واصلت البطلة «الفولاذية» إيمان خليف قصتها المُلهمة في الألعاب الأولمبية باريس 2024، بعد تأهلها إلى نهائي الملاكمة سيدات وزن أقل من 66 كلغ، في إنجاز تاريخي بالنسبة للقفاز النسوي الجزائري والعربي والإفريقي.
خليف التي ضمت حاملة اللقب الأولمبي التايلاندية جانجام سوانافينغ إلى قائمة ضحاياها خلال هذه الألعاب بعد الإيطالية أنجيلا كاريني والمجرية أنا هاموري، ستكون على موعد سهرة الغد (سا 21.50) مع النهائي، عندما تلاقي بطلة العالم لعام 2023، والمصنفة الثانية عالميا الصينية يانغ ليو، في منازلة ستبحث من خلالها ابنة مدينة تيارت عن الفوز، الذي سيهديها الذهب الأولمبي.
ولن تكون مأمورية المبدعة خليف بالسهلة، عند ملاقاة الصينية يانغ ليو، التي أبانت هي الأخرى عن مستويات راقية، خلال هذه الدورة، بدليل فوزها بمنازلة نصف النهائي أمام التايوانية شين نين شين بإجماع القضاة، وإن كانت لكمات إيمان أكثر قوة حسب المختصين، وهي التي أجبرت الإيطالية كاريني على الانسحاب بعد 46 ثانية فقط، كما كانت قريبة من إسقاط منافستها التايلاندية جانجام بالضربة القاضية في الجولة الثالثة، التي اضطر فيها الحكم للتدخل.
وحققت خليف مكاسب بالجملة بوصولها للنهائي، فإلى جانب تعزيز فرصها في المنافسة على اللقب الأولمبي الثاني من نوعه بالنسبة للقفاز الجزائري، عقب تتويج المرحوم حسين سلطاني في أطلانطا عام 1996، تمكنت بطلتنا من صفع كل الحاقدين والمنتقدين، وفي مقدمتهم الاتحاد الدولي للملاكمة الذي كان وراء الحملة الشعواء التي استهدفتها قبل وأثناء ألعاب باريس، دون نسيان جُرمه باستبعادها من نهائي بطولة العالم بالهند 2023، والذي كانت ستلاقي خلاله منافستها الحالية في نهائي أولمبياد باريس، الصينية يانغ ليو. وأمام كل الهجمات والحملات المسيئة التي طالتها، ظلت المرأة الحديدية كما باتت تُلقب في كامل تركيزها، وهي التي بصمت على منازلات من الطراز الرفيع، حيث تخطت كل منافساتها باقتدار وامتياز وبإجماع الحكام، في نتيجة لم تحققها منافستها الصينية، التي تشير كل المعطيات أنها لن تقوى على مجاراة النسق العالي لإيمان، وإن كان الحذر يبقى مطلوبا في مثل هكذا مواعيد تاريخية.
وأصبحت خليف حديث العالم بأسره، بعد الشجاعة التي أظهرتها في مواجهة خصومها داخل الحلبة وخارجها، ويكفيها فخرا أنها الأكثر متابعة في الأولمبياد في رياضة الملاكمة، وهي التي لعبت منازلاتها الثلاث بقاعة ممتلئة عن آخرها، كلها تهتف باسم البطلة الجزائرية التي لم تخيب من أتى لمؤازرتها، مقدمة أداء خياليا يرشحها لإهداء الجزائر ميدالية ذهبية ثانية في باريس بعد تلك التي افتكتها الجوهرة نمور من منافساتها العالميات في رياضة الجمباز ( جهاز المتوازي).
وحظيت صاحبة 25 عاما بدعم ومساندة غير مسبوقة، بداية برئيس الجمهورية الذي هنأها بالوصول إلى النهائي، متمنيا لها التتويج بالذهب، وحرص على التأكيد من البداية بأن الدولة ستقف إلى جانبها مهما كانت نتائجها في الأولمبياد، مرورا بوزير الشبيبة والرياضة ومختلف الهيئات والجمعيات الرياضية، دون نسيان المشاهير في مختلف المجالات، ممن انتصروا لها في قضيتها ضد العنصرية والتطرف.
خليف: الحلم أصبح حقيقة والذهبية قادمة
وعدت البطلة إيمان خليف ببذل قصارى مجهوداتها في سبيل الفوز بالميدالية الذهبية غدا، مؤكدة أنها مطالبة بالحفاظ على تركيزها، إذا ما أرادت تخطي عقبة بطلة العالم الصينية يانغ ليو، وفي هذا الصدد قالت ابنة مدينة تيارت في تصريحاتها التي تلت منازلة النصف النهائي:» «فخورة بإنجازي الجديد، والحلم أصبح حقيقة الآن، وأظن أنني قدمت كل ما لدي، وأشكر الطاقم المشرف على تدريبي ( محمد شعوة وبيدرو دياز)، وإن شاء الله أكون عند مستوى التطلعات في النهائي الأغلى».
وتابعت إيمان تصريحاتها بخصوص موعد الغد:»الحمد لله الحلم يقترب، وإن شاء الله أقدم نهائيا في المستوى، وأكون مركزة على النزال، وهناك فريق خاص يقوم بالواجب النفسي اتجاهي لتفادي هذه الصدمة»، وأردفت قائلة: «أهم شيء أنني تأهلت إلى نهائي الأولمبياد، وأوجه تحياتي إلى والدتي ووالدي، وكل سكان قريتي الصغيرة وولاية تيارت، والشعب الجزائري ككل، وحقيقة الجمهور الجزائري فاجأني بحضوره القوي إلى قاعة «رولان غاروس» لتشجيعي ومؤازرتي، وأوجه له شكري الخاص، وأعده ببذل قصارى المجهودات في سبيل الفوز بالميدالية الذهبية».
الملاكمة الفرنسية سونفيكو تصرح
خليف ضحية صراع
أبدت الملاكمة الفرنسية إيميلي سونفيكو استغرابها الشديد من الحملة التي استهدفت الجزائرية إيمان خليف، مشيرة أن الأخيرة هي ضحية صراع خفي بين الاتحاد الدولي للملاكمة واللجنة الأولمبية الدولية، التي يترأسها توماس باخ.
وقالت الملاكمة الفرنسية التي سبق لها مواجهة خليف في تصريحاتها التي تناقلتها كبرى وسائل الإعلام:» واجهت إيمان قبل أشهر، وهي حقا ملاكمة قوية، ولكن هذا أمر عادي، والأجواء بيننا كانت رائعة، أعتقد أنها ضحية صراع بين الإتحاد الدولي للملاكمة واللجنة الأولمبية الدولية».
وتابعت سونفيكو:» هناك عدة رياضيات لديهن بنية مرفولوجية مختلفة، وفي كل التخصصات ليس الملاكمة فقط، والإيطالية أنجيلا كاريني تلقت ضربات قوية، ولكن هذا أمر طبيعي، فنحن نلعب في ميزان قريب من الوزن الثقيل».
لتختتم ذات المتحدثة تصريحاتها بالقول: «الإشاعات والتغليط الإعلامي صنع هذه الحملة المسعورة، وإيمان تنافس منذ سنوات في المستوى العالي، فلماذا كل هذه الضجة الآن ؟».
جيوفاني مالاجو (رئيس اللجنة الأولمبية الإيطالية)
انسحاب كاريني كان مُسيسا
هاجم رئيس اللجنة الأولمبية الإيطالية جيوفاني مالاجو الاتحاد الدولي للملاكمة الذي يواصل مساعيه الخبيثة لاستبعاد خليف من الأولمبياد، محملا إياه مسؤولية انسحاب الملاكمة الإيطالية أنجيلا كاريني، وقال مالاجو في تصريحاته الأخيرة، أن ما حدث في قضية البطلة الجزائرية كان مُسيسا، وهو ما سبق أن تحدث عنه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ، عندما قال إن خليف ضحية حرب سياسية وعرقية. وصرح جيوفاني مالاجو، بخصوص قضية الساعة إيمان خليف:» لقد أخبرتني ملاكمتنا أنجيلا كاريني أنها تعرضت لضغوط كبيرة قبل دخول مباراتها أمام إيمان خليف من قبل الاتحاد الدولي للملاكمة، وانسحابها أمام إيمان تم تسييسه». سمير. ك
