شكّلت قضية اعتمادات الملاعب والظروف التي تجرى فيها المباريات واحدا من أبرز المحاور لجلسة العمل التي جمعت أول أمس اللجنة المكلفة بتسيير الرابطة الوطنية للهواة برؤساء وممثلي الأندية، لأن مسؤولي الرابطة أكدوا بأن التطبيق الصارم للقوانين يبقى الخيار الحتمي والوحيد، وأن التصدي لظاهرة العنف في الملاعب يستوجب المرور إلى عمليات أخرى، تندرج كلها ضمن المخطط الذي سطرته وزارة الشباب والرياضة، والرامي إلى التقليل من الخطر الذي أصبح يشكله هذا الشبح، خاصة بعد الأرقام التي سجلتها الموسم المنصرم لجان الانضباط على مستوى مختلف الرابطات. وأشار عضو المكتب الفيدرالي أحمد خرشي، بصفته المكلف بتسيير شؤون الرابطة الوطنية للهواة في مداخلته إلى أن اللوائح التنظيمية التي اعتمدتها الفاف تحسبا للموسم الكروي القادم واضحة، وأن تأهيل أي ملعب يمر عبر استيفاء جملة من الشروط، من أبرزها ضرورة توفر 4 حجرات للملابس مخصصة للفرق، إضافة إلى غرفة الرسميين والحكام، فضلا عن طاقة الاستيعاب، والتي لا يجب أن تقل عن 4 آلاف متفرج على مستوى المدرجات، لأن الرابطة ـ كما قال ـ « ستنطلق في عملية المعاينة يوم 12 أوت الجاري، وذلك بإيفاد لجان فرعية تابعة لها إلى كل الملاعب، بغية الوقوف على النقائص المسجلة، ومنح فرصة لمسؤولي النوادي للتنسيق مع السلطات المحلية، لرفع التحفظات المسجلة قبل الموعد المحدد لانطلاق المنافسة، مادامت الفاف قد قررت رفع الستار عن بطولة الموسم القادم يوم 21 سبتمبر 2024.
وفي نفس السياق فقد تم التأكيد على ضرورة تفعيل لجان الأنصار على مستوى كل الفرق، عملا بنص التعليمة الوزارية الصادرة منذ أسبوعين، والتي جاءت في شكل تذكير بالمادة 20 من القانون 13- 05، المؤرخ في 23 جويلية 2013، المتعلق بتنظيم الأنشطة البدنية والرياضية، لأن هذا النص القانوني يضع لجان الأنصار على مستوى النوادي والجمعيات المنظمة لمختلف التظاهرات الرياضية ضمن الشروط الإلزامية، مع حتمية موافاة الوزارة الوصية بتركيبة كل اللجان بصفة دورية، حتى يتسنى للوصاية إعداد بطاقية وطنية لهذه اللجان المهيكلة، وعليه فإن رابطة الهواة طلبت من رؤساء فرق الوطني الثاني تجسيد هذا الإجراء قبل انطلاق الموسم الجديد، تماشيا والتعليمة الوزارية. من جهة أخرى فقد تمت مناقشة التحديثات التي أدخلتها الاتحادية على المنصة الرقمية «فاف كوناكت»، والتي تلقي بكامل المسؤولية على النادي، خاصة في الشق المتعلق بالمعلومات التي يتم تسجيلها في كل عملية، لأن المكتب الفيدرالي قرر جعل هذه المنصة الفضاء الإداري الوحيد في التعامل بين الأندية والرابطات، وذلك بإيداع ملف الإنخراط «إلكترونيا»، فضلا عن طلب تأهيل اللاعبين والمدربين ومختلف أعضاء الطواقم، وهي خطوات دفعت بالفاف إلى «استحداث» رقم تعريفي لكل ناد، يتم الحصول عليه بعد استكمال كافة الإجراءات المقترنة بالانخراط، سواء تجديد المكتب المسير، تزامنا مع عهدة أولمبية جديدة، أو ملف الانخراط بشقيه الإداري والمالي، على أن يتم تحديد هوية كل عضو مكلف بالإشراف على المنصة بالنسبة لكل فريق. على صعيد آخر فقد استغل رؤساء الأندية هذه الفرصة لطلب العديد من الانشغالات، والتي صبت في مجملها حول التحكيم، تنظيم المنافسة، محافظي المباريات وبطولة الشبان، وقد كانت من بين المقترحات التي تم تقديمها إعادة النظر في نظام بطولة الرديف، واقتراح تقسيم الأندية على 3 أفواج، لتقليص حجم المصاريف، إضافة إلى مقترح إدراج فرق الوطني الثاني ضمن قائمة منشطي كأس الرابطة، وهي المنافسة التي يعتزم المكتب الفيدرالي بعثها بصورة دورية، كما تقدم أعضاء المتدخلين بمقترح إلغاء قرار تنظيم مباريات كأس الجزائر للأصناف الشبانية في ملاعب محايدة، مع الاستفسار عن موعد تنظيم الجمعية العامة الانتخابية للرابطة، ليكون رد المسؤول عن تسيير هذه الهيئة بالتأكيد على أنه سينقل هذه المقترحات والانشغالات لطرحها على طاولة النقاش خلال الاجتماع المقبل للمكتب الفيدرالي.
ص/ فرطاس