نجحت أمس، مولودية باتنة في كسب فوز ثمين على جمعية الخروب، ظهرت بوجه شاحب، هو الأسوأ منذ بداية الموسم لتسجل أول خسارة داخل الديار.
بداية اللقاء، شهدت لعبا مفتوحا من الجانبين، مع تسجيل محاولة من كل فريق، في حين كانت رغبة الزوار كبيرة في خطف هدف مبكر، وهو ما عكسته تسديدتي زرقين وبن عنيبة على التوالي، كما ضيع زرقين فرصة افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 13 للمولودية، بعد تلقيه تمريرة كباري، لكن كرته مرت، بجوار القائم الأيسر للحارس ماستن.
من جهتها، حاولت تشكيلة «لايسكا» تنظيم الصفوف وبناء اللعب من الخلف، رغم صعوبة المهمة والكثافة العددية للبوبية في منتصف الميدان، ما حرم المحليين من فرض منطقهم خلال 20 دقيقة الأولى، مع تواصل جرأة الضيوف، الذين أكدوا منذ البداية رغبتهم في تحقيق نتيجة إيجابية والخروج من عنق الزجاجة، كما لم تشكل المحاولات القليلة للجمعية في هذه الفترة أي خطورة على مرمى الحارس الباتني أميري، وهو ما لم يعجب المدرب ترعي الذي وبخ لاعبيه كثيرا وطالبهم بالتركيز أكثر، خصوصا أن فريقه لم يظهر الشيء الكثير خلال النصف ساعة الأولى.
ونجح الضيوف في تعطيل مفاتيح لعب الجمعية، بالاستحواذ على وسط الميدان وتحييد عبابسة وسياب وفرض رقابة لصيقة على الجناحين فنيري وغزالي، هذا الأخير أتعب كثيرا مدافعي المولودية بسرعته ومراوغاته، لكن غياب المساندة قلل من خطورته، كما لم يحصل الهداف قريوة على كرات كثيرة ولم يجد نفسه في وضعيات مناسبة للتسديد نحو المرمى.
وما زاد من تعقيد وضعية «لايسكا»، تعرض مايسترو الفريق ميهوبي لالتواء في الكاحل، حيث اضطر المدرب ترعي إلى تغييره وإقحام بولجدري.
وأثمرت محاولات البوبية في الدقيقة 45 عن افتتاح باب التسجيل بعد هجمة سريعة على الجهة اليسرى، لتجد المخضرم حجيج الذي لم يجد صعوبة في إسكان الكرة الشباك، قبل انتهاء الشوط الأول بتقدم الضيوف وأداء سيئ للجمعية.
في بداية الشوط الثاني، حاولت الجمعية تنظيم صفوفها مجددا، مع إعتماد المولودية على الهجمات السريعة واستغلال خفة وسرعة جابر، وبدأت لايسكا المحرومة من جمهورها، تستعيد تدريجيا زمام المبادرة، كما شكلت الكرات الثابتة التي تحصلت عليها البوبية، خطورة على الخروبية وكاد زير أن يضيف الهدف الثاني.
وكما كان عليه الحال في المرحلة الأولى، نجحت المولودية في الاستحواذ والتحكم في وسط الميدان، في ظل غياب الحلول من لاعبي الجمعية، كما كاد الباتنية أن يضيفوا الهدف الثاني في الدقيقة 59 بعد ارتطام كرة مرابط بالعارضة الأفقية.
ولمنح حلول جديدة للقاطرة الأمامية، فضل المدرب الخروبي ترعي إقحام الثنائي مناصر ولشطر مكان غزالي وسياب الذي كان ظلا لنفسه، كما فضل مدرب المولودية كسوري، لعب الورقة الهجومية بإقحام المهاجم المخضرم حامية.
وكانت أخطر محاولة للجمعية في الدقيقة 77، لما تألق الحارس أميري في التصدي لرأسية المدافع محرزي، الذي صعد لمساعدة الهجوم، لتتحكم الجمعية بزمام المبادرة مع الدخول في الربع ساعة الأخيرة وركون الضيوف إلى الدفاع لتأمين النقاط، مع رمي الجمعية بكل ثقلها في الهجوم، وفوت قريوة فرصة تعديل النتيجة في الدقيقة 80 بعد أن تخلص من المراقبة ورفع الكرة فوق الحارس أميري، لكن كرته مرت فوق الإطار، لتتوالى بعدها الركنيات للجمعية التي لم تستغلها في ظل التنظيم الدفاعي المحكم بقيادة القائد حجيج رجل المقابلة، كما ضيع مخالفة فرصة التعديل في الدقيقة 85 بعد أن توغل في دفاع المولودية، كما أنقذ أميري فريقه من هدف محقق، بعد إبعاده لتسديدة البديل بولجدري في الدقيقة الأخيرة، لتنتهي المقابلة بنتيجة غير متوقعة، وفوز مستحق لمولودية باتنة.
فوغالي زين العابدين
