افترق أمس، الجاران شباب ومولودية باتنة على نتيجة التعادل السلبي، في الديربي الأوراسي التقليدي رقم 41 بين الفريقين ضمن البطولة، وذلك في مقابلة مثيرة طبعها الاندفاع البدني والحيطة والحذر، حتى وإن كان مستواها الفني لم يتعد حاجز المتوسط، بفعل البحث عن النتيجة ونقص الفعالية، خاصة من جانب أشبال كردي الذين دخلوا المباراة بقوة حيث كانوا السباقين إلى صنع اللعب والتحكم في زمام الأمور وفرض ضغط مكثف على دفاع المولودية الذي بدا منظما، ولو أنهم لم يجدوا الثغرة المؤدية إلى شباك عميري في غياب النجاعة الهجومية، ما تجسده فرصة ناجي عند الدقيقة(4)، وأخرى لعبيد عن طريق تسديدة قوية(د7)، قبل أن يتعرض مدافع البوبية بن فرحات إلى تشنج عضلي، ويترك مكانه إلى بن طوشة(د9).
ورغم ضيق هامش المناورة، إلا أن رفقاء كاباري لم يفقدوا الثقة في النفس، حيث حملوا مشعل المبادرات، وخاضوا سلسلة من الهجمات عن طريق دخية وجابر، غير أنها كانت تفتقد في كل مرة للدقة والتركيز، تزامنا مع كثرة التوقفات، وتعدد الكرات الثابتة وسقوط اللاعبين من الجانبين.
الانتشار الجيد لأبناء حموش، جعل الكاب يسلك منهج الحيطة والحذر، والاعتماد على الجناحين لفك شفرة المنافس، الذي كاد أن يتلقى هدفا لو لا تدخل الحارس عميري لمحاولة بركاني في الدقيقة (21)، فيما فوت لعلاونة على الشباب فرصة خطف هدف السبق بقذفة قوية مرت كرته فوق العارضة بقليل عند الدقيقة(31)، ليسير على خطاه ناجي برأسية بعد ركنية من عثماني (د37).
الدقائق المتبقية من الشوط الأول، ميزها تبادل الهجمات بين الطرفين، ولو أن الشباب كان أكثر تحكما وخطورة، إلى درجة أن الحارس عميري عاش لحظات حرجة، لتأتي الدقيقة (45+02) التي كادت أن تبتسم لحامية، لو أحسن استغلال فرصته بالشكل المطلوب.المرحلة الثانية عرفت ارتفاعا في نسق اللعب، بعد أن رمى رفقاء حجيج بكامل ثقلهم في المعسكر المقابل، من خلال تكثيف المحاولات قصد هز شباك الحارس حاجي الذي تصدي لقذفة دخية (د53)، وهو إنذار للشواية الذين خرجوا من قوقعتهم، وحاولوا إقلاق سكينة الحارس عميري، حيث جانب عبيد التهديف في الدقيقة (59)، إثر عمل فردي أجهض محاولته الحارس عميري الذي تصدى مرة أخرى ببراعة لكرة زميله بركاني (د61).
ومع مرور الوقت، ارتفعت درجة الضغط النفسي للمباراة مع انتعاش القاطرة الأمامية للشباب، بعد دخول بولعويدات مكان ناجي، مقابل صمود المولودية، ولو أن حامية كان قاب قوسين أو أدنى من إحداث التفوق لفريقه في مناسبتين لولا تدخل الحارس حاجي(د78 و 90)، ليبقي الجميع على أعصابه حتى نهاية المواجهة، بنتيجة التعادل الأبيض، رغم إضافة الحكم خمس دقائق كوقت بدل للضائع.
م ـ مداني
