كرّست مخلفات الجولة 17 لبطولة وطني الهواة الوضع القائم على مستوى قمة هرم الترتيب، وذلك بتواصل جدلية الصراع الثنائي من أجل الظفر بالتذكرة المؤدية إلى الرابطة المحترفة بين الرائد مستقبل الرويسات والوصيف اتحاد الحراش، مع تمسك اتحاد عنابة ببصيص من الأمل في القدرة على قلب الموازين، في الوقت الذي تعقدت فيه أوضاع شباب برج منايل ضمن مثلث السقوط، ولو أن الرؤية على مستوى قاعدة الهرم لم تتضح بعد، لأن شبح السقوط مازال يهدد أكثر من نصف تركيبة الفوج، كما أن أولمبي المقرن انتفض، واهتدى إلى سكة الانتصارات من جديد، عكس جاره الاتحاد السوفي الذي استسلم مبكرا لأمر النزول، وامتطى القطار المؤدي إلى قسم ما بين الجهات، كأول زبون، في انتظار التعرف على الثنائي الذي سيرافقه.
بقاء دار لقمان على حالها في الصدارة، جاء في أعقاب نجاح الوصيف اتحاد الحراش في العودة بالزاد كاملا من قسنطينة، أين تجاوز عقبة «الموك» بهدف وحيد، وقعه بن ساحة، كان وزنه 3 نقاط ثمينة جدا، لأنها مكنت «صفراء الضاحية» من مواصلة تشديد الخناق على الرائد مستقبل الرويسات، الذي حقق الأهم، ودعم رصيده بنقاط «الديربي» الذي جمعه بالجار والضيف الاتحاد السوفي، ليبقى أبناء الرويسات في الريادة، بفارق 5 خطوات عن أقرب المنافسين.
إلى ذلك، فقد أبقى اتحاد عنابة على أمل الصعود قائما، ولو بنسبة ضئيلة جدا، لأن فارق 10 نقاط عن المتصدر، يجعل عودة أبناء «بونة» إلى الرابطة المحترفة في نهاية الموسم الجاري أشبه بالمعجزة، ولو أن «الطلبة» مددوا «السيسبانس» بفضل الفوز الثمين الذي حققوه على حساب الضيف هلال شلغوم العيد، في مقابلة كان فيها لكل فريق شوطه، لأن قدادرة منح الأسبقية للزوار، قبل أن يعود أهل الدار من بعيد في المرحلة الثانية، بفضل «الجوكير» هشام مختار وكذا طويل الهواري، قبل أن يقلص كامل يوسف النتيجة.
أما على مستوى قاعدة الهرم، فإن شباب برج منايل لم يحسن استغلال ورقتي الأرض والجمهور في القمة التي جمعته بالضيف مولودية باتنة، واكتفى بتعادل بطعم الهزيمة، لأن هذا التعثر أبقى «الكوكليكو» كثالث ضلع في مثلث النزول، مع مد «البوبية» خطوة إضافية نحو بر الأمان، في خامس مباراة لها تواليا دون هزيمة، في الوقت الذي سجل فيه أولمبي المقرن انتفاضة، بتذوقه نشوة الانتصار من جديد، وكان ذلك على حساب جمعية الخروب، بهدف وحيد أمضاه مسعودي في منتصف المرحلة الثانية، مما مكن الأولمبي من تقليص الفارق عن عتبة النجاة إلى 7 نقاط.
من جهة أخرى، فإن شباب باتنة ضرب عدة عصافير بحجر، بفوزه العريض على اتحاد ورقلة، برباعية تقاسمها بن يحي وقعودة، لأن هذا الانتصار أخرج «الكاب» من عنق الزجاجة، مع التعقيد من أوضاع الاتحاد الورقلي، الذي أصبح الأقرب إلى مثلث السقوط، في حين انتهت «الجوارية» التي جمعت نادي التلاغمة واتحاد الشاوية بتعادل أبقى الفريقين جنبا إلى جنب، وقد منح بيوض الأسبقية للاتحاد، لكن مرابطين رد عليه بسرعة، بينما واصل فريق شبيبة جيجل الصحوة، بانتصاره الثاني على التوالي، وكان على حساب اتحاد خميس الخشنة، بثلاثية تداول على توقيعها بوفليغة، غطوط وريغي، الذي أهدر ضربة جزاء، حرمته من الثنائية.
ص / فرطــاس