اعتبر مدرب آمال العلمة كمال بوعصيدة، الانطلاقة الموفقة التي سجلها فريقه هذا الموسم بمثابة مؤشر أولي على النوايا الجادة في تأدية مشوار ناجح، دون التفكير من الآن في رفع عارضة الطموحات عاليا، لأنه أكد على أن الحديث عن الصعود سابق لأوانه.
وأشار بوعصيدة في حوار خص به النصر، إلى أن التواجد في الدور التمهيدي الأخير من تصفيات كأس الجزائر فتح الشهية للبحث عن انجاز تاريخي، بالدفاع عن الحظوظ في التأهل إلى الدور 32 لأول مرة، ولو أنه أوضح بأن سر تألق «لوناب» يكمن بالأساس في الاستقرار الكبير الذي يعرفه الفريق، مما يفتح باب التفاؤل على مصراعيه، بخصوص القدرة على مواصلة المشوار بنفس «الديناميكية».
نستهل هذا الحوار بالاستفسار عن الأجواء السائدة داخل الفريق، سيما بعد النجاح في التأهل في منافسة الكأس؟
لا أخفي عليكم بأن تصفيات كأس الجزائر كانت خارج أهدافنا، وذلك وفقا لخارطة الطريق التي كنا قد رسمناها مع اللجنة المسيرة، لذا فقد فضلنا في لقاء الكأس منح الفرصة لبعض اللاعبين الذين كانوا بعيدين عن المنافسة، بغية تمكنيهم من الاحتكاك أكثر بأجواء المباريات الرسمية، وقد كان آداء التشكيلة مقبولا، والاختبار كان في غاية الصعوبة، أمام شباب عين فكرون، الذي يضم في صفوفه عناصر لها خبرة كبيرة، ولو أننا كنا الأفضل بعد الاحتكام إلى شوطين إضافيين، لأن الجانب البدني كان حاسما وصنع الفارق، مما مكننا من تسجيل هدف التأهل، والذي دفع بنا إلى مراجعة حساباتنا، لأن طموح تحقيق تأهل تاريخي إلى الدور 32، والتواجد مع «الكبار» في عملية سحب القرعة، أصبح مشروعا، بحكم أننا مازلنا معنيين بالدور الجهوي الأول، وهذا ما يعني أننا نبقى على بعد مقابلة واحدة من دور الأضواء.
نفهم من هذا الكلام أنكم أصبحتم مسطرين أهدافا مزدوجة بين الكأس والبطولة؟
الحديث عن مشوار الكأس، كان بعد التأهل إلى الدور التمهيدي الأخير، والرهان على بلوغ المحطة الوطنية من التصفيات، جاء بنية تحقيق انجاز تاريخي، وكتابة صفحة جديدة في تاريخ الفريق، وفي حال الفشل فإن ذلك لن يكون له أي تأثير على حساباتنا، لأن الأهداف التي سطرناها مع الإدارة ترتكز بالأساس على البطولة، والإنطلاقة التي سجلناها كانت بمثابة دليل ميداني قاطع على العمل الجاد المنجز منذ انطلاق التحضيرات، خاصة بعد النجاح في السير بنفس الريتم، على وقع الانتصارات المتتالية، سواء في البطولة بتحقيق فوزين أو التأهل في الكأس، مع تألق خط الدفاع، بالصمود في اللقاءات الرسمية الثلاثة، وهذا واحد من أهم المكاسب التي تحتاج إلى تثمين في مثل هذه الظروف.
ما سر حديثكم بكثير من التحفظ عن إمكانية التنافس على ورقة الصعود إلى الرابطة الثانية؟
ليس هناك أي سر، وكل ما في الأمر أن المشوار لا يزال في بدايته، وأغلب الفرق دخلت غمار المنافسة دون تكملة برنامج التحضيرات، وهي الوضعية التي نسعى للاستثمار فيها قدر المستطاع، لأننا كنا قد شرعنا مسبقا في التدريبات، وأجرينا 8 وديات، فكانت ثمار ذلك النجاح في الدخول مباشرة في صلب الموضوع، بإحراز فوزين في البطولة، وذلك لا يحجب الرؤية عن بعض النقائص المسجلة، والتي مازلنا نعمل على معالجتها، لأن ريتم المنافسة سيتصاعد تدريجيا، وكل النوادي ستظهر بمستواها الحقيقي بعد الجولة السادسة، لهذا فإننا لا يمكن أن نتحدث من الآن عن الصعود كهدف، بل أننا عمدنا إلى تقسيم المشوار إلى مراحل، مع الحرص على ضرورة تسيير البطولة مقابلة بمقابلة، على أن تبدأ الرؤية في الاتضاح تدريجيا بعد الجولة العاشرة، والمنافسة في مجموعة «وسط - شرق» صعبة للغاية، في وجود العديد من الأندية التي سبق لها التواجد في مستويات أعلى، سواء من الرابطة المحترفة أو الثانية، وآمال العلمة بصدد خوض أول تجربة له في الدرجة الثالثة، وقد كان قبل موسمين ينشط في الجهوي الثاني، وهذا ما يجبرنا على عدم الحديث عن الصعود، وهدفنا على المدى القصير، ضمان البقاء في أسرع وقت ممكن.
حـاوره: ص/ فرطاس
