تصب الحسابات الأولية للجولة 19 من بطولة الرابطة الثانية، في رصيد مستقبل الرويسات، المتواجد في أفضل رواق لمواصلة العزف المنفرد على أوتار صدارة ترتيب المجموعة الشرقية، مع احتفاظه بإمكانية تعميق الفارق عن أقرب الملاحقين، وبالتالي قطع خطوة عملاقة نحو تجسيد حلم الصعود التاريخي إلى الرابطة المحترفة، في الوقت الذي ستكون فيه كوكبة المهددين بالسقوط على صفيح ساخن، خاصة بالنسبة لشباب برج منايل، الذي سيلعب فرصة الحظ الأخير، عند استقبال اتحاد الحراش، بينما ستكون الإثارة حاضرة بملاعب التلاغمة، الخروب، جيجل وباتنة، أين ستعمل العديد من الأندية على تدعيم الرصيد، للابتعاد أكثر عن منطقة الجاذبية.
ولعّل ما يرجح كفة مستقبل الرويسات، للخروج من هذه المحطة بالزاد كاملا، استفادته من ورقتي الأرض والجمهور، عند استضافة مولودية قسنطينة، في لقاء يبحث من خلاله «المستقبل» عن فوز خامس على التوالي، يمكنه من مواصلة المشوار بنفس «الفورمة»، وبالمرة طمأنة الأنصار بخصوص القدرة على تحقيق الصعود، بصرف النظر عن وضعية الموك، لأن التشكيلة القسنطينية ستضطر للقيام بثاني دورية نحو القاعدة الجنوبية في ظرف 4 أيام، لكن تأكيد الانتصار المحقق في الوادي لن يكون بالأمر السهل، أمام مستضيف، يبقى بصدد تعبيد طريقه نحو منصة التتويج.
إلى ذلك، فإن الوصيف اتحاد الحراش سيضطر للدفاع عن حظوظه خارج القواعد، وذلك من خلال قمة النقيضين التي ستجمعه بالجار شباب برج منايل، في «جوارية» لا تقبل نقاطها القسمة على اثنين، لأن «الكوكليكو»، وفي غياب أنصاره بسبب العقوبة، لا يملك أي خيار سوى الفوز للتمسك بأمل النجاة، على اعتبار أنه حاليا يشكل أحد أضلاع مثلث السقوط، والتعثر سيزيد في تعقيد وضعيته، خاصة وأنه لم يتذوق نشوة الانتصار في آخر 4 مباريات، بينما يبقى لزاما على «صفراء الضاحية» التمرد على العوامل الكلاسيكية، والعودة من بومرداس بالزاد كاملا، مادام أي مكسب غير النقاط الثلاثة سيحرق آخر حظوظ الصعود، لأن الفارق عن الرائد سيتسع إلى ما يعادل الرصيد النقطي ل 3 مقابلات على أقل تقدير.
باقي المباريات تلقي بظلالها على معطيات معادلة السقوط، لأن الصراع يبقى قائما من أجل تفادي المقعد الثالث على متن القطار المؤدي إلى قسم ما بين الجهات، بحكم أن ثنائي ولاية الوادي، الاتحاد السوفي وأولمبي المقرن رهن حظوظه في البقاء، ووضعية شباب برج منايل توسع من دائرة التنافس إلى 10 فرق، بالنظر إلى الفارق الذي يفصل «الكوكليكو» عن رابع الترتيب، اتحاد خميس الخشنة، ولو أن اتحاد ورقلة سيكون على موعد مع قمة في التلاغمة، يسعى من خلالها أصحاب الضيافة لتذوق نشوة الانتصار في مرحلة الإياب، بينما سيعمل شباب باتنة على توظيف ورقتي الأرض والجمهور حين استقبال هلال شلغوم العيد، بحثا عن انتصار يحسن الوضعية، والمعطيات ذاتها تنطبق على شبيبة جيجل، التي ستستضيف مولودية باتنة، وأمام «النمرة» خيار وحيد، ينحصر في الفوز، في حين تبقى القمة التقليدية بين جمعية الخروب واتحاد الشاوية مفتوحة على كل الاحتمالات، في موقعة «خاصة» للمدرب بلشطر، وعامل الأرض يمنح «لايسكا» أفضلية، لتحقيق انتصار يكون وزنه خطوة عملاقة نحو ترسيم النجاة.
ص / فرطـاس