ستكون القلوب مشدودة زوال اليوم، بداية من الساعة 14.40 نحو نهائي جهاز المتوازي ( اختصاص الجمباز الفني) الذي ستشارك فيه «الفراشة» الجزائرية كيليا نمور، وكلها عزم على كتابة التاريخ والمجد، كيف لا وهي قد تصبح أول جمبازية عربية وإفريقية تعتلي منصة التتويج في تاريخ الألعاب الأولمبية.
نمور التي كسبت احترام الجميع، خلال نهائي الفردي العام المقام الخميس الفارط، عقب إنهائها المسابقة في المركز الخامس، تضعها كل المعطيات الحالية، المرشحة الأبرز للفوز بالميدالية الذهبية اليوم، كونها ستتنافس في اختصاصها المفضل الذي تتسيّده بالطول والعرض، مُتفوقة على بقية البطلات العالميات، في صورة الأمريكية «الأسطورة» سيمون بيلز (المتوّجة بذهبية الفردي العام)، والبرازيلية ريبيكا أندرادي، دون نسيان بطلة ألعاب طوكيو سونيسا لي.
وحسب التوقعات المبدئية، فإن صاحبة 17 عاما أمام فرصة لا تُعوّض للفوز بالمعدن النفيس، خصوصا وأنها من الناحية التقنية تعتبر الأفضل في العالم في مسابقة العارضتين المتوازيتين مختلفتي الارتفاعات، ويكفي أنها اخترعت حركة سماها أهل الاختصاص باسمها « نمور»، وهي الوحيدة التي تستطيع تأديتها من بين جميع المشاركات في نهائي اليوم الذي سيكون محتدما، كما كان الحال في نهائي الفردي العام الخميس الماضي، والذي كانت خلاله البطلة الجزائرية قاب قوسين من اعتلاء البوديوم، لولا خطئها في جهاز عارضة التوازن.
وتحصلت نمور على أعلى تنقيط من لجنة التحكيم في هذا الاختصاص (جهاز المتوازي)، خلال نهائي الفردي العام الذي أقيم في الفاتح من أوت، وتفوقت ابنة الجزائر حتى على البطلة الأمريكية الملقبة بأسطورة الجمباز الفني سيمون بيلز( 13.733)، كما كانت نمور الوحيدة في المحطة الختامية التي وصلت إلى عتبة 15 ألف نقطة من بين كل المشاركات، وإن كان أكبر تهديد لنمور، خلال نهائي اليوم سيكون من جانب الثنائي تشيوان تشيو (الصين لديها 15.066 في التصفيات)، وسونيسا لي (الولايات المتحدة حققت 14.866 في نهائي الفردي العام)، دون نسيان الإيطالية داماتو صاحبة 14.800، وهي نتائج لا ترقى إلى تلك المحققة من طرف بطلتنا الجزائرية، غير أن الحذر يبقى مطلوبا في نهائيات من هذا النوع، والتي تتطلب الحضور الذهني والتركيز التام في أداء الحركات.
ومما لا شك فيه لو تبصم نمور على نفس الأداء الراقي المقدم، خلال التصفيات ونهائي الفردي على مستوى جهاز المتوازي، ستعتلي منصة التتويج دون شك، على اعتبار أنها قد تحصلت على علامة 15.600، خلال أول ظهور لها في أولمبياد باريس، قبل أن تنال 15.533نقطة في نهائي الخميس الماضي. وتعلق الآمال على «الفراشة» نمور، لعودة الجزائر إلى منصات التتويج من جديد في الألعاب الأولمبية، بعد غياب دام ثمان سنوات كاملة ( ريو)، وما يجعل التفاؤل كبيرا بخصوص إمكانية نجاح كيليا في تحقيق هذا المبتغى نتائجها المذهلة في هذا الاختصاص، وهي المتوجة ب3 ذهبيات في بطولات كأس العالم (كوتبوس الألمانية 15.433، وباكو الأذرية 15.433، والدوحة القطرية 15.366 ).
نمور: سأقاتل من أجل ميدالية لبلدي
وقالت كيليا نمور في تصريحات صحفية عن موعد اليوم الذي تتطلع فيه لكتابة التاريخ والمجد: « أركز كثيرا على نهائي الأحد، وهذا كان هدفي منذ بداية الألعاب الأولمبية الحالية، وسأقاتل من أجل ميدالية لبلدي وأنا قادرة على تقديم الأفضل». وكانت صاحبة ذهبية الفردي العام الأسطورة سيمون بيلز، قد تحدثت عن كيليا وتميزها في جهاز المتوازي، وقالت: « لقد شعرت بخيبة أمل، بعد أدائي على جهاز المتوازي في البطولة، أنا لست الأفضل في هذا الجهاز، ولست كيليا، ولكنني لا أزال أدير الأمور بشكل طبيعي، فهذا ليس مستواي على هذا الجهاز، وأنا أفضل من ذلك عادة».
سمير. ك
