أعرب البطل البارالمبي اسكندر جميل عثماني، عن امتنانه لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بعد أن قبل الميدالية الذهبية التي أهداه إياها، على هامش حفل التكريم المقام على شرف الأبطال البارالمبيين العائدين من ألعاب باريس 2024، مشيرا بأنه قد قرر الاحتفاظ بواحدة، بينما كان حريصا على منح الثانية للجزائر والرجل الأول في البلاد، كما تحدث ابن مدينة قسنطينة في هذا الحوار المطول، الذي خص به النصر عن الحوار الذي دار بينه وبين سيادة الرئيس، الذي كان حسبه سعيدا للغاية، بتألق عثماني الذي أسمع نشيد قسما مرتين في باريس.
وكان العداء المختص في فئة T13، قد عاد بنا خلال هذه الاستضافة الجميلة، إلى حيثيات وتفاصيل تتويجه الرائع بذهبيتي سباقي 100 و400 متر، المُضافتين إلى ميداليتيه الاثنتين من المعدن النفيس، خلال بطولة العالم الأخيرة، وأمور أخرى تتعلق بالسنة الاستثنائية التي اختتمها بمناقشة مذكرة تخرجه كمستشار في الرياضة.
rنبدأ بآخر ما جرى معك والمتعلق بتكريمك، رفقة العائدين من الألعاب البارالمبية، من طرف رئيس الجمهورية، ما رأيكم في مرافقته للرياضيين ؟
بالنسبة لتكريم الأبطال العائدين من الألعاب البارالمبية باريس 2024، من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، هو فخر بالنسبة لنا، وهذه المبادرة الجميلة من الرجل الأول في البلاد، لها دلالة واحدة، وهي أن المسؤولين يدعمون رياضيي النخبة، ويقفون خلفهم، لإدراكهم أن الرياضي هو سفير لبلاده، واستغل المناسبة للتقدم بتشكراتي الخالصة لرئيس الجمهورية، ولو أنني أعربت عن امتناني له بطريقتي الخاصة، بعد إهدائه إحدى ميدالياتي الذهبية التي تُوّجت بها في باريس، فقد احتفظت بواحدة لنفسي، بينما كنت حريصا على منح الثانية للجزائر، وبما أن الرئيس يمثل الرجل الأول في الدولة، فلا يوجد من هو أفضل منه للحصول عليها كعربون محبة وامتنان.
rماذا قال لك الرئيس عبد المجيد تبون، بعد أن كنت وراء عزف نشيد قسما مرتين في باريس ؟
بالنسبة للحوار الذي دار بيني وبين رئيس الجمهورية على هامش حفلة التكريم، فقد كانت بدايته بتقديم الشكر لشخصه، للخدمات الكبيرة التي يقدمها للرياضة الجزائرية والأبطال، قبل أن يطالبني بالمزيد من الميداليات الذهبية في الاستحقاقات المقبلة، وقال إنني عودتهم على التتويجات، وثناء كهذا يشرفني كثيرا، ولو أن الأهم بالنسبة لي هو قبوله لإحدى ميداليتي، فقد استأذنته قبل أن أهديها له، ولقد قبلها بصدر رحب، وأنا جد ممتن، وأعده بمواصلة بذل قصارى المجهودات، في سبيل تشريف الراية الوطنية في كبرى التظاهرات العالمية.
r تًوّجت بميداليتين في ألعاب طوكيو (ذهبية وفضية)، وأخريين في باريس ( ذهبيتان )، هل شعرت بنفس حلاوة التتويج أم أن التألق في العاصمة الفرنسية له طعم خاص؟
هناك فرق كبير وشاسع بين ألعاب طوكيو 2020 ونظيرتها في باريس2024، فالموعد الأخير له نكهة خاصة، بالنظر إلى مكان إجراء التظاهرة، وأن تكون سببا في أن يُدوي النشيد الوطني في العاصمة باريس، وبملعب فرنسا بالتحديد، فهذا يشعرني بالفخر والاعتزاز، فما بالك أنني رفعت العلم الوطني، وأسمعت قسما في مناسبتين متتاليتين، دون الحديث عن الجانب الرياضي، حيث كانت نتائجي في الألعاب الأخيرة أفضل بكثير، كيف لا وأنا الذي حصدت ذهبيتين، مقابل فوزي بذهبية وفضية في اليابان.
rيقال إنك لم تحتج لمجهود كبير في باريس لحسم سباقي 100 و 400 متر ، هل المستوى العام متوسط أم أنك أقوى بكثير من بقية منافسيك ؟
ليس صحيحا أن المنافسة لم تكن قوية بين العدائين في باريس، بل على العكس تماما، وهو ما جعلني مضطرا لبذل الكثير من المجهودات، وفي سباق 100 متر مثلا، فقد نافست صاحب الرقم القياسي العالمي في صنفي T13 ، وهو يعتبر أيضا صاحب الرقم القياسي الوطني في النرويج مع الأصحاء، وبالتالي فهو رياضي لا يستهان به على الإطلاق، وذو مستوى عال، وأنا أحمد الله الذي وفقني للتغلب عليه، ولو بصعوبة بالغة، وأما بالنسبة لسباق 400 متر الذي هو اختصاصي، فصحيح أن من شاهدني يرى أنني حسمت الميدالية الذهبية بأقل مجهود، ولكن الحقيقة مغايرة تماما، فقد أنهكني ذلك السباق، وكنت مجهدا للغاية، بسبب كثرة الحصص التدريبية، والأجواء المناخية التي جرى فيها هذا النهائي الذي تزامن مع سقوط الأمطار بغزارة، ما استوجب بذل المزيد من المجهودات.
rماذا تقول عن حصيلة أصحاب الهمم في الألعاب البارالمبية في نسختها 17 ؟
حصيلة البعثة الوطنية في باريس جد ايجابية، بعد النجاح في التألق في رياضات جديدة لم نتعود على اعتلائها «البوديوم»، على غرار «الكانوي كاياك» التي ظفرنا فيها بالميدالية الذهبية، بفضل المتألق ابراهيم قندوز، ومثل هكذا تتويج، جعلني أتحدث عن نجاح المشاركة الجزائرية، التي وجدت لها مكانا في اختصاصات محتكرة من دول عظمى، وأنا متفائل أن ألعاب باريس، ستمنح أبطالنا الدافع والرغبة لمواصلة البروز، والظهور بمستويات أقوى في قادم الاستحقاقات.
rحققت كل شيء، إلى ماذا تتطلع الآن ؟
سنة 2024 الأفضل في مسيرتي، فقد حققت خلالها ذهبيتين في بطولة العالم، ومثلهما في الألعاب البارالمبية، ولا يمكنني أن أطمح أكثر من ذلك، كوني أتواجد في القمة في اختصاصاتي (100 و400 متر )، ولكن لا أخفي عليكم أنني لازلت متعطشا لمزيد من التتويجات، وسأتطلع لأهداف أخرى، على غرار التفكير من الآن في ألعاب لوس أنجلوس، وهذا من خلال العمل المتواصل والحفاظ على فورمتي الحالية أو الرفع منها، كون المنافسات تزداد صعوبة من سنة لأخرى.
rتلقيت وعودا بعد كل هذه التكريمات للحصول على عقود رعاية وسبونسور ؟
بالنسبة للسبونسور وعقود الرعاية، لحد الآن لا يوجد شيء رسمي، وكل ما تلقيته مجرد وعود، فكما تعلمون، بعد عودتي من باريس مُزيّنا بميداليتين ذهبيتين، أدليت ببعض التصريحات في هذا الشأن، خلال الندوة الصحفية التي نشطتها، وهو ما جعل بعض الجهات تتحرك، وتقترح مد يد العون، ولكن دون الوصول إلى أمور ملموسة، وهنا أتمنى إيجاد آذان صاغية، فالوعود كثيرة كما يقال، غير أن تجسيدها على أرض الواقع بعيد المنال لحد الساعة، وكلامي لا يخصني لوحدي، بل جميع الزملاء الذين هم بحاجة إلى الدعم للتطور وتحسين الأداء.
rكلمة حول تتويج خليف ونمور وسجاتي في الألعاب الأولمبية الأخيرة؟
سعدت للإنجازات المحققة في الألعاب الأولمبية باريس، من خلال تتويج إيمان خليف وكيليا نمور وجمال سجاتي، وككل جزائري كنت فرحا بهذه الميداليات المهداة للجزائر في اختصاصات الملاكمة والجمباز الفني وألعاب القوى، وعن نفسي قد منحني هذا التألق دافعا أكبر، من أجل تقديم الأفضل في الألعاب البارالمبية، والحمد لله ما جرى في تلك الدورة جعلني أظهر أكثر تميزا، وفي الأخير لا يسعني سوى أن أتمنى لإيمان وكيليا وجمال التوفيق، ومواصلة النجاحات التي من شأنها تشريف الراية الوطنية في كبرى التظاهرات العالمية.
rاختتمت سنة 2024 الاستثنائية بمناقشة مذكرة تخرجك، ما تعليقك ؟
سنة 2024 لن تمحى من مخيلتي، وأتمنى أن تدوم هذه النعمة، صدقوني لن أنسى هذا العام، فختامه كان مسكا، بعد تخرجي من الجامعة كمستشار في الرياضة، وهذا يعد إضافة كبيرة لسجلي الثري، وأراه مكسبا كبيرا للمستقبل، وأنا الذي أتطلع لخدمة بلدي والأجيال المقبلة، فكما منحتني الرياضة الكثير يتوجب عليّ أن أمنحها أيضا، وهذا من خلال توظيف خبرتي في المجال لخدمة أبناء الجزائر.
حاوره: سمير. ك