الأحد 6 أكتوبر 2024 الموافق لـ 2 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

النسخة 57 لمنافسة كأس الجزائر تحت المجهر: بلوزداد يجسّد السيطرة "العاصمية" مع كسب عدة رهانات

ضرب شباب بلوزداد من خلال تتويجه بالنسخة 57 لمنافسة كأس الجزائر بعدة عصافير بحجر واحد، لأن هذا الإنجاز مكنه من تصدر لائحة المتوجين والتخلص من شراكة 3 منافسين آخرين، مع قطع الطريق أمام المولودية العاصمية لاعتلاء صدارة "أبطال الكأس"، فضلا عن حرمان "الشناوة" من تحقيق "الثنائية" للمرة الثانية في تاريخهم، ليبقى أبناء "العقيبة" الأكثر "مزاوجة" بين لقبي البطولة والكأس في نفس الموسم، بصرف النظر عن نجاحهم في مواصلة المشوار بنفس "الديناميكية"، بإحراز لقب على الأقل كل موسم خلال المواسم الستة الأخيرة، مع تحقيق اللقب السابع في عهدة الاحتراف، وقد شاءت الصدف أن يكون في آخر 8 سنوات، لأنه ومنذ سنة 2017 كان شباب بلوزداد ضمن قائمة "الأبطال" بتتويج في إحدى المنافستين، والاستثناء في هذه الفترة "الذهبية" كان في سنة 2018.

قراءة: صالح فرطاس

الطبعة 57 لمنافسة كأس الجزائر، لم تخرج في منعرجاتها الأخيرة عن المألوف، بالمقارنة مع آخر نسختين، لأن تركيبة المربع الذهبي كانت كلها من الرابطة المحترفة، في "سيناريو" أبقى الدور ربع النهائي أقصى محطة لمغامرة "الهواة" مع "السيدة المدللة"، ولو أن آخر ظهور للصغار في نصف النهائي كان في أفريل 2018، لما بصم فريق شبيبة الزاوية الناشط في بطولة ما بين الجهات على انجاز تاريخي، وأقصي على يد اتحاد بلعباس، في حين أن اتحاد سطيف يعد آخر فريق من قسم ما بين الجهات نشط النهائي، وكان ذلك في سنة 2018، عندما خسرت "القرونة" الرهان، وانهزمت أمام جمعية الشلف، بينما يبقى الانجاز الذي حققه شباب بني ثور "تاريخيا" ويصنع "الاستثناء" في سجل المنافسة، لأنه الفريق الوحيد الذي عانق "السيدة المدللة" وكان ينشط في الوطني الثاني، وهذا سنة 2000.
نهائي نسخة 2024 ، كان من تنشيط البطل ووصيفه في الترتيب النهائي لبطولة الرابطة المحترفة، لأن مولودية الجزائر بلغت المباراة النهائية لعاشر مرة في تاريخها، ومسعاها كان البحث عن "الدوبلي"، لتكرار انجاز 1976، في حين كان شباب بلوزداد يراهن على التتويج بالكأس لإنقاذ موسمه، سيما وأنه تنازل عن لقب البطولة الذي كان قد احتكره لأربعة مواسم متتالية، بصرف النظر عن أن كل فريق كان يريد التربع بمفرده على لائحة المتوجين بالكأس، وهو أمر كان بمثابة قاسم مشتركة، لأن القائمة كانت رباعية، وعليه فإن الهدف الذي أمضاه المدافع كداد كان "حاسما"، ولو أنه الوحيد في ثالث مواجهة رسمية جمعت الفريقين هذا الموسم، على اعتبار أن موقعتي الذهاب والإياب بين الطرفين في البطولة انتهتا دون اهتزاز الشباك.
"الصغار" خارج دائرة البروز وتلمسان تحفظ ماء الوجه
إلى ذلك، فإن تتويج بلوزداد عبر "الكلاسيكو" العاصمي كان المشهد الختامي لطبعة فقدان "الهواة" لمكانتهم في منافسة كانت وإلى وقت ليس ببعيد بمثابة الفرصة المواتية للأندية المصنفة في خانة "الصغار" من أجل البروز، وسرقة الأضواء، لأن المرحلة الوطنية للنسخة 57 كانت من تنشيط 64 فريقا، لكن بحضور جد محتشم لفرق الجهوي، حيث حمل جيل سيدي سالم راية تمثيل فرق الجهوي الأول في الدور 32، وقد كان الوحيد عن هذا القسم، وتوقفت مغامرته ببلعباس، على يد شباب بن باديس، في حين كان أمل حيدرة ومولودية أولاد يعيش ممثلان للجهوي الأول، وقد شاءت الصدف أن يكون قاسم مشترك بين هذا الثنائي، بالإقصاء على يد شبيبة جيجل، لأن المولودية انهزمت في الدور 32 أمام "النمرة" ونجاح "الحاك" في بلوغ الدور 16 جعله يتجرع مرارة الإقصاء داخل الديار على يد "الجواجلة"، وعليه فإن المنافسة بداية من ثمن النهائي اقتصرت على تمثيل المستويات الثلاثة الأعلى في الهرم الكروي الوطني.
وفي ذات السياق، فإن وداد تلمسان كان أصغر "سفير" يبلغ أدوار متقدمة في هذه الطبعة، لأن "الزيانيين" الذين فقدوا مكانتهم مع "الكبار"، بالسقوط الحر إلى قسم ما بين الرابطات استغلوا فرصة الكأس للظهور مجددا في الساحة، وهم الذين لهم تقاليد في هذه المنافسة، كونهم توجوا بها مرتين، وقد توقفت مغامرتهم هذه المرة أمام مولودية الجزائر في ربع النهائي، ليكون الفريق الوحيد من بطولة ما بين الجهات الذي وصل إلى دور "الأضواء"، من أصل 26 فريقا من هذا القسم كانوا قد تمكنوا من تخطي عقبة الأدوار الجهوية، بينما كان ترجي مستغانم أفضل ممثل لأندية الرابطة الثانية، لأنه راهن على استعادة ذكريات ستينيات القرن الماضي، لما نشط النهائي في نسختين، غير ان هذا الحلم تبخر في ربع النهائي على يد منافس كان في نهاية المشوار بطلا للطبعة.
المربع الذهبي بتركيبة "بوديوم" البطولة وزبائن يواصلون الغياب
على صعيد آخر فإن النسخة 57 وإن كانت بنهائي بين البطل ووصيفه من البطولة فإنها في ذات الصدد وضعت رباعي المقدمة في ترتيب الرابطة المحترفة وجها لوجه في المربع الذهبي، ببلوغ شباب قسنطينة نصف النهائي لخامس مرة في تاريخه، ولو أنه فشل في تخطي هذه العتبة، وتجرع مرارة الإقصاء على يد مولودية الجزائر، بينما توقفت مغامرة "الاختصاصي" اتحاد الجزائر في المربع الذهبي للمرة الرابعة في تاريخه، من أصل 21 نسخة يدرك فيها هذه المحطة المتقدمة جدا، رغم أن أبناء "سوسطارة" لم يتخطوا عقبة ثمن النهائي منذ عشرية من الزمن، ليكون النهائي بين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد هو الأول الذي يجمع الفريقين في تاريخ المنافسة، وقد سبق لهذا الثنائي أن تواجد جنبا إلى جنب في المربع الذهبي مرة واحدة فقط، كان في سنة 2017.
من هذا المنطلق، وفي ظل فشل شباب قسنطينة في تحقيق انجازه التاريخي، وتنشيط أول نهائي في مشواره، فإن بطل هذا النسخة كان سينفرد آليا بصدارة لائحة الأبطال، بإحراز الكأس التاسعة في مشواره، مادامت هذه الطبعة قد عرفت خروج حامل اللقب، فريق جمعية الشلف مبكرا، بتوقف رحلة الدفاع عن لقبه في الدور 16، داخل الديار أمام اتحاد بسكرة، مع إقصاء مبكر أيضا لمنشطين تقليديين في هذه المنافسة، في صورة وفاق سطيف، صاحب التتويجات الثمانية، والذي ودع المنافسة من دور 16، أمام شباب قسنطينة، بركلات الترجيح، ليبقى "النسر الأسود" خارج لائحة الأبطال في كأس الجزائر منذ 12 سنة، وآخر ظهور قوي له في هذه المنافسة كان نهائي 2017، والأمر ذاته ينطبق على شبيبة القبائل، التي أقصيت من أول دور، لأن القرعة أوقعتها مع شباب بلوزداد في الدور 32، فكان "الكناري" من بين رباعي الرابطة المحترفة الذي ودع المنافسة في مستهل المرحلة التصفوية الوطنية، رفقة كل من الاتحاد السوفي، نجم مقرة ومولودية البيض، رغم أن الفريق القبائلي غاب عن التتويجات منذ أزيد من عشرية من الزمن، ولقبه الوحيد في عهد "الاحتراف" يقتصر على التتويج بالكأس لسنة 2011، وهي الأولى منذ اعتماد قانون الاحتراف في البطولة الوطنية.
"سوسطارة" الأكثر تهديفا وركلات الحظ تحسم 14 تأشيرة
وبلغة الأرقام، فإن النسخة 57 لمنافسة كأس الجزائر شهدت في مرحلتها الوطنية إجراء 63 مقابلة، وعرفت تسجيل 163 هدفا، كانت أعلى حصة منها لاتحاد الجزائر، الذي دك شباك الرويسات بنتيجة (8 / 0)، ثم فاتورة رائد بوقاعة بهدف أقل، مع تدشين المشوار بالسرعة الخامسة أمام اتحاد بوخضرة، وهي فرق كلها من قسم ما بين الجهات، في حين امتلك شباب بلوزداد ومولودية الجزائر أقوى دفاع في المنافسة، لأن كل فريق تلقى 4 أهداف فقط، وقد تميزت الأدوار الثلاثة الأولى بتمرد الكثير من الفرق على كرم الضيافة، لأن نظام المنافسة منح الأفضلية للفريق المسحوب أولا من الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، والدور 32 عرف نجاح 13 فريقا في العودة بتأشيرات التأهل من خارج القواعد، بينما كان التساوي بين الزوار والمحليين في حصيلة التذاكر في الدور 16، لتكون الأفضلية مرة أخرى طفيفة لأهل الدار في ثمن النهائي، بخمس تأشيرات مقابل 3، ونظام تسيير المنافسة كان بداية من ربع النهائي بالبرمجة بملاعب محايدة، تم الاعلان عنها مسبقا، فضلا عن دخول تقنية "الفار" مرحلة الخدمة، وهي التقنية التي كان لها دور بارز في 3 لقاءات، منها مباراة شباب بلوزداد وترجي مستغانم بقسنطينة في ربع النهائي، وكذا لقاء اتحاد بسكرة واتحاد الجزائر بعنابة في نفس الدور، لتبقى مقابلة نصف النهائي بين مولودية الجزائر وشباب قسنطينة الأهم، وتقنية "الفيديو" لعبت دورا هاما في تحديد نتيجتها.
من جهة أخرى، فإن الفوارق كانت واضحة في العديد من مباريات الدور 32، بدليل انتهاء 28 مقابلة في وقتها الرسمي بالتعرف على هوية المتأهل، في حين كانت التنافس أكثر حدة في الدور 16، والذي شهد الاحتكام إلى ضربات الحظ في 6 لقاءات، مع انتهاء نصف المباريات دون فائز، والإيقاع ذاته سار على وقعه ربع النهائي، لأن الفصل في مصير التأهل كان بركلات الترجيح في مقابلتين، وقد كانت أطول سلسلة في هذه النسخة في مباراة ترجي مستغانم ونصر حسين داي، لما نفذ كل فريق 15 ضربة، كما بصم حارس وداد تلمسان على انجاز تاريخي في لقاء الدور ثمن النهائي أمام شبيبة عزازقة بتصديه لخمس ركلات، وفريقه تأهل بضربة واحدة كانت ناجحة، لتكون الحصيلة الإجمالية لهذه الطبعة انتهاء 45 مقابلة في الوقت الرسمي، ونجاح 04 فرق في التأهل خلال الشوطين الإضافيين، من بينهم مولودية الجزائر في نصف النهائي أمام شباب قسنطينة، بينما كان الحسم بركلات الترجيح في 14 مباراة. ص / ف

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com