تضع مباريات الجولة الثانية لبطولة وطني الهواة، بعض الفرق أمام اختبارات التأكيد، بينما سيكون البعض الآخر في رحلة التدارك، ولو أن الطبق المقترح في المجموعة الشرقية، سيجعل من المواجهة التقليدية التي ستجمع اتحاد الحراش بالضيف مولودية قسنطينة بمثابة القمة، على اعتبار أنها المباراة الوحيدة في هذه الجولة التي يلتقي فيها فريقان دشنا المشوار بانتصار، في حين ستكون 3 أندية أخرى بصدد السعي لتحقيق الفوز الثاني تواليا، بينما يبقى تذوق نشوة الانتصار مسعى 11 فريقا آخر، وهو ما يمثل أزيد من ثلثي التركيبة الإجمالية للفوج، مادامت جولة الافتتاح قد شهدت انتهاء 3 لقاءات بالتعادل.
القمة الأولى لهذه المحطة، سيحتضن أطوارها ملعب الحراش، أين سيبصم الإتحاد المحلي على أول ظهور له أمام أنصاره هذا الموسم، بعد النجاح في تدشين المشوار بانتصار خارج الديار كان بالوادي، على حساب الاتحاد السوفي، الأمر الذي يضع تشكيلة المدرب عصمان أمام مسعى مواصلة المسيرة بنفس “الديناميكية”، على وقع الانتصارات، بتوظيف ورقتي الأرض والجمهور، رغم أن المهمة ليست سهلة، لأن الضيف مولودية قسنطينة يتواجد في وضعية مماثلة، من الناحية المعنوية، عقب النجاح في افتتاح الموسم بفوز، ولو أن الموك تعاني من نقص التحضيرات مقارنة بالمنافس، ومع ذلك فإن باب الاحتمالات يبقى مفتوحا على مصراعيه، لأن الجانب النفسي للاعبين كفيل بتغطية النقائص المقترنة بالجاهزية البدنية، بصرف النظر عن أفضلية العوامل الكلاسيكية، والتي تبقى من أهم الأوراق التي يراهن عليها “الكواسر”، لتحقيق أفضل انطلاقة لهم في الرابطة الثانية، لأنهم اعتادوا في المواسم الثلاثة الفارطة على التنافس على ضمان البقاء، غير أن الوضعية التي انطلق منها قطار “الحراشية” هذا الموسم مغايرة كلية لسابقاتها، والرهان على الصعود يبقى في صدارة الأهداف.
ثاني قمة في طبق اليوم، ستكون بتوابل محلية، ويسعى من خلالها اتحاد الشاوية إلى توظيف عاملي الأرض والجمهور لإحراز فوزه الثاني على التوالي، وبالمرة طمأنة الأنصار بخصوص عودته إلى الرابطة الثانية، خاصة وأنه كان قد افتتح عداده النقطي من باتنة بانتصار، ولو أن المأمورية لن تكون سهلة، بالنظر إلى الطابع الذي تكتسيه المواجهة، كون الضيف نادي التلاغمة يراهن على هذا “الديربي” لتدارك التعثر المسجل في جولة الافتتاح، عندما تعادل في عقر الديار، فضلا عن “خصوصية” المباريات بين الفريقين، والإثارة الكبيرة التي تميزها، في وجود العديد من اللاعبين، الذين تقمصوا ألوان الطرفين.
إلى ذلك، فإن فريقي اتحاد عنابة ومستقبل الرويسات سيخوضان اختبارات التأكيد خارج القواعد، بعد نجاح كل تشكيلة في تدشين المشوار بانتصار بملعبها، ولو أن «الطلبة» سيحطون الرحال بشلغوم العيد لتنشيط قمة تقليدية واعدة، لكن في غياب الجمهور، بسبب العقوبة المسلطة على الهلال منذ الموسم المنصرم، ومع ذلك فإن الإثارة مرشحة لبلوغ الذروة، مادامت القراءة الأولية في التركيبة البشرية تكفي لتصنيف الفريقين في خانة المرشحين للتنافس على ورقة الصعود، رغم أن أبناء «الشاطو» يعانون كثيرا من نقص التحضير، على العكس من «الطلبة»، الذين كانوا أول فريق شرع في التدريبات، وهو عامل قد يكون حاسما في صنع الفارق، بينما سيضرب مستقبل الرويسات موعدا مع «ديربي» القاعدة الجنوبية، عند النزول في ضيافة الاتحاد السوفي، في مقابلة يتواجد منشطاها على طرفي نقيض، لأن الزوار كانوا قد دشنوا تواجدهم في هذا القسم بانتصار عريض، رفع من المعنويات، في حين افتتح «الأعشاش» مشوارهم بهزيمة داخل القواعد، تحتم عليهم التدارك السريع، في ظل الاستفادة من فرصة الاستقبال للمرة الثانية على التوالي.
النصف الثاني من مباريات هذه الجولة، سيكون من تنشيط فرق مازالت لم تتذوق بعد طعم الانتصار، إلا أنها تتواجد في وضعيات متباينة، ولقاء جمعية الخروب وأولمبي المقرن يبقى بقاسم مشترك، يتمثل في حصول كل فريق على نقطة خارج دياره، و»لايسكا» ستكون أمام فرصة إحراز أول انتصار، بالمراهنة على عاملي الأرض والجمهور، في أول مباراة بملعب حمداني هذا الموسم، رغم أن الضيف منتشي بتعادل انتزعه بجيجل، والسفرية الثانية تواليا ستكون في غاية الصعوبة، في الوقت الذي يتواجد فيه قطبا مدينة باتنة على طرفي نقيض في رحلة السعي لتدارك الانطلاقة المتعثرة، لأن «البوبية» ستكون مدعمة بأنصارها عند استقبال شباب برج منايل، بينما سيقوم «الكاب» بدورية نحو الجنوب، ينزل من خلالها في ضيافة اتحاد ورقلة، ومنافسا الشباب والمولودية في هذه الجولة، كانا قد استهلا المشوار بتعادل بينهما. ص / فرطــاس