بلغ جمال سجاتي نصف نهائي سباق 800 متر ضمن دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، بعد حلوله صبيحة أمس، في صدارة التصفية الرابعة بتوقيت (1.45.84) بفارق معتبر عن رقمه الشخصي، ولو أن ذلك منتظر، على اعتبار أن ابن مدينة تيارت بحث عن تسيير السباق بأقل مجهود للحفاظ على مخزونه البدني، تحسبا للدورين النصف النهائي والنهائي المقررين الجمعة والسبت.
ومنح سجاتي في أول ظهور له بألعاب باريس الانطباع بأنه سيكون منافسا شرسا على الميدالية الذهبية، وهو الذي بصم على مشاركة مثالية، حيث ركض بأريحية وسيّر السباق بخبرة، مع الانفلات من المحاصرة في الوقت المناسب، والإنهاء بالسرعة المطلوبة، التي وضعته في صدارة المجموعة الثانية التي تأهل منها أيضا العداء البريطاني جيلز (1.45.93) والأمريكي كسيلير ( 1.46.15).
وبناء على ما قدمه سجاتي في التصفية الرابعة أمس، فإن حظوظه تبدو جد وفيرة في المنافسة على المعدن النفس، بالموازاة مع الأرقام المذهلة التي بصم عليها هذه السنة، والتي حقق خلالها أحسن نتيجة عالمية بتوقيت ( 1.41.46).
ويعلق الجزائريون الآمال على سجاتي لحفظ ماء وجه أم الألعاب، التي لطالما كانت الشمعة المضيئة في كل المشاركات السابقة، ويكفي أنها الأكثر تتويجا.وينتظر الجميع أن تُنهي الجزائر الأولمبياد بثلاث ذهبيات، مع اقتراب إيمان خليف من حصد الميدالية الثانية بعد تلك التي انتزعتها كيليا نمور من كبيرات اللعبة.
وعكس سجاتي الذي حقق المطلوب بأقل مجهود، عجز محمد علي قواند وسليمان مولى عن التأهل المباشر، لتبقى أمامهما فرصة وحيدة اليوم في السباق الاستدراكي، على أمل النجاح في مرافقة جمال للدور النصف النهائي، لا سيما وأن ذلك سيكون في صالح عدائي المنتخب الوطني، المطالبين بالتكاتف والتآزر أمام منافسيهم الكينيين المعروفين بأساليبهم الخبيثة في الإطاحة بأبرز الخصوم.
هذا، وأنهى الشاب محمد علي قواند (22 عاما) التصفية الثانية سابعا بتوقيت ( 1.47.34)، بينما كان التأهل من نصيب الفرنسي توال (1.45.13)، والإيرلندي أنجليش ( 1.45.15)، والبوتسواني ماساليلا (1.45.58)، فيما أنهى سليمان مولى بشكل مفاجئ وغريب التصفية السادسة في مؤخرة الترتيب بتوقيت ( 1.46.71)، وهو السباق الذي تأهل خلاله الثلاثي، الإسباني محمد عطاوي ( 1.44.81)، والأمريكي هوبل ( 1.45.24)، والبريطاني بورغن (1.45.36).
وفي المجموعة الأولى كان التأهل من نصيب البلجيكي كريستان (1.45.51) والكندي أروب ( 1.45.74) والأسترالي كرايغ (1.45.81)، أما المجموعة الثالثة تأهل منها الكيني وانيوني (1.44.64) والإيطالي تيكوسينو ( 1.44.80 ) والسويدي كرامار ( 1.44.93)، بينما في المجموعة الخامسة تأهل البريطاني باتيسون ( 1.45.56) والجنوب إفريقي بليسيس (1.45.73) والكيني كينيامال ( 1.45.86).
وبناء على نتائج المجموعات الست، اتضحت ولو نسبيا هوية الأسماء المنافسة على «البوديوم»، حيث سيجد سجاتي منافسة شرسة من العدائين المعروفين في هذا الاختصاص، يتقدمهم الكيني وانيوني، متصدر المجموعة الثالثة، والفرنسي توال المتأهل أولا ضمن المجموعة الثانية، والكندي أروب وصيف المجموعة الأولى، دون نسيان الإسباني عطاوي الذي قدم أداء قويا ضمن مجموعته الثانية.
سجاتي: أستهدف ميدالية جديدة للجزائر والعرب
وأعرب سجاتي عن سعادته بالتأهل بأقل مجهود للدور نصف النهائي، واعدا الجمهور الجزائري بتقديم كل ما يملك في سبيل انتزاع الذهب الأولمبي، وقال ابن مدينة تيارت في تصريحات صحفية عقب سباق صبيحة أمس:» الحمد لله هذا الفوز كان متوقعا، والآن سأحاول التحضير، والتركيز ذهنيا، من أجل الوصول للنهائي، وتحقيق ميدالية ذهبية جديدة للعرب والجزائر خاصة».
وتابع:» أمتلك أفضل توقيت هذا العام، وعلي أن أبرهن عن قدراتي باعتلاء منصة التتويج، وأهدي هذا التأهل لكل أفراد الجيش الوطني الشعبي الذي انتمي إليه، كما أهدي هذا الفوز أيضا للجمهور الجزائري الذي ساندني».
وعن إمكانية رؤيته فوق منصة التتويج رد بالقول:» عملت بجهد كبير من أجل التواجد في هذه الألعاب الأولمبية، والمشاركة في حد ذاتها هي حلم أي رياضي، وأنا هنا لتحقيق هذا الحلم، وإسعاد الشعب الجزائري، وصدقوني تمثيل الجزائر أمر كبير ومشرف، وأتمنى رؤية العلم الجزائري يرفرف هنا في سماء باريس، كما أدعو كل الشعب الجزائري لمساندتي بالدعاء».
سمير. ك