تجرع أمس، شباب باتنة مرارة الهزيمة على أرضه (ملعب 1 نوفمبر) أمام ضيفه اتحاد الحراش، في مباراة طبعها الاندفاع البدني، وعرفت الكثير من الإثارة والتنافس، حيث لم تمر التشكيلتان بمرحلة جس النبض، بفعل إدراك كل طرف بضيق هامش المناورة، ولو أن المحليين حملوا مبكرا المشعل بواسطة الهجمات المعاكسة، والضغط على منطقة الحارس شاوشي الذي تصدى لقذفة بركاني عند الدقيقة(6)، وهو إنذار حقيقي للزوار الذين لم يفقدوا ثقتهم في التنفس، فحاولوا الرد عن طريق المرتدات، حيث كاد برابح مخادعة الحارس حاجي (د9)، قبل أن يهدر قعودة فرصة خطف هدف السبق للكاب (د12) لنقص الخبرة، رغم تواجده في وضعية ملائمة، ليواصل الشباب الذي خاض اللقاء بغيابات مؤثرة الضغط من أجل التهديف، لكن لا قايدي (د17)، ولا بن قويدر بتسديدة (د22)، ولا حتى بركاني (د26)، تمكنوا من الوصول إلى شباك شاوشي الذي كان سدا منيعا لجل المحاولات.
وكانت أخطر فرصة من جانب الضيوف، ضيعها نايت سالم (د31)، بعد عمل جماعي قاده يحيى ومشتي، قبل أن ينجح بوزيان في صنع الفارق بهدف، مستغلا خطأ في الدفاع، وارتطام الكرة بقدم الحارس حاجي، بعد مخالفة مباشرة لإيداعها في الشباك (د35).
هدف وخز شعور الباتنيين الذين صعدوا من هجماتهم، سعيا منهم لإعادة الأمور إلى نصابها، ولو أن سوء الطالع فوّت على عنصل إمكانية التعديل (د40)، عقب استقباله الكرة من عثماني، ليتواصل ضغط الشباب في غياب الفعالية والتركيز، لاسيما بالنسبة للشاب قعودة الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التسجيل عند الدقيقة (45+2).
المرحلة الثانية، عرفت ارتفاعا في نسق اللعب، خاصة من جانب لاعبي الكاب الذين رموا بكامل ثقلهم في المعسكر المقابل، من خلال تكثيف المحاولات بهدف تعديل النتيجة، خاصة بعد إقحام سعيدي وفلاق حيث كاد عنصل تجسيد هذه الرغبة، لو لا التسرع (د56)، لينسج على منواله عثماني الذي حرم فريقه من هدف (د59).
ومع مرور الوقت، أحدث مدافع الاتحاد بوزيان حالة طوارئ، بعد بلع لسانه، لتتوقف المقابلة لعدة دقائق، تلقى خلالها الإسعافات اللازمة، قبل أن يعود إلى صفوف فريقه (د61). بعدها عمد الكواسر إلى الاقتصاد في الجهد للحفاظ على النتيجة، الأمر الذي كاد أن يكلفهم هدفا بواسطة بركاني في الدقيقة(د69).
وفي ربع الساعة الأخير، فرض أشبال المدرب زموري حصارا شاملا على منطقة الحارس شاوشي، الذي أنابه القائم في مخالفة بومعيزة (د76)، لتأتي الدقيقة (86)، التي تمكن خلالها الاتحاد من مضاعفة مكسبه عن طريق البديل لعور، وسط حيرة الأنصار، قبل أن تحرم العارضة لاعب الشباب لعجابي من هدف محقق (د89)، لتنتهي المواجهة بهزيمة مرة للكاب، الذي يبقى يبحث عن أول انتصار بملعبه، بعدما انهزم مرتين وتعادل مع الجار البوبية في لقاء الديربي.
م ـ مداني
