تجرع أمس، شباب باتنة مرارة الخسارة على أرضه أمام اتحاد الشاوية، في آخر أنفاس مباراة التدشين، التي لم ترقى إلى المستوى المطلوب، بفعل قلة التركيز ونقص الفعالية، حيث فضل كل طرف مراقبة اللعب وتحين أخطاء منافسه، ما جعل الصراع يشتد أكثر في وسط الميدان، ولو أن المحليين كانوا السباقين للأخذ بزمام الأمور، من خلال السرعة في نقل الكرة إلى منطقة الجهة المقابلة، والانطلاق بواسطة المرتدات. هذه العوامل سمحت لأشبال الكردي، بالاستحواذ على وسط الميدان وفرض ضغط على دفاع المنافس، الذي كان منظما ومتماسكا، حتى وإن لم يجدوا الثغرة المؤدية إلى شباك الحارس معمري.
ورغم ضيق هامش المناورة بالنظر للطابع المحلي للمقابلة، إلا أن الباتنيين أبانوا عن نواياهم بشكل مبكر في صنع الفارق، حيث حملوا مشعل المبادرات في غياب النجاعة الهجومية، رغم فرصة بولعويدات في الدقيقة (7)، قبل أن يخفق عثماني في مخادعة معمري الذي تصدى لكرته(د12).
ومع ذلك، لم يفقد أصحاب الأرض ثقتهم في النفس، فحاولوا الرفع من ريتم الأداء ومواصلة هيمنتهم على مجريات اللعب، بالاعتماد على الهجمات التي كادت أن تثمر لولا تسرع بولعويدات (د16)، وكذا بركاني بتسديدة قوية (د20)، لتأتي الدقيقة (21)، التي كادت أن تبتسم للضيوف لو أحسن ملوك الاستثمار في محاولته، ليسير على خطاه قريد الذي كان قاب قوسين أو أدنى من خطف هدف السبق، لولا تدخل الحارس عابد (د28).
ورغم اكتفائهم بفرص قليلة في الشوط الأول، إلا أن الزوار كانوا أكثر إقناعا من الباتنيين، بعد أن فضلوا التمركز في منطقتهم، مع تحصين مواقعهم الخلفية بشكل جيد، حتى وإن جانبوا التهديف في الدقيقة (د33)، بواسطة ملوك في أخطر محاولة أربكت دفاع الكاب.
وفي الوقت الذي عمد الكردي إلى إحداث تغيير في التشكيلة لاعتبارات فنية عند الدقيقة (35)، بإقحام قايدي مكان زكور، نجح الشباب في خلق بعض الفرص، غير أنها لم تستغل بالشكل الضروري، لتنتهي المرحلة الأول بالتعادل الأبيض.
الشوط الثاني، دخله الشباب بكثير من العزم على صنع الفارق من خلال تكثيف الهجمات التي كانت تنقصها الدقة، خاصة بالنسبة لبركاني الذي أهدر فرصة سانحة للتسجيل، بعد أن كان وجها لوجه مع الحارس معمري(د53)، ومع مرور الوقت انتعشت القاطرة الأمامية للكاب، خاصة بعد دخول قادري وعبيد مكان عثماني وبولعويدات دفعة واحدة (د56)، وهو ما أعطى أكثر فعالية للمحاولات الهجومية، إلى درجة أن عبيد حرم فريقه من هدف محقق بقذفة قوية (د59).
وبمرور الوقت، حاولت تشكيلة «سيدي آرغيس» امتصاص حرارة المحليين الذين صعدوا من حملاتهم، مقابل استماتة كبيرة من طرف الزوار الذين كان رد فعلهم قويا بواسطة بوعافية بتسديدة قوية(د62)، قبل خروج لاعبهم بلجيلالي مصابا(د72).
بعدها صعد الشباب من حملاته دون أي نتيجة، لتواصل الزرقاء إقلاق سكينة الحارس معمري، حيث لم يتمكن بركاني وبن قويدر وقادري من اختراق دفاع الضيوف إلى غاية الدقيقة (90 +6)، التي سمحت للزوار بتسجيل هدف الفوز عن طريق البديل دفار.
م ـ مداني
