أنهى المنتخب تصفيات كأس أمم إفريقيا بتصدر المجموعة الخامسة، وبأرقام مميزة تؤكد التطور الحادث منذ تسلم الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش زمام العارضة الفنية، بدليل عدم تسجيل أي هزيمة، وحصد 16 نقطة كاملة، مع الاكتفاء بتعادل وحيد أمام غينيا الاستوائية، ولولا الظروف المناخية القاسية التي لعبت فيها المواجهة، وأرضية الميدان الزلجة لعاد الخضر بكامل الزاد، إضافة إلى تسجيل المنتخب 16 هدفا في ست مباريات، بمعدل حوالي ثلاثة أهداف في كل لقاء، مع تلقي هدفين فقط، وهو ما يلخص الصلابة الدفاعية، أحد أهم النقاط التي ركز عليها التقني البوسني منذ قدومه.
وبالنسبة للإحصائيات الفردية للاعبين على مدار التصفيات، فقد نصب غويري نفسه هدافا برصيد أربعة أهداف، في الوقت الذي يعتبر القائد رياض محرز الأفضل من ناحية صناعة الفرص (11 فرصة)، وبن سبعيني الأكثر افتكاكا للكرة (14 مرة)، وحجام صاحب الرقم الأعلى من ناحية نجاح المراوغات (5)، وبونجاح الأكثر تسديدا، وتوغاي برقم مميز من ناحية نجاح التمريرات (343 تمريرة ناجحة).
ولم يكتف فقط المنتخب الوطني ببلوغ نهائيات «الكان»، بل هناك أيضا تحسن على المستوى الفني، وتنوع في النهج التكتيكي، مع استعادة العديد من العناصر لإمكاناتهم، ولمسة بيتكوفيتش تظهر دائما في الوقت المناسب، وفي شوط المدربين، مثلما حدث في عديد المناسبات، وينجح التقني البوسني في إيجاد الحلول وقلب الموازين، سواء بفعل التغييرات التي يقوم بها أو من خلال النصائح الموجهة إلى اللاعبين، دون أن ننسى عامل مهم، ويتمثل في حسن تسييره للمجموعة، وهي نقطة تحسب له، باعتراف «نجوم الخضر»، في صورة محرز الذي أثنى على العمل الذي يقوم به الناخب الوطني، عندما قال: «المنتخب في تطور ملحوظ وتأقلمنا مع طريقة عمل بيتكوفيتش»، وهو ما أشار إليه أيضا بونجاح في تصريحاته بعد نهاية مباراة ليبيريا: «الناخب الوطني لديه طريقة لعب يريد تجسيدها ونحن نعمل على تطبيق التعليمات، والأمور تسير بشكل جيد ونتمنى المواصلة على نفس المنوال».
وبالعودة إلى تصفيات «الكان»، فقد خاض المنتخب الوطني ست مباريات بثلاثة ملاعب مختلفة، بداية بملعب ميلود هدفي بوهران، ثم 19 ماي بعنابة، قبل أن يختتم رفقاء محرز المشوار بملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد بتيزي وزو، في موعد للتاريخ، كونها المرة الأولى التي تحتضن فيها مدينة تيزي وزو مباراة للخضر، وهو ما منح اللقاء أهمية بعيدا عن ضمان التأهل إلى الحدث القاري مسبقا، بدليل الأجواء الخرافية التي عاشها الجمهور الحاضر في المدرجات، واستمتع بها رفقاء محرز، الذين أجمعوا على أن ملعب حسين آيت أحمد «تحفة بمقاييس عالمية»، وتصريح قائد الخضر لخص كل شيء: «عشنا أجواء خيالية في ملعب أقل ما يقال عنه تحفة وعاملي، والجمهور كان مثاليا وساندنا من البداية إلى النهاية»، في الوقت الذي تمنى عطال العودة مجددا إلى هذه الصرح الرياضي، وقال: «كل شيء كان رائعا ونحن سعداء باللعب في هذه المنشأة الرائعة، ولما لا العودة مجددا إلى تيزي وزو».
يحدث هذا، في الوقت الذي سيحول الناخب الوطني، البوصلة مباشرة إلى تصفيات المونديال، بداية من التربص المقبل، والذي سيكون مفصليا في سباق الظفر بتأشيرة المونديال، أين سيتنقل الخضر إلى بوتسوانا قبل استقبال الموزمبيق، حيث أكد التقني البوسني أن الأماكن ستكون غالية، وسيوجه الدعوة للعناصر الأكثر جاهزية، والتي تشارك بانتظام مع أنديتها، خاصة وأن المعسكر المقبل سيعرف عودة كل من عوار وبن ناصر وبوداوي.
حمزة.س
