ضمن سهرة أمس، النادي الرياضي القسنطيني التأهل إلى الدور ربع النهائي من كأس الكاف، بعد الفوز المحقق أمام الضيف النادي الرياضي الصفاقسي بثلاثية نظيفة بفضل ثنائية بن شاعة في د 30 و70 والبديل طمين في د 90 + 3، في انتظار الحسم في صدارة المجموعة في النهائي المرتقب أمام نادي سيمبا بدار السلام، وذلك بعد عودة ممثل الكرة التنزانية بنتيجة التعادل من أنغولا أمام مضيفه برافوس بهدف لمثله.
عرفت مباراة الأمس، حضور الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش وأعضاء طاقمه إلى جانب مدرب المنتخب الوطني المحلي مجيد بوقرة ومساعده جمال مصباح، من أجل معاينة لاعبي السنافر، تحسبا لاستدعاء أبرز الأسماء للمنتخب الأول والمحلي، تحضيرا للاستحقاقات القادمة.
وانطلق اللقاء بحذر واضح من الفريقين، حيث حاول النادي الرياضي القسنطيني، فرض أسلوبه من خلال الاستحواذ على الكرة، فيما اكتفى الزوار بالتكتل في الدفاع، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، لتأتي أول محاولة صريحة لأصحاب الأرض في د 8، حين أطلق بن شعيرة تسديدة قوية مرت قريبة من المرمى، ليواصل المحليون السيطرة على مجريات اللعب، إلا أن محاولاتهم ظلت تفتقر إلى الفعالية في الثلث الأخير من الملعب، وجاءت أخطر الفرص في الدقيقة 16، عندما أضاع توسين فرصة سانحة للتسجيل بعد دربكة داخل منطقة العمليات، لتصل الكرة إلى المهاجم النيجيري على خط ستة أمتار، غير أن تسديدته علت العارضة الأفقية، ومع مرور الوقت، كثف السنافر من الضغط بغية افتتاح مجال التهديف، وكان لهم ما أرادوا في الدقيقة 30، عندما استغل بن شاعة تمريرة جميلة من زميله ذيب، ليضع الكرة في الشباك، محررا الجمهور فوق المدرجات، ومنهيا بذلك فترة صيام طويلة عن التهديف، ورافعا رصيده إلى 5 أهداف في النسخة الحالية، لكن من سوء حظه الأربعة الموقعة في الدور التمهيدي لا يتم احتسابها في ترتيب الهدافين، في الوقت الذي لم تكن ردة فعل الضيوف قوية، بل على العكس حاول أشبال المدرب خير الدين مضوي إضافة هدف الاطمئنان، لكن دون جدوى، لتنتهي المرحلة الأولى بتقدم السنافر بهدف
دون رد.
بداية الشوط الثاني، كانت مختلفة عن سابقتها، وعرفت دخولا قويا من جانب الزوار، الذين كادوا معادلة النتيجة في د 51 عن طريق بشة لولا تألق الحارس بوحلفاية الذي تصدى للكرة ببراعة، وهي المحاولة التي حركت المدرب مضوي، وأجبرته على إجراء تغييرين، من خلال الزج ببلحوسيني والطاهر في د 65 مكان ربيعي وتوسين، مع تحويل بن شاعة كقلب هجوم، وهو ما كلل بالهدف الثاني عن طريق نفس اللاعب أي بن شاعة في د 70 بعد تمريرة جديدة من ذيب، وسط احتفالات كبيرة من طرف الجمهور الحاضر بقوة، لتعرف الدقائق المتبقية تحكم السنافر في زمام الأمور، بل أكثر من ذلك ضيع البديل مواقي فرصة سهلة في د 86، قبل أن يتمكن البديل طمين من توقيع الهدف الثالث في د 90 + 3 بعد عمل فردي رائع، ليعلن بعد ذلك الحكم المصري نهاية اللقاء بفوز رفقاء القائد ذيب بثلاثية نظيفة، مكنتهم من الانفراد بالصدارة وضمان التأهل إلى الدور ربع النهائي من كأس الكونفدرالية الإفريقية، في انتظار نهائي الريادة الأحد المقبل بدار السلام أمام نادي سيمبا. حمزة.س
تحدوا الظروف المناخية القاسية
السنافر يخطفون الأضواء ويؤكدون معنى الوفاء
عاش ملعب الشهيد حملاوي أمسية كروية بامتياز، خطف فيها جمهور النادي الرياضي القسنطيني الأضواء، من خلال الحضور القياسي الذي فاق كل التوقعات، بالنظر إلى الظروف المناخية القاسية وبرودة الطقس، إلى جانب تساقط الأمطار، والمخاوف من عزوف الأنصار، غير أن السنافر كان لهم رأي آخر وتوافدوا بأعداد غفيرة، كما صنعوا أجواء خيالية ستظل راسخة في أذهان التونسيين، قبل متتبعي الكرة المحلية والإفريقية.
ولم يكن ذيب ورفاقه هم الوحيدون الذين صنعوا الاستثناء، في مباراة الصفاقسي، بل خطف السنافر الأضواء في الفوز المحقق، بالنظر إلى الدعم الذي قدموه للتشكيلة على مدار 90 دقيقة، حيث لم يتأثروا ببرودة الطقس، وأصروا على تشجيع اللاعبين في كامل أطوار المواجهة، ليؤكدوا أنهم كلمة السر في الإنجاز المحقق، بفضل مساندتهم لأشبال مضوي منذ انطلاق المنافسة، وخاصة عند دخول دور المجموعات، بداية بالتنقل الكبير إلى ملعب «رادس» في جولة الافتتاح أمام منافس الأمس، قبل المساهمة في الانتصار أمام سيمبا التنزاني في الجولة الثانية، ثم التأكيد مجددا في مواجهة برافوس الأنغولي.
ولبى الأنصار نداءات اللاعبين، من خلال تسجيل أكبر حضور جماهيري هذا الموسم، كما أن مدرجات ملعب الشهيد حملاوي ارتدت اللونين الأخضر والأسود، بعد السماح للسنافر بوضع الرايات العملاقة على مستوى السياج الفاصل بين أرضية الميدان والمدرجات، لتكتمل السهرة بفرحة الفوز والأجواء الخرافية التي صنعها اللاعب رقم 12، وتبادل الأهازيج مع رفقاء القائد ذيب، في انتظار الفرحة الكبرى بضمان صدارة الترتيب. حمزة.س
التصريحات
مدرب السنافر خير الدين مضوي
مبروك التأهل في انتظار ترسيم صدارة الفوج
اختار مدرب النادي الرياضي القسنطيني خير الدين مضوى تقديم تهانيه لكل أسرة السنافر بعد الفوز المحقق على النادي الصفاقسي وضمان التأهل إلى ربع نهائي كأس الكونفدرالية، وقال في الندوة الصحفية: "هنيئا للنادي الرياضي القسنطيني وكل الجماهير الحاضرة بقوة رغم سوء الأحوال الجوية، حجز بطاقة التأهل بصفة رسمية للدور ربع النهائي، لقد حققنا هدفنا الأول بجدارة والدور القادم على الصدارة في لقاء الحسم أمام نادي سيمبا، رغم أن التأهل إلى الدور ربع النهائي لا يعتبر إنجازا بالنسبة للنادي الرياضي القسنطيني الذي سبق له التواجد في هذا الدور"، وأضاف مضوي: "لدينا عناصر تلعب دون مركب نقص وبعد الفوز بثلاثية نظيفة أمام الصفاقسي وضمان التأشيرة نتمنى ريادة المجموعة لتفادي الاصطدام بأندية قوية، وسنحاول استغلال الفرصة لتصحيح الأخطاء وضمان التواجد في أفضل الأحوال، في نهائي الصدارة أمام سيمبا"، وعن النتيجة العريضة فقد علق التقني السطايفي: "أكيد أن الشيء الإيجابي يتمثل في الاستفاقة الهجومية بتسجيل 7 أهداف في مباراتين ومع ذلك هناك سلبيات نريد تصحيحها ونتمنى مشاهدة فريقنا بمستويات أفضل".
من جهة أخرى، فقد رفض مضوي الحديث عن الهدف في كأس الكاف، وقال: "الحديث عن الهدف سابق لأوانه، اليوم حققنا الهدف الاستراتيجي للنادي بالتأهل إلى الدور ربع النهائي".
إلى ذلك، تطرق مدرب السنافر لملف الميركاتو ، وقال: "نحن بصدد التحضير للميركاتو الشتوي مع الإدارة، ونعمل على جلب العناصر القادرة على تقديم الإضافة، كما تعلمون فترة الانتقالات الشتوية صعبة وجل العناصر المميزة مرتبطة مع أنديتها".
حمزة.س
مدرب النادي الصفاقسي لسعد الدريدي
فوز الشباب مستحق
اعترف لسعد الدريدي مدرب النادي الصفاقسي، بأحقية شباب قسنطينة في الفوز المحقق عشية أمس، وقال في الندوة الصحفية التي تلت المباراة: "النادي الرياضي القسنطيني استحق الفوز، وكان أفضل منا من جميع الجوانب، كنت أتمنى بداية أفضل، لكن الأمور لم تسر معنا بالشكل المطلوب، حقيقة لقاء اليوم أثبت حاجتنا لاستقدامات على جناح السرعة"، وأضاف: "بعد هذا المشوار، أعتقد أن النادي القسنطيني يمكنه الذهاب بعيدا في المنافسة رفقة اتحاد الجزائر".
حمزة.س