تمكن الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش من ضخ دماء جديدة في تشكيلة الخضر، بعد سنوات من تواجد نفس الأسماء في مختلف المعسكرات، واستدعى التقني البوسني السويسري، 43 لاعبا منهم 13 اسما حملوا معه صفة الدولي لأول مرة، كما أعاد 10 لاعبين لمختلف القوائم الخاصة بالتربصات التي أشرف عليها منذ قدومه على رأس العارضة الفنية، ويواصل المسؤول التقني البحث عن عصافير نادرة لتدعيم بعض المراكز بالمنتخب في محاولة لتقوية الخطوط الثلاثة مع تشبيب المجموعة في الوقت نفسه، ليجد بحوزته لائحة، تعج بالمواهب الشابة التي تلعب في مختلف الدوريات الأوروبية.
إعداد: حاتم بن كحول
وتزامن تولي بيتكوفيتش زمام العارضة الفنية في المنتخب الوطني، مع فترة ظهور عدة مواهب صاعدة، خاصة وأن هذا الأخير يسعى منذ قدومه إلى منح الفرصة لأكبر عدد ممكن من اللاعبين، مع محاولة تشبيب المنتخب، بعد أن قام باستدعاء لاعبين شبان على غرار محمد فارسي صاحب 24 سنة، وبراهيم مازة الذي سيتمم عامه الـ19 يوم 24 من الشهر الجاري، كما أعاد جوان حجام صاحب 21 سنة وبوعناني الذي سيتم عامه الـ20 في الثامن من الشهر الجاري.
13 لاعبا يستدعون لأول مرة لصفوف المنتخب
أشرف الناخب الوطني، على 4 تربصات للخضر منذ التحاقه بالعارضة الفنية، استدعى خلالها 13 لاعبا لأول مرة، ويتعلق الأمر بكل من حارس النادي الرياضي القسنطيني بوحلفاية، وقندوز حارس شباب بلوزداد السابق والحالي لنادي برسيبوليس الإيراني، إضافة إلى مدافع شبيبة القبائل محمد مداني، ومدافع بلوزداد شعيب كداد، ظهير إتحاد العاصمة سعدي رضواني، ولاعب كلومبوس كرو محمد فارسي، وصانع ألعاب هيرتا برلين براهيم مازة، ومتوسط ميدان نادي سيراميكا كليوباترا قندوسي، ومتوسط الميدان أمير سعيود والجناحين حاج موسى وغايتان اللذين ينشطان في الدوري الهولندي والبرتغال على التوالي، و المهاجم بقرار الذي تألق في فترة سابقة مع ناديه نيويورك سيتي الأمريكي، وأخيرا قلب الهجوم الشاب أمين شياخة، الذي تواجد في القائمة المعنية بإجراء تربص نوفمبر الجاري.
وفضل بيتكوفيتش المغامرة واستدعاء لاعبين غير معروفين بالنسبة للجماهير الجزائرية عكس سابقه، على غرار محمد فارسي الذي أبان عن مستوى ممتاز، رغم إعلانه عن رغبته في حمل الألوان الوطنية قبل أزيد من عامين، ما ثبت صفة «المغامر» في خيارات هذا المدرب، خاصة وأنه استدعى أيضا الشاب مازة الذي لم يتم بعد عامه الـ19، كما لم يغفل الناخب الوطني عن البطولة المحلية واستدعى أبرز اللاعبين المحليين لأول مرة في مشوارهم الكروي، ويتعلق بالرباعي بوحلفاية، كداد، مداني ورضواني.
أبعد ركائز وأعاد 10 لاعبين من «عهد» بلماضي
وقام الناخب الوطني بإحداث ثورة وسط التشكيلة الوطنية، من خلال إبعاده لبعض الركائز والتي كانت لا تغيب تماما عن تربصات المنتخب في عهد الناخب بلماضي، على غرار سليماني وبلايلي وقيتون، ومحرز بدرجة أقل، ليقوم في نفس الوقت بإعادة لاعبين أبعدوا لفترة من الزمن مع المدرب سالف الذكر، وبلغ عددهم 10 لاعبين هم توبة، حجام، أوكيدجة، خاسف، بن زية، براهيمي، زرقان، عبدلي، بلومي، بوعناني، وكلهم كانوا خارج القائمة المعنية، بالمشاركة في نسخة بطولة أمم إفريقيا بكوت ديفوار.
استدعى 43 لاعبا في 4 تربصات
وعكس المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الخضر خلال السنوات الماضية، جرب الناخب الوطني الحالي عدة لاعبين، بلغ عددهم 43 لاعبا في 4 تربصات أشرف عليها، منهم 6 حراس مرمى، 14 مدافعا، 13 لاعبا في وسط الميدان و10مهاجمين، سواء على الأجنحة أو كمهاجمين صريحين، وتواجد هؤلاء اللاعبين في التربصات السابقة للخضر، بداية من تربص مارس والذي عرف برمجة دورة دولية بمشاركة 4 منتخبات هي المنتخب الوطني وجنوب إفريقيا وبوليفيا وآندورا، إضافة إلى تربص جوان والذي تخلله إجراء مباراتين مؤهلتين لكأس العالم 2026، ثم تربص سبتمبر فأكتوبر، مع إجراء 4 مباريات مؤهلة لكأس إفريقيا 2025.
منح الفرصة للجدد والنهج التكتيكي متغير
ومنح الطاقم الفني الجديد للخضر، الفرصة لعدة لاعبين لم يسعفهم الحظ في التواجد بالقوائم خلال التربصات المقامة في السنوات الماضية مع الناخب السابق بلماضي، ليتمكن الجمهور الجزائري أخيرا من التعرف على عدة لاعبين، كانوا يتواجدون فقط في المفكرة أو في القوائم الموسعة أو على دكة البدلاء في أفضل الحالات، على غرار الظهير الأيمن محمد فارسي الذي أثبت أنه يملك مستوى يؤهله للمشاركة كأساسي مع الخضر من خلال المباريات التي شارك فيها، إلا أنه لم يكن يستدعى إطلاقا رغم أزمة الخضر في منصب الظهير الأيمن، كما هو الحال مع الظهير الأيسر جوان حجام، والذي ظهر بقوة مع ناديه السويسري ومع المنتخب، ليكون خير خليفة لزميله الأساسي آيت نوري، رغم معاناة الخضر سابقا في إيجاد بديل لآيت نوري، كثير الإصابات.
كما أعاد الناخب الوطني الثقة، لبعض اللاعبين الذين أبعدوا سابقا، على غرار بن زية وزرقان، إضافة إلى البديلين السابقين عمورة وغويري وعوار وبوداوي، ليتحول هؤلاء اللاعبون من ثانويين في التعداد إلى أساسيين فوق العادة اليوم، فيما خيبت بعض الأسماء ثقة بيتكوفيتش، على غرار المهاجم بقرار وبن رحمة وحاج موسى، بدرجة أقل.
وتفوق المدرب الحالي للمنتخب على سابقيه، من حيث اعتماده لعدة خطط تكتيكية في مباراة واحدة، حسب معطيات ومجريات اللقاء، كما قام بإعداد خطط مختلفة حسب طبيعة منافس الخضر، على غرار الاعتماد على خطة 3/5/2 و3/4/3 و4/4/2 وغيرها، ما جعل طريقة لعب المنتخب متنوعة وتختلف من مباراة إلى أخرى، عكس ما كان عليه من قبل مع المدربين السابقين والذين يعتمدون على نفس النهج التكتيكي، مهما كانت نتيجة المباراة أو طبيعة المنافس، بل تحول الخضر إلى كتاب مفتوح بالنسبة للمنتخبات المنافسة، ما تسبب في تحقيق نتائج كارثية منذ «كان» 2021 بالكاميرون، كما تعودت الجماهير الجزائرية على نفس الأسماء المعنية بالتربصات ونفس التشكيلة الأساسية، التي كانت تخوض المباريات، حتى وإن كانت ودية أو غير مهمة للخضر.
أسماء شابة في الطريق قبل استئناف تصفيات المونديال
ظهرت في الآونة الأخيرة عشرات الأسماء الموهوبة من أصول جزائرية، تتألق في مختلف البطولات الأوروبية، لتكون بعد المستوى المقدم مرشحة فوق العادة لتدعيم صفوف المنتخب، وتشكيل تعداد قوي لا يقل فيه مستوى الاحتياطي عن الأساسي، وربما غير المستدعى عن الأساسي، نظرا للكم الهائل من اللاعبين الشبان الذين أصبحوا قريبين من التواجد في القائمة تحسبا للتربصات القادمة، وأولهم مهاجم كوبنهاغن الدنماركي أمين شياخة (معني بتربص نوفمبر)، والذي سيكون مستقبل هجوم الخضر نظرا للمستوى الباهر الذي ظهر به مع فريق الرديف، وتمكنه من تسجيل عشرات الأهداف في كل موسم، ثم مع الفريق الأول أين تمكن من تسجيل ثنائية في منافسة دوري المؤتمرات الأوروبية في شباك باشاك شهير التركي.
كما سيكون موهبة نادي ليون الفرنسي، ريان شرقي مفاجأة الطاقم الفني في المواعيد القادمة، خاصة وأن التقارير الفرنسية أشارت لاختيار الدولي الفرنسي لأقل من 23 سنة، الخضر، بعد نهاية الألعاب الأولمبية والتي عرفت تهميشه من طرف مدربه تري هنري، مشاركا في أول لقاء فقط كأساسي، ليكون بذلك دعما قويا لهجوم الخضر خاصة وأن هذا الشاب متعدد المناصب الهجومية، سواء باللعب كمهاجم صريح أو على الجناحين، ما سيرفع من حجم المنافسة بين المواهب الشابة التي يحوزها المنتخب في منصب جناح بوجود كل من بوعناني، حاج موسى، بلومي، محرز، وبن رحمة، عمورة، مع بقاء كل من شايبي وبلايلي وبراهيمي ياسين وبراهيمي بلال وآدم وناس خارج القوائم المعنية بالمباريات الأخيرة، ما يؤكد الثراء الكبير للمنتخب على مستوى الجناحين الأيمن والأيسر.
كما سيدعم ميتشل فايزر لاعب فردير بريمن الألماني، الخضر في قادم التربصات، بعد قيامه بإجراءات تغيير جنسيته الرياضية، بما أنه حمل ألوان كل الفئات الشبانية لمنتخب ألمانيا، ليكون بذلك دعما كبيرا في الجهة اليمنى للتشكيلة، خاصة وأنه متعدد المناصب في الرواق الأيمن، سواء كظهير أيمن أو وسط ميدان أيمن أو جناح أيمن، في وقت يعاني فيه الخضر من غياب عطال المتكرر بسبب الإصابات، ليكون الثنائي فايزر وفارسي أبرز المرشحين للتنافس على مكانة أساسية في هذا المنصب في المستقبل القريب.
مازة فتح الباب لعشرات النجوم الصاعدة
وتزخر الدوريات الأوروبية بعشرات المواهب الجزائرية، على غرار عويشيش، لاعب موناكو، دورفال لاعب باري، عبد الرحمان رباش لاعب ألافيس، وريان قلي لاعب كوينز بارك وغيرهم من المحترفين الذين يتألقون حاليا في أكبر الدوريات الأوروبية.
وفتح الموهبة براهيم مازة الباب أمام أقرانه، بعد اختياره اللعب لصالح الخضر وهو الذي كان لاعبا دوليا في الفئات الشبانية لمنتخب ألمانيا، على غرار اللاعب بن قارة مدافع دورتموند، وسفيان مسقم خريج مدرسة فولفسبورغ وهما يمثلان المنتخبات الشبانية لألمانيا حاليا، وآيت عامر لاعب بايرن ميونيخ والذي لعب لأواسط الخضر، وغيرهما كثير في ألمانيا، كما يتألق البعض الآخر في دوريات أخرى على غرار ريان غرانادا قاسي لاعب آلكاركون، الإرلندي الجزائري آيرون نور موهبة توتنهام، محمد بلخير في هولندا، كايل بوداش مع رديف نيس، ريان زيدان لاعب بايرن ليفركوزن، فين شانتن كولن، إسلام ماتن لاعب هولستن، سامي ملاب لاعب يونيون برلين، مالك قروج لاعب إيلم.
وحقق بيتكوفيتش نتائج جيدة منذ التحاقه بالعارضة الفنية، رغم تجريبه لعدة لاعبين جدد، ومنح الفرصة للاعبين لم ينالوا فرصة المشاركة من قبل، إضافة إلى محاولته تشبيب صفوف المنتخب، والتخلي عن بعض الأسماء، وهو ما يحسب لهذا المدرب الذي يشق طريقه نحو مونديال 2026 بتشكيلة شابة وقوية في نفس الوقت.