الجزائر (5) = ليبيريا (1)
أنهى أمس، المنتخب الوطني تصفيات النسخة 35 من نهائيات «الكان»، بفوز عريض على حساب الضيف منتخب ليبيريا، كان نسخة طبق الأصل من ذلك المحقق قبل جولتين على حساب الطوغو بعنابة، وجسد به «الخضر» سيطرتهم على مجريات المرحلة التصفوية في فوجها الخامس، وذلك بالتأهل دون عناء إلى النهائيات، وضمان المشاركة في «الكان» للمرة 21، وبحصيلة هجومية بلغت 16 هدفا في 6 لقاءات، ولو أن الحدث كان تاريخيا بمدينة تيزي وزو، باحتضانها أول مباراة للمنتخب الوطني.
المقابلة شهدت انطلاقة سريعة جدا، وذلك بتوجه العناصر الوطنية صوب الهجوم، بحثا عن هدف مبكر، وقد كاد غويري أن يصل إلى المبتغى في الدقيقة الثانية، بتسديدة انتهت بين أحضان الحارس عبد اللاي كوليبالي، كما كان قندوسي قريبا من هز الشباك بعد دقيقة فقط من ذلك، إثر تلقيه تمريرة على طبق من محرز، لكن تسديدته اصطدمت بالقائم الأيسر للمرمى.
النجاعة الهجومية كانت من جانب منتخب ليبيريا، الذي تمكن من أخذ الأسبقية في النتيجة من أول فرصة، لأن المهاجم دويه هز شباك قندوز، بتسديدة قوية من على مشارف منطقة العمليات، وكان ذلك في الدقيقة الخامسة.
الهدف المبكر، الذي جاء عكس مجريات اللعب، أعاد «سيناريو» مباراة الطوغو، ولو أن رد فعل النخبة الوطنية كان سريعا هذه المرة، لأن استراتيجية اللعب التي انتهجها بيتكوفيتش كانت مبنية بالأساس على النشاط على الرواقين، خاصة الجهة اليسرى، حيث كان غويري صانع الخطر بالنسبة للدفاع الليبيري، وقد قدم كرة إلى محرز، الذي تصدى الحارس كوليبالي لتسديدته، إلا أن بونجاح لم يحسن استغلال الكرة المرتدة، فجانبت قذفته إطار المرمى، رغم تواجده في وضعية مواتية، قبل أن تعرف الدقيقة 20 نجاح «الخضر»، في تعديل النتيجة عن طريق ماندي، بعد مخالفة نفذها محرز بطريقة ذكية، ومرر على إثرها غويري الكرة إلى ماندي، الذي كان في القائم الثاني، فأودع الكرة في عمق الشباك.
المد الهجومي للمنتخب تواصل، وكان الرواق الأيسر مصدر الخطر، لأن غويري قدم تمريرة حاسمة أخرى، كللت بهدف أمضاه محرز في الدقيقة 29، بعدما أسكن الكرة في الشباك برأسية محكمة، ولو أن التشكيلة الوطنية كان باستطاعتها إثقال فاتورة المنافس لولا تسرع شايبي، الذي ضيع فرصة سانحة، لما وجد نفسه داخل منطقة العمليات، لكن تسديدته انتهت بين أحضان الحارس كوليبالي.
«فيزيونومية» اللعب تواصلت بنفس الريتم مع بداية المرحلة الثانية، لأن السيطرة ظلت جزائرية، في غياب رد فعل جدي من المنتخب الليبيري، الذي اكتفى بالدفاع، سعيا للخروج بأخف الأضرار، وقد كان بونجاح قريبا من تسجيل الهدف الثالث في مناسبتين، الأولى في الدقيقة 50، لما تخلص من المراقبة، إلا أنه فضل رفع الكرة فوق رأس الحارس في شكل «لوب» بدلا من التسديد، فاعتلت العارضة، والثانية بعد ذلك ب5 دقائق بمقصية كانت خارج الإطار، قبل أن يتمكن من الوصول إلى المبتغى، وهز الشباك بحلول الدقيقة 63، بعد استغلاله كرة مرتدة من القائم الأيسر، إثر تسديدة غويري.
مع مرور الدقائق، عمد بيتكوفيتش إلى إجراء بعض التغييرات، وذلك بمنح الفرصة لعناصر احتياطية، نشط بها الرواق الأيمن بإقحام فارسي وعمورة، الذي صنع الهدف الرابع، بعدما تخلص من المراقبة، وأرغم الحارس كوليبالي على الخروج من منطقته، ليقدم تمريرة إلى غويري، الذي أودعها مباشرة في الشباك، وكان ذلك في الدقيقة 74، قبل أن يقرر الناخب الوطني إقحام عبدلي ثم بن زية وبن رحمة، وقد كاد عمورة أن يثقل الفاتورة عند الدقيقة 84، برأسية محكمة، كانت متجهة إلى الشباك، غير أن المدافع أوغوستين تدخل، وأبعد الكرة من على خط المرمى، منقذا منتخبه من هدف محقق، ليتكرر نفس «السيناريو» مع بن سبعيني، قبل أن ينجح عمورة في تحقيق الهدف المنشود، بدك شباك كوليبالي في آخر ثانية من عمر المواجهة، بعد تلقيه تمريرة من بن زية، ليطلق الحكم الغابوني باتريس ميبيامي صافرة النهاية، بفوز عريض للنخبة الوطنية، أنهت به مشوارها في تصفيات «الكان» دون هزيمة.
ص / فرطـاس
بداية بحراس المرمى والظهيرين
تصفيات «الكان» تشعل المنافسة في عدة مناصب
أشعلت مباريات التصفيات المؤهلة لبطولة أمم إفريقيا المقبلة، المنافسة بين لاعبي الخضر في عدة مناصب، بعد أن تألق الكثير من اللاعبين في بعض المراكز مقابل تراجع مستوى البعض الآخر، ليشمل هذا الصراع الرياضي على الظفر بمكانة أساسية، بين حراس المرمى وخطي الدفاع والوسط وبعض المناصب الهجومية.
وأكدت مباراة الأمس، التي فاز فيها الخضر بخماسية كاملة، أن بعض المناصب ستعرف منافسة على أشدها تحسبا للمباريات المقبلة، على غرار حراسة المرمى التي تبقى فيها كل الاحتمالات مفتوحة، بعد المستوى الذي قدمه ماندريا في بداية التصفيات ثم تألق قندوز في منتصفها، ليختمها المخضرم أوكيدجة بتألق في مباراة غينيا، ما يجعل منصب الحارس الأساسي، مؤجل الفصل فيه، على الأقل لحد الآن، خاصة وأن الحراس الثلاثة يمكنهم المنافسة على صفة الحارس الأول.
وامتدت المنافسة لمنصب الظهير الأيمن، بعد ظهور الوافد الجديد فارسي بمستوى مقبول يؤهله لمقارعة عطال، بما أن هذا الأخير كثير الاصابات وغاب عن عدة مباريات، إلا أن متتبعي مباريات الخضر، لم يشعروا بهذا الغياب، نظرا للأداء المحترم الذي قدمه القادم من الدوري الأمريكي، وتعرف الجهة اليسرى من خط الدفاع نفس مستوى المنافسة، بعد تألق حجام في المباريات التي شارك فيها وكانت آخرها أمام ليبيريا أمس، أين كان من أفضل اللاعبين، ما يشكل تهديدا على زميله آيت نوري، الذي يظهر بمستوى متذبذب من مباراة إلى أخرى.
وكشفت أيضا مباراة الأمس، أن لاعب أونجي حيماد عبدلي قادر أن يكون معادلة صعبة في تشكيلة الناخب الوطني، خاصة وأنه يؤدي مباريات في القمة مع ناديه الفرنسي أعاد بعض مستوياتها أمام ليبيريا، كما أبان قندوسي عن مستوى مقبول يؤهله على المنافسة مع بقية زملائه على المكانة الأساسية، في المقابل لم يظهر زرقان بمستوى كبير، مقارنة بما قدمه من قبل كل من زروقي وعوار وبوداوي والمصاب بن ناصر.
ونجح الثنائي بونجاح وغويري في التسجيل أمس، بعد أن اكتفيا بالاحتياط في اللقاء الماضي في غينيا، وهي رسالة للناخب الوطني على أنهما جاهزان لدك الشباك، ومنافسة كل من عمورة وبن رحمة على مكانة في التشكيلة الأساسية، فيما استقر الناخب الوطني على القائد رياض محرز على اليمين، وعلى ثلاثي دفاعي يتكون من بن سبعيني، ماندي وتوقاي، ليكون بذلك قد بدأ يحدد معالم التشكيلة الأساسية، وهو ما أثبتته المباريات السابقة.
حاتم / ب
تحسبا لتصفيات المونديال
بيتكوفيتش يستقر على «نظام اللعب»
يصر الناخب الوطني، فلاديمير بيتكوفيتش على ترسيخ "نظام اللعب" 3-4-3، بدليل مواصلة الاعتماد على نفس النهج في مواجهة ليبيريا أمس، وذلك بعد نجاح الخضر في العودة بكامل الزاد من غينيا الاستوائية، الأمر الذي جعل التقني البوسني، يحاول استغلال موقعة ملعب «المجاهد الراحل حسين آيت أحمد»، من أجل تجريب الطريقة التي يراها الأنجع، والمناسبة للمجموعة الحالية، بناء على نوعية التعداد، في ظل وجود عناصر بمواصفات خاصة، في صورة الثنائي عطال وفارسي على مستوى الرواق الأيمن وآيت نوري وحجام في الرواق الأيسر.
ومن بين أهم العوامل التي حفزت أيضا بيتكوفيتش على تجريب الرسم التكتيكي 3-4-3، هو البحث عن تحصين الخط الخلفي، الذي يعتبره الحلقة الأضعف، بدليل تصريحاته المتكررة عن وجود عديد النقائص على مستوى الدفاع، الأمر الذي جعله يقوم بتجريب بعض الحلول، من خلال الاعتماد على الثلاثي ماندي وبن سبعيني وتوقاي في المحور، وهو ما وفق فيه إلى حد بعيد في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، على اعتبار أن شباك الخضر، اهتزت في مناسبتين فقط في ست مباريات، لكن ذلك لا يهمل النقائص الموجودة مقارنة بنوعية المنافسين.
يحدث هذا، في الوقت الذي لم يستقر بعد الناخب الوطني على التوليفة المثالية على مستوى وسط الميدان، بعدما جرب ثنائية زروقي وزرقان في مواجهة غينيا الاستوائية، قبل أن يضطر إلى الزج بعنصرين جديدين، ويتعلق الأمر بكل من قندوسي والعائد إلى الخضر شايبي، أين أبان الأول عن مؤشرات إيجابية، من خلال دخوله في اللقاء دون مقدمات، ونجاحه في استرجاع العديد من الكرات في منصب لم يتعود أن يشارك فيه كثيرا، والحال كذلك بالنسبة لشايبي الذي بدوره يفضل التواجد في صناعة اللعب أو على مستوى الجناح الأيمن، قبل أن يخلط عبدلي الأوراق، بفضل الأداء الراقي في الدقائق التي شارك فيها، بل أكثر من ذلك قدم تمريرة حاسمة لزميله عمورة في كرة الهدف الخامس، مؤكدا أحقيته بمكانة ضمن قائمة مارس.
وما يتوجب الإشارة إليه، هو أن الناخب الوطني، تعامل بكل جدية مع موعدي نوفمبر، رغم التأهل المبكر للخضر، غير أن التقني البوسني حاول استغلال مواجهتي الختام، من أجل ضمان أحسن تحضير لموعدي تصفيات المونديال شهر مارس المقبل، سيما سفرية بوتسوانا التي يعول عليها كثيرا، من أجل البقاء في صدارة المجموعة قبل استقبال الموزمبيق.
حمزة.س
أول هدف بعد 12 مباراة رسمية
محرز يكسر صياما دام 20 شهرا
نجح أمس، القائد رياض محرز، بعد هدفه في مرمى ليبيريا، في العودة إلى التسجيل مع المنتخب الوطني، خلال المباريات الرسمية، بعد صيام دام 12 مباراة متتالية، ليُنهي بذلك العقدة التي لازمته 20 شهرا كاملا، حيث تعود آخر مرة هز فيها لاعب الأهلي السعودي الشباك مع الخضر إلى شهر مارس من عام 2023، وهذا عندما بصم على هدف الفوز أمام منتخب النيجر، في اللقاء المنتهي بنتيجة (2/1)، برسم الجولة 3 من التصفيات المؤهلة إلى كان كوت ديفوار.
وواجه النجم السابق لنادي مانشيستر سيتي الانجليزي، انتقادات لاذعة في الفترة الأخيرة، بعد عجزه عن التسجيل مع الخضر لأكثر من عام ونصف، إلى درجة جعلت البعض يطالبه بضرورة الاعتزال الدولي، غير أن محرز لم يكترث بتلك «المؤاخذات»، وظل محافظا على كامل تركيزه، خصوصا في ظل الثقة التي منحها إياه الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، بعد عودته من جديد إلى صفوف الخضر، بدليل إشراكه كأساسي في كل المباريات الأخيرة تقريبا، وهو ما سمح ل»مايسترو» الخضر بمعانقة الشباك من جديد، حيث استغل أمس كرة ممررة بإحكام من زميله أمين غويري، ليضعها في شباك ليبيريا برأسية جميلة، هي الأولى له مع الخضر طيلة مشاركاته الممتدة منذ عام 2014، حيث لم يسبق لمحرز أن وقع أي هدف بالرأس، رغم امتلاكه ل32 هدفا خلال 99 مباراة.
ويمتلك محرز إحصائيات رائعة مع المنتخب الوطني، وهو الذي ساهم في 65 هدفا في 99 لقاء
( وقع 32 وقدم 33 تمريرة حاسمة )، في انتظار أن يستعيد رياض كامل إمكانياته التي عُرف بها سابقا، لا سيما وأن الآمال معلقة عليه، من أجل قيادة المنتخب الوطني للتأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة ( 2026).
جدير ذكره، أن عيسى ماندي، الذي كان أمس، صاحب الهدف الأول في مرمى منتخب ليبيريا، بات اللاعب الأكثر تمثيلا للألوان الوطنية في التاريخ (103 مباراة)، متجاوزا المهاجم إسلام سليماني الذي تبدو مسيرته الدولية قد انتهت.
وارتدى مدافع ليل (ماندي) ألوان الخضر في 69 مباراة رسمية، و34 لقاء ودي، مع مشاركته كأساسي في كل المقابلات عام 2024 (15/15)، كما وقع ماندي أمس هدفه الدولي السادس ( 5 أهداف رسمية وهدف في ودية بوليفيا ). سمير. ك