الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

أصغرهم «الفراشة» نمور: دورة باريس وثقت ميلاد جيل جديد بأحلام أولمبية


شكّلت النسخة 30 من دورة الألعاب الأولمبية بباريس محطة ميلاد جيل جديد يعد بمستقبل زاهر للرياضة الجزائرية، مادام الأمر يتعلق بأبطال وضعوا بصماتهم بصورة جلية في سجل «الأولمبياد»، من خلال انتزاع الذهب، وحجز أماكن فوق «البوديوم» الأولمبي، مما يوحي بسطوع نجوم جزائرية «واعدة» في الطبعات القليلة القادمة من أكبر تظاهرة رياضية عالمية، خاصة دورة لوس أنجلس المقررة في صائفة 2028، لأن «توهّج» نمور عالميا، وتتويجها بذهبية «الأولمبياد»، وهي التي لم تطفئ بعد الشمعة 18 يضعها في خانة «البطلة» المرشحة لبسط سيطرتها على منافسات الجمباز، في اختصاص العمودين غير المتوازيين، كما أن الملاكمة النسوية تبقى لها كلمتها في المحفل الرياضي العالمي، لأن إيمان خليف مازالت في مرحلة العطاء، بينما تتوفر ألعاب القوى الجزائرية على خزان يضعها في أفضل رواق لاستعادة الذهب الأولمبي.
وإذا كانت الجزائر قد سجلت حضورها في دورة باريس 2024 في 15 اختصاصا، بتعداد إجمالي في حدود 46 رياضيا، فإن ذلك لا يعني بأن الرهان على حصد الميداليات الأولمبية يبقى معلقا على كل الاختصاصات، بل إن آمال الجزائريين يحملها دوما الملاكمون والعداءون، وبدرجة أقل الجيدو، الذي كان قد حصد فضية وبرونزية في المشاركات السابقة، لكن بروز النجمة «الصغيرة» كيليا نمور وسع قائمة الرياضات التي تبقى في دائرة رهانات اللجنة الأولمبية الجزائرية، إلى درجة أن الجمباز أصبح في صدارة الاختصاصات المرشحة للظفر بالميداليات الأولمبية، وقد نجحت نمور في تجسيد طموحاتها الشخصية، ومعها آمال كل الجزائريين، بانتزاع الذهب الأولمبي في اختصاص العمودين غير المتوازيين، في انجاز جعل من دورة أولمبياد 2024 نقطة تحول في المشهد الرياضي الجزائري، وذلك بإجبار الهيئة الأولمبية الوطنية على مراجعة حساباتها، وإدخال تغيير حتمي على معالم «الخارطة» الجزائرية على الصعيد «الأولمبي»، لأن الجمباز باختصاصاته الخمسة يبقى حضوره «محليا» جد محتشم، ونمور تبقى «الفراشة» التي تطير بمفردها بعيدا عن السرب، وتحمل راية تمثيل الألوان الجزائرية بتقدير ممتاز في كل المحافل والتظاهرات الدولية، إلى درجة أنها تمكنت بفضل انجازها التاريخي في باريس من إلحاق الجزائر بقائمة الدول التي أحرزت الميداليات الأولمبية على مدار 30 طبعة.
توهج نمور في سماء باريس، وترصيع سجلها بالذهب الأولمبي، وهي في سن ال17، نصبها في خانة المفاجآت السارة لهذه النسخة من «الأولمبياد»، لأنها أبانت عن مؤهلات فردية عالية ترشحها لمواصلة التألق لدورات قادمة من المحفل الأولمبي، خاصة وأن المتوجة بذهبية اختصاص الفردي العام، الأمريكية بيلز، ونائبتها البرازيلية أنداردي قد تعتزلان قبل دورة لوس أنجلوس بعد 4 أعوام، لأنهما تجاوزتا العقد الثالث من العمر، وإفرازات دورة باريس، رسمت معالم تنافس ثنائي مستقبلي بين نمور والأمريكية ليون سييه، المنحدرة من أصول صينية.
إلى ذلك، فإن الملاكمة النسوية تبقى من بين الرياضات القادرة على مواصلة صنع «الأمجاد» للرياضة الجزائرية في الألعاب الأولمبية، لأن انجاز إيمان خليف جعل منها «ملكة الحلبة» في وزن أقل من 66 كلغ دون منازع، بالنظر إلى القوة الخارقة التي أظهرتها في منازلاتها الأربعة في هذه التظاهرة، بهزم ملاكمات من إيطاليا، المجر، تايلاندا والصين، دون أي مقاومة تستحق الذكر، فأصبحت خليف المصنفة الأولى في اللائحة العالمية لهذا الوزن، وهي التي تبلغ من العمر 25 سنة، مما يرشحها لمواصلة الظهور بقوة على الأقل في دورة أخرى من «الأولمبياد»، لأنها تتواجد حاليا في أوج العطاء، بعد الاستفادة من الدعم الكبير الذي تخصصه الدولة الجزائرية لرياضة النخبة، ومنحه كل الامكانيات للاستفادة من تربصات تحضيرية في الخارج، تحسبا لكل الاستحقاقات العالمية، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تفجير «الطاقة» الكامنة التي كانت بداخل خليف طيلة فترة رسكلتها على الصعيد الوطني، فحققت «الحلم» في ثاني ظهور لها في «الأولمبياد»، بعدما كانت قد حلت خامسة في نسخة طوكيو 2020، ولو أن المنتخب النسوي للملاكمة يضم أيضا الشابة إشراق شايب، التي تعد بمستقبل زاهر، لأنها لم تتعد بعد عتبة 23 سنة، والأولمبياد المقبل بالأراضي الأمريكية قد يكون محطة لبروزها، بعدما غابت عن دورة باريس، في حين تبقى حجيلة خليف من المواهب الشابة في المنتخب، ومشاركتها في الموعد الأولمبي 2024 توقفت مبكرا.
من جهة أخرى فإن آمال الجزائريين في إحراز الميداليات الأولمبية تبقى معلقة على ألعاب القوى، لأن «أم الرياضات» تمكنت من إهداء الجزائر نصف العدد الإجمالي من الميداليات، مع انتزاع أعلى حصة من الذهب، وميلاد جيل جديد في هذه الفترة يجعل الرهانات المستقبلية كبيرة، بوجود شبان أبانوا عن مكتسبات فردية ترشحهم لحمل المشعل من سابقيهم من الأبطال الأولمبيين، كما هو الحال بالنسبة لجمال سجاتي، الذي نال برونزية سباق 800 متر بباريس، وعاد باختصاص ألعاب القوى إلى «البوديوم» الأولمبي، بعد غياب في نسخة طوكيو 2020، وتعداد النخبة الجزائرية في المسافات نصف الطويلة يضم عدائين لهم من الأرقام الشخصية ما يسمح لهم بمواصلة العمل بجدية للمراهنة على الميداليات الأولمبية في لوس أنجلوس 2028، لأن سجاتي ومولى يبلغان من العمر 25 سنة، والشاب اليافع قواند، سجل تواجده في اولمبياد باريس عن سن لم يتعد 22 عاما، بينما بصم ياسر تريكي على مشاركته الشخصية الثالثة في الألعاب الأولمبية، وهو الذي يبلغ من العمر حاليا 27 سنة، ورهانه على التتويج بميدالية أولمبية يبقى قائما إلى إشعار آخر، حاله حال أمين بوعناني، الذي يتقاسم معه عامل السن، لكن اختصاص 110 متر حواجز يبقى خارج «التألق» الجزائري، في الوقت الذي تنتظر فيه اتحادية العاب القوى جني نتائج الإستثمار في مواهب شابة واعدة من المنتخبات الشبانية، في صورة شنيتف وبن حمودة، لأن هذا الثنائي قدم مبكرا أوراق اعتماده كأبطال قادرين على صنع الحدث «عالميا» في المستقبل القريب.
النسخة 30 خاتمة مشوار بعض الأسماء
بالموازاة مع ذلك فإن محطة باريس 2024 كانت بمثابة نقطة النهاية لمشوار بعض الرياضيين الجزائريين «أولمبيا»، كما كان عليه الحال بالنسبة للرباع وليد بيداني، الذي شارك لرابع مرة في الألعاب الأولمبية، لكنه خرج مرة أخرى دون ميدالية، وهو الذي يبلغ من العمر 30 سنة، في حين سجل سيد علي بوذينة ظهوره الثالث في الأولمبياد» في منافسات التجديف، وهذا في سن 34 عاما، كما انتهت المغامرة الرياضية لكل من سمير بوشيرب في الرماية وكارول بوزيدي في الكاياك كوناي، لأن هذا الثنائي حاليا على عتبة العقد الرابع من العمر، والأمر ذاته يخص الملاكمة روميساء بوعلام، التي حضرت دورتين من العرس الأولمبي، شأنها شأن العداء بلال ثابتي، الذي كان حضوره محتشما في أولمبياد باريس، في عمر 31 سنة، والوضع نفسه ينطبق على المصارعة أمينة بلقاضي، بصرف النظر عن تركيبة منتخب المصارعة الإغريقية، التي قد تشهد تغييرا جذريا، بينما يحمل إدريس رضوان مسعود آماله في العودة مجددا إلى الواجهة الأولمبية، كونه شارك في دورة باريس، وهو الذي لم يتجاوز بعد 23 سنة.
صالح فرطاس

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com