أكدت النتائج المحققة في الرابطة المحترفة والقسم الثاني هواة خلال الموسم الكروي الذي يشارف على الانتهاء، تغير خارطة كرة القدم الجزائرية، بعدما انقلبت الكثير من المعطيات أين أصبحت أندية كانت قبل سنوات قليلة تتذوق «بريستيج» الاحتراف وأخرى نافست في رابطة أبطال إفريقيا وكأس الكاف وتوجت بلقب كأس الجمهورية، تعاني اليوم في جحيم قسم ما بين الرابطات.
إعداد: حاتم بن كحول
ووجد 14 ناديا شاركوا في المحترف الأول أنفسهم في جحيم ما بين الرابطات حاليا، ويتعلق الأمر بكل من أهلي البرج، شبيبة سكيكدة، جمعية عين مليلة، شباب عين فكرون، مولودية العلمة، مولودية وشبيبة بجاية، ودفاع تاجنانت الذي زال نهائيا بسبب مشاكل مادية، إضافة إلى اتحاد بلعباس، مولودية سعيدة، وداد تلمسان، سريع غيليزان، أولمبي المدية واتحاد البليدة، وكانت مواسم هذه الأندية في المحترف الأول متوسطة إلى ضعيفة لبعضها، ورائعة لبعضها الآخر على غرار مولودية وشبيبة بجاية، اتحاد بلعباس ومولودية العلمة، الذين تمكنوا من المشاركة في منافسات إفريقية، بل وتمكن «الموب» و«المكرة» من التتويج بلقب كأس الجمهورية سنتي 2015 و2018 على التوالي.
وحقق أولمبي أقبو في ختام الموسم، الصعود إلى الرابطة المحترفة لأول مرة في تاريخه، ليكرس بذلك تغيير خارطة كرة القدم المحلية، خاصة وأنه جاء على حساب أندية عريقة وأخرى نافست في الرابطة الأولى من قبل، على غرار اتحاد عنابة، اتحاد الحراش، مولودية قسنطينة، شباب باتنة وجمعية الخروب، وغيرها من الأندية القوية في وقت سابق، وليلتحق بذلك بأندية لم تتعود في سنوات سابقة التواجد في قسم الأضواء على غرار مولودية البيض، اتحاد خنشلة، نجم مقرة ونجم بن عكنون الذي يصارع على تفادي السقوط.
العلمة وعين مليلة وأولمبي المدية آخر الضحايا
صنعت هوية الأندية النازلة إلى قسم ما بين الرابطات الحدث خلال الموسم الكروي المنتهي مؤخرا، خاصة وأن الفرق المعنية كانت تنافس قبل سنوات قليلة فقط في المحترف على غرار جمعية عين مليلة ومولودية العلمة، هذه الأخيرة شاركت في رابطة أبطال إفريقيا قبل 8 سنوات، ليجد هذا الفريق نفسه اليوم يلعب في قسم ما بين الرابطات. وتتخبط اليوم، العشرات من الأندية في قسم ما بين الرابطات رغم أنها كانت في الأمس القريب، تنافس أقوى الفرق الجزائرية في الرابطة المحترفة، لتتغير هوية الأندية المنافسة في قسم الأضواء، بعد تغير العديد من المعطيات التي صبت في صالح فرق وتسببت في انهيار أخرى، ليكون السبب الأول والمباشر، هو ضعف التسيير من الإدارات المتعاقبة على الأندية المعنية التي دخلت في حالة إفلاس.
وحققت بعض الأندية الصعود في عدة مواسم متتالية وصولا إلى الرابطة المحترفة الأولى، ولكن الغريب أن سقوطها كان مشابها لصعودها بعد أن تقهقرت من قسم إلى آخر في سنوات متتالية، على غرار شباب عين فكرون ودفاع تاجنانت وأهلي البرج في الجهة الشرقية، واتحاد بلعباس ووداد تلمسان ومولودية سعيدة وسريع غليزان في الجهة الغربية.
وسقط ناديان من القسم الثاني هواة «وسط - شرق» إلى قسم ما بين الرابطات خلال الموسم الكروي الحالي، بعد أن نافسا في المحترف الأول، ويتعلق الأمر بكل من مولودية العلمة وجمعية عين مليلة، وفريق أولمبي المدية من القسم الثاني هواة «وسط - غرب»، وهي أندية كان يحسب لها ألف حساب أثناء تواجدها في المحترف الأول قبل سنوات قليلة، لتكون هذه الأندية آخر من نافس في المحترف الأول، سينشط في قسم ما بين الرابطات.
6 أندية نافست في أول مواسم الاحتراف تعاني في الأقسام السفلى
وانطلق الاحتراف في البطولة الجزائرية موسم 2010/2011، وكان قسم الأضواء، حينها يتكون من عدة أندية قوية كان لها شرف التواجد في أول مواسم الاحتراف، إلا أن وضعيتها الحالية تثير الاستغراب، حيث تنافس اليوم في قسم ما بين الرابطات، ويتعلق الأمر بستة أندية كاملة شكلت قوام المحترف الأول، وهي مولودية سعيدة، وداد تلمسان، اتحاد البليدة، أهلي برج بوعريريج، مولودية العلمة وشبيبة بجاية، هذه الأخيرة نافست البطل أولمبي الشلف على لقب البطولة حينها وظفرت بالمرتبة الثانية، ما مكنها من المشاركة في منافسة رابطة أبطال إفريقيا في الموسم الموالي.ونافس فريق شبيبة بجاية في الموسم الموالي 2011/2012 على لقب البطولة أيضا، وخسره في تلك الفترة بفارق الأهداف عن المتصدر وفاق سطيف، بعد إنهاء الفريقين الموسم بنفس الرصيد من النقاط، ليشارك النادي البجاوي للمرة الثانية تواليا في رابطة أبطال إفريقيا، وأدى مباريات قوية أمام أقوى الأندية الإفريقية، على غرار الترجي التونسي، إلا أنه يتواجد اليوم في قسم ما بين الرابطات ، ويخوض مباريات أمام فرق مغمورة.
قطبا بجاية والعلمة من المنافسة الإفريقية إلى فرق هاوية
وعرف موسم 2011/2012، تواجد عدة أندية في المحترف الأول تنافس اليوم في الأقسام السفلى، متمثلة في شبيبة بجاية، مولودية العلمة، مولودية سعيدة ووداد تلمسان، كما شاركت أندية حالية بقسم ما بين الرابطات في المحترف الأول موسم 2012/2013، متمثلة في مولودية العلمة، شبيبة بجاية، أهلي البرج، وداد تلمسان واتحاد بلعباس.وتمكن فريق مولودية العلمة من احتلال المرتبة الرابعة في موسم 2013/2014، ما مكنه من المشاركة في رابطة أبطال إفريقيا بعد تسليط الكاف، لعقوبة الإبعاد على نادي شبيبة القبائل، ليكون بذلك مولودية العلمة ثالث فريق جزائري يشارك في هذه المنافسة بعد اتحاد العاصمة بطل الجزائر ووفاق سطيف صاحب التاج الإفريقي حينها، وأدى زملاء المهاجم قادري حينها مباريات في المستوى وخاصة أمام المريخ السوداني، كما شارك في المحترف الأول، وقتها كل من شبيبة ومولودية بجاية، أهلي البرج وشباب عين فكرون، وكلها أندية تنافس اليوم في الأقسام السفلى.
وعرف موسم 2014/2015 مشاركة قوية في المحترف الأول بالنسبة للأندية الهاوية حاليا، بعدما حقق فريق مولودية بجاية المرتبة الثانية متخلفا عن وفاق سطيف بطل إفريقيا حينها بفارق نقطة واحدة فقط، كما شارك بقسم الأضواء في ذلك الموسم كل من مولودية العلمة واتحاد بلعباس، وتواجدت 4 أندية هاوية حاليا في القسم الأول بموسم 2015/2016، متمثلة في مولودية بجاية ودفاع تاجنانت وسريع غيلزان واتحاد البليدة.
وكان موسم 2016/2017 مميزا جدا بالنسبة لفريق مولودية بجاية الذي ينشط حاليا في قسم ما بين الرابطات، بعد أن تمكن من تنشيط نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، وخسره أمام العملاق الكونغولي مازيمبي بعد تعادله إيجابا في لقاء الذهاب بملعب مصطفى تشاكر بهدف لمثله وانهياره في العودة بلوبومباشي برباعية مقابل هدف وحيد، كما شارك الفريق البجاوي في دور المجموعتين برابطة أبطال إفريقيا قبل التحول إلى منافسة الكاف.
اتحاد بلعباس تدحرج بعد كسب لقبين في موسم واحد
كما تمكن خلال الموسم المذكور، فريق اتحاد بلعباس من احتلال المرتبة الرابعة، ما خول له المشاركة في كأس الكاف سنة 2018، وتمكن هذا النادي في نفس السنة من التتويج بلقبين محليين ويتعلق الأمر بكأس الجمهورية على حساب شبيبة القبائل وكأس السوبر على حساب شباب قسنطينة البطل، وضم المحترف الأول خلال هذا الموسم كل من دفاع تاجنانت وأولمبي المدية وسريع غليزان ومولودية بجاية.
وتوالت مشاركات الأندية الهاوية في قسم ما بين الرابطات في المحترف الأول خلال المواسم الماضية، على غرار اتحاد بلعباس، دفاع تاجنانت، أولمبي المدية واتحاد البليدة موسم 2017/2018، ثم أهلي البرج، جمعية عين مليلة، اتحاد بلعباس، مولودية بجاية، أولمبي المدية ودفاع تاجنانت موسم 2018/2019، ومشاركة جمعية عين مليلة واتحاد بلعباس وأهلي البرج موسم 2019/2020، وأولمبي المدية، سريع غليزان، وداد تلمسان، عين مليلة، بلعباس، أهلي البرج وشبيبة سكيكدة موسم 2020/2021، ليكون موسم 2021/2022 آخر موسم يعرف مشاركة الأندية الهاوية حاليا، ويتعلق الأمر بكل من أولمبي المدية وسريع غليزان ووداد تلمسان.
وحققت أندية لم تتعود على التواجد في المحترف، الصعود للمنافسة في هذا القسم بشكل سريع، إلا أنها سرعان ما عادت إلى الأقسام السفلى على غرار جمعية عين مليلة، سريع غليزان، دفاع تاجنانت، شباب عين فكرون وغيرها، إلا أن بعض التجارب أثبتت نجاح تسيير الإدارة رغم صعوبة المأمورية في قسم يضم خيرة الأندية الجزائرية، ويتعلق الأمر بكل من شبيبة الساورة ومولودية البيض، اتحاد خنشلة ونجم مقرة.
تغيرات في خارطة كرة القدم الجزائرية منذ عهد الاحتراف
صعدت أندية إلى القسم الأول لأول مرة، فيما اختفت أخرى ما يؤكد أن خارطة كرة القدم الجزائرية، تغيرت كثيرا مقارنة بما كانت عليه قبل سنوات وخاصة أثناء عهد الاحتراف، حيث سجلت أندية غير معروفة وجودها في الرابطة المحترفة الأولى بداية من شبيبة الساورة السباقة لصنع المفاجأة سنة 2012/2013 بعد تحقيق سلسلة من النجاحات اختتمتها بالتواجد في قسم الأضواء، ولم تسقط منذ ذلك الحين بل أصحبت تنافس على المراتب الأولى وشاركت في المنافسات القارية عدة مرات على غرار رابطة الأبطال وكأس الكاف، كما تعد أندية اتحاد خنشلة ومولودية البيض ونجم مقرة مثالا يحتذى به، بعد صمودها في المحترف الأول الذي يضم خيرة الأندية الجزائرية، وذلك بفضل التسيير الجيد للإدارات المسيرة لها.
ومن جهة أخرى، سجلت بعض الأندية حضورها في الرابطة الأولى بعد تحقيقها لسلسة من الصعود من قسم إلى آخر، ولكنها سرعان ما عادت إلى الأقسام السفلى ولم تعمر طويلا في قسم الأضواء، على غرار جمعية عين مليلة، سريع غليزان، دفاع تاجنانت، شباب عين فكرون وغيرها.
وبلغ عدد الأندية الهاوية حاليا، المشاركة في وقت سابق في بطولة المحترف الأول 22 ناديا، وهم نصر حسين داي، اتحاد بلعباس، دفاع تاجنانت، أولمبي المدية، اتحاد الحراش، اتحاد البليدة، شبيبة بجاية، مولودية بجاية، جمعية الخروب، مولودية سعيدة، وداد تلمسان، مولودية العلمة، اتحاد عنابة، أهلي البرج، شباب باتنة، أولمبي المدية، جمعية عين مليلة، شباب عين فكرون، أمل الأربعاء، سريع غليزان، شبيبة سكيكدة، هلال شلغوم العيد.
في المقابل لم تتمكن أندية عريقة ونافست مطولا في قسم الأضواء وتذوقت طعم لقب البطولة، من المشاركة في المحترف الأول منذ اعتماد الاحتراف موسم 2010/2011، ويتعلق الأمر بكل من رائد القبة، مولودية قسنطينة، اتحاد الشاوية، غالي معسكر، كما تعاني أندية سبق لها اللعب في القسم الأول، حاليا في الأقسام السفلى على غرار ترجي قالمة، وفاق القل، اتحاد سطيف، حمراء عنابة، أولمبي العناصر، شبيبة سكيكدة، اتحاد تبسة وغيرها.
