلة المدرب صحراوي، بحاجة إلى تعادل لترسيم البقاء.
بالموازاة مع ذلك، فإن اتحاد الحراش ضمن البقاء رسميا في الرابطة الثانية لموسم آخر، وهذا عقب فوزه أمس على مولودية قسنطينة، بهدف سجله لعور في أواخر الشوط الأول من ضربة جزاء، قبل أن يوقع زميله قادري هدف الاطمئنان وترسيم النجاة، بالخروج نهائيا من دائرة الحسابات.
على صعيد آخر، فإن مولودية باتنة عززت مركزها في الوصافة، وواصلت سلسلة الانتصارات المتتالية بالفوز على مولودية العلمة بهدفي مرجة وهداف البطولة غضبان، بينما انقاد نادي التلاغمة إلى هزيمة هي الأولى له على يد اتحاد ورقلة في مواجهة أخذ فيها أهل الدار الأسبقية مبكرا بثنائية سايح وزاوي في المرحلة الأولى، قبل أن يقلص عبيد النتيجة للضيوف. ص / فرطاس
